مساعدات إنسانية وتنموية .. من الجيش السويسري
خلال العامين الماضيين، تم توزيع 500 طن من المعدات والتجهيزات العسكرية السويسرية في 30 بلدا سائرة في طريق النمو.
فقد أدى التراجع الكبير في أعداد العاملين في الجيش السويسري إلى الإستغناء عن معدات صحية وتجهيزات مطابخ ومركبات وآليات متنوعة صالحة للإستعمال.
أصبح من الممكن الآن أن تستفيد المساعدات ذات الطابع الإنساني أو التنموي المقدمة من طرف الكنفدرالية إلى العديد من بلدان العالم من التجهيزات والمعدات التي يستغني عنها الجيش السويسري.
وفي هذا السياق، يلتزم الجيش بالتطبيق الصارم لمعيار “عدم الإضرار” (No Harm) المتعارف عليه في ما يسمى بـ “الإقتصاد الإنساني” و التنمية المستديمة.
ومن الناحية العملية، وقـّع الجيش السويسري والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون يوم الثلاثاء 28 فبراير في العاصمة الفدرالية برن على اتفاق يعزز التعاون القائم بين الجهتين منذ عامين عندما اشتركا في إطلاق مشروع “إعادة استعمال المعدات العسكرية” المعروف اختصارا بـ WAM.
الجميع رابحون
خلال العامين الماضيين، تم توزيع 500 طن من المعدات والتجهيزات التي كانت مستعملة من طرف الجيش السويسري في ثلاثين بلدا.
واشتملت المعدات الموزعة على تجهيزات صحية (أسـرّة ومعدات طبية مختلفة) وآلات متنوعة ومنسوجات وتجهيزات تصلح للمطابخ وكميات من الأثاث ومركبات، مثلما أوضح رئيس هيئة الأركان السويسرية لوسائل الإعلام.
وقد أكد كل من كريستوف كيكايس، قائد الجيش السويسري وفالتر فوست، مدير الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون أن “جميع الأطراف رابحة في هذه العملية”.
فمن جهة يمكن للجيش أن يتخلص من فائض المعدات التي لا زالت بحوزته دون أن يضطر لدفع سنتيم واحد. ومن جهة أخرى، تحصل الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون بشكل مجاني على تجهيزات صالحة للإستعمال وذات نوعية جيدة. أخيرا، تحصل البلدان السائرة في طريق النمو على مساعدة نافعة.
مساعدة متعددة
التعاون القائم بين العسكريين والوكالة التنموية لا يعود تاريخه إلى الأمس. ففي سياق الإصلاحات التي شهدها الجيش السويسري عام 1995، تم تحويل كمية معتبرة من المعدات والتجهيزات إلى المساعدات الإنسانية.
من جهة أخرى، تعاون الطرفان بشكل وثيق العام الماضي في نجدة المتضررين وإيصال المساعدات الإنسانية الطارئة في جزيرة سومطرة بإندونيسيا إثر كارثة تسونامي.
ومن الناحية العملية، تشرف “القاعدة اللوجستية للجيش السويسري” على توفير المعدات المتاحة، فيما تتحمل الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون مسؤولية تحديد الإحتياجات وترتيب الإتصالات مع الذين تتوجه إليهم الشحنات.
موارد كبيرة
ومن بين الجهات التي انتفعت بهذه المساعدات بلدان إفريقية وأخرى كانت تنتمي إلى الإتحاد السوفياتي سابقا. وفي الوقت الحاضر، تتواصل الإستعدادت لاستكمال العملية من خلال 30 مشروعا تمت برمجتها لتقديم المساعدات.
ويتوفر الجيش السويسري حاليا على العديد من الموارد والإمكانيات الفائضة عن احتياجاته خصوصا وأنه يجري (في إطار إعادة ترتيب الدائرة اللوجستية فيه التي تستمر إلى عام 2010) إفراغ العديد من المباني والمخازن من معدات وتجهيزات ومواد لم تعد صالحة للإستعمال من وجهة النظر العسكرية.
لذلك، من المتوقع أن تحصل الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في كل عام مجانا على معدات تقدر قيمتها بحوالي 50 مليون فرنك.
سويس إنفو مع الوكالات
في عام 2003، وافق الشعب السويسري على مشروع إصلاح الجيش السويسري يشمل تقليص عدد القوات وإضفاء المزيد من المرونة عليها وتأخذ بعين الإعتبار التهديدات الجديدة والتعاون على المستوى الدولي
يقتضي الإصلاح تقليص عدد أفراد القوات المسلحة من 360 ألف إلى 140 ألف إضافة إلى 80 ألف من جنود الإحتياط
سمحت إعادة الهيكلة العميقة التي تشهدها القوات المسلحة السويسرية (وهي الثالثة من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية) بالإستغناء عن كميات هائلة من العتاد والمعدات في حالة جيدة جدا.
التعاون بين الجيش والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون قائم منذ عامين وهو مرشح لمزيد من التطور
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.