مزيد من الصادرات إلى الصين وهونغ كونغ
تسجل نسبة الصادرات السويسرية ارتفاعا ملحوظا منذ بداية العام، حتى فاقت في موفي أغسطس الماضي 20%، مقارنة بما كانت عليه السنة الماضية.
وتقول الدوائر الاقتصادية الرسمية إن الصين وهونغ كونغ تتصدران قائمة الدول التي توجهت إليها مزيد من البضائع السويسرية.
صرح فرانك شميدباور، الخبير في وزارة الاقتصاد السويسرية في حديث مع سويس انفو، بأن ارتفاع معدلات التصدير التي حققتها الشركات والمؤسسات منذ مطلع العام وحتى الآن، طبقا لإحصائيات إدارة الجمارك الفدرالية المنشورة في شهر سبتمبر، جيدة بشكل مفاجئ.
ونظرا لأن معدل النمو الاقتصادي في سويسرا في نفس الفترة لم يكن بنفس القوة، يرى الخبير بأنه “من الأفضل التعامل مع تلك الأرقام ببعض الحذر”.
ويتفق هذا الحذر مع بيانات المكتب الفدرالي للإحصاء الذي أصدر في 21 سبتمبر الجاري تقريره الدوري حول التجارة الخارجية، ذكر فيه أن معدلات التصدير ارتفعت منذ بداية العام بنسبة 7.6%، وهي بيانات أقرب إلى المنطق، لا سيما إذا ما قورنت مع معدلات النمو المسجلة في الربع الأول من هذا العام والتي كانت 4.3% في المجالات الصناعية و2.6% بشكل عام.
في المقابل يرى ريتو هوينيرفاندل من مصرف UBS، بأن هذه الأرقام تعطي مؤشرات جيدة، ويمكن من خلالها توقع معدلات نمو متفائلة في السنة المقبلة، وذلك طبقا لتصريحات نقلتها عنه وكالة رويترز للأنباء.
ازدهار تصدير الساعات
وتعتبر الساعات من بين المنتجات التي حققت نجاحا كبيرا في التصدير، إذ بلغت قيمة صادراتها 6.721 مليار فرنك بزيادة تصل إلى 10.9% عن العام الماضي، حسب مصادر رابطة مصنعي الساعات السويسرية، تليها الصناعات التعدينية والمواد الكيماوية، وكذلك في المواد الغذائية، سواء كاملة التصنيع أو شبه المصنعة والنسيج، مع تراجع ملحوظ في صادرات الملابس الجاهزة بشكل عام.
وعلى عكس المنتجات السويسرية الأخرى، تقف الولايات المتحدة على رأس الدول المستوردة للساعات بنسبة 30.9% زيادة عن العام الماضي، أي ما يعادل 128.9 مليون فرنك، تليها هونغ كونغ بزيادة قدرت بـ 35% مقارنة بالسنة الماضية وبقيمة مبيعات بحوالي 123.7 مليون فرنك.
الصين شريك تجاري هام .. ولكن
في المقابل، يتصدر اسم الصين العديد من قوائم الدول التي تتجه إليها الصادرات السويسرية، وهو ما يتطابق مع المعطيات المؤشرة على زيادة أهمية الصين كشريك تجاري للكنفدرالية من عام إلى آخر، حيث أصبحت في ظرف عقد ونصف من الزمن واحدة من أهم اثني عشر شريك تجاري لسويسرا.
ولا يتشكك فرانك شميدباور، الخبير في وزارة الاقتصاد السويسرية في حديث مع سويس انفو في أن تطور العلاقات التجارية مع الصين يمثل “أحد أهم أسباب الزيادة المسجلة في معدلات الصادرات السويسرية”، إلا أنه يشير إلى ارتفاع نسبة الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي أيضا، وهو ما رأى فيه مؤشرا إيجابيا في حد ذاته.
وفي معرض تعليقها على زيادة التعاملات التجارية مع الصين، قالت دوروتيا تيفناور الناطقة باسم الرابطة السويسرية للصناعات الميكانيكية والكهربائية والتعدينية swissmem في تصريحات صحفية بأن “الشركات السويسرية يمكنها الآن الاعتماد على السوق الصينية كمنفذ جديد لبضائعها، لا سيما في المنتجات التقنية الوسيطة”.
فعلى سبيل المثال، تقوم إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج الكابلات ومعدات التركيب الأوتوماتيكية بتصدير 55% من إنتاجها إلى الصين، فيما نقلت 30 شركة من بين 950 تتشكل منها الرابطة، خطوط إنتاجها بالكامل إلى الصين.
وعلى الرغم من هذا التطور المشهود في التصدير إلى الصين، لا سيما في مجال الميكنة والصناعات التعدينية، الذي ينعكس بالطبع على الاقتصاد السويسري بشكل إيجابي، إلا أن swissmem تتخوف من سرقة التقنية السويسرية وإعادة تصنيعها بشكل يضر بالإقتصاد الوطني.
في المقابل ترى الدوائر الاقتصادية السويسرية أن السوق الصينية لن تستقطب فقط الشركات الصناعية، بل ستتجه أيضا إلى اجتذاب المؤسسات البنكية والمالية، مع مجموعة من الخدمات مثل التأمين أو الاستشارات، وذلك في فترة قد تمتد لعشرين أو ثلاثين سنة قادمة.
ومن المفترض أن يؤدي ارتفاع معدل الصادرات السويسرية سواء إلى الصين أو إلى غيرها من مناطق العالم إلى زيادة حجم الإنتاج وارتفاع الطلب على اليد العاملة، إلا أن واقع سوق العمل المحلي في سويسرا لا يعكس حاليا هذا النمو المطرد في حجم الصادرات.
فقد وصل معدل إجمالي الناتج الداخلي في سويسرا في موفى شهر أغسطس الماضي إلى 0.4% بعد أن كان 0.5% في الربع الأول من عام 2004، فيما لم تنخفض معدلات البطالة، كما لم يسجل توفير مواطن عمل جديدة. أخيرا يؤمل الخبراء أن ينعكس ارتفاع حجم الصادرات إيجابيا على بقية المجالات الاقتصادية في سويسرا مع بدايات عام 2005.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.