مساهمة سويسرية في مجال محاربة الألغام
للإيفاء بالتزاماتها في مجال محاربة الألغام المضادة للأفراد تقوم سويسرا بتكوين أربعين خبيرا في مجال إبطال مفعول الألغام كمساهمة منها في " البرنامج الإنساني لنزع الغام". ولهذا الغرض يتم حاليا تكوين الخبراء الأربعين الذين بإمكان سويسرا وضعهم تحت تصرف المجموعة الدولية في مجال نزع الألغام.
بعد توقيع سويسرا على معاهدة أوتاوا لعام 1997 المعروفة بمعاهدة حضر صنع واستعمال وبيع وتخزين الألغام المضادة للأفراد ، وبعد مصادقة البرلمان على هذه المعاهدة في عام 1998 ، شرعت الحكومة الفدرالية عن طريق وزارة الدفاع في تطبيق البنود الأخرى التي تنص عليها هذه المعاهدة وبالأخص الالتزامات التي يجب على الدول الصناعية الإيفاء بها في مجال مساعدة الدول النامية للحد من أضرار الألغام.
وفي هذا الإطار تدخل العملية التي تسهر وزارة الدفاع على تطبيقها في منطقة كاندرشتيغ الجبلية حيث يتلقى أربعون خبيرا سويسريا تدريبا كمشرفين على عمليات نزع الغام. وينتمي الخبراء المشاركون في هذه العملية الى فريق الدفاع عن المواقع المحصنة التابع لوزارة الدفاع السويسرية .
عمل إنساني فيه خبرة مفيدة لسويسرا
يتمثل التدريب الذي يتلقاه الخبراء السويسريون في الحصول على تكوين يسمح لهم بالإشراف على فرق نزع الألغام في المناطق المتضررة في العالم . أما عمليات نزع الألغام وإبطال مفعولها فيقوم بها أبناء المناطق المتضررة نظرا لكونهم أكثر معرفة بهذه المناطق . وحتى ولو تعتبر سويسرا وضع هؤلاء الخبراء تحت تصرف المجموعة الدولية كجانب من التزاماتها ببنود معاهدة أوتاوا إلا أن الأوساط العسكرية السويسرية تنظر بنوع من الأهمية لهذه التجربة نظرا لكونها تسمح لخبراء سويسريين بتعميق معرفتهم العملية في ميدان قد يعود بالفائدة على الجيش السويسري .
جنيف مركز دولي لمحاربة الألغام
ليس هذا هو الالتزام الأول الذي توفي به سويسرا في مجال محاربة الألغام منذ التوقيع على معاهدة أوتاوا ، بل سبق أن أقامت في عام 1998 في جنيف المركز الإنساني الدولي لنزع الألغام الذي يعتبر أهم مرجع دولي في مجال محاربة الألغام.
وقد نظم هذا المركز الذي تشترك في تمويله كل من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية وإدارة المساعدة الإنسانية السويسرية ، عدة ملتقيات دولية سمحت بتبادل الخبرات في مجال محاربة الألغام. كما يسهر على تجميع أهم بنك معلومات دولي حول محاربة الألغام.
ولكن بالنظر إلى حجم مشكلة الألغام، تبدو هذه المحاولات مجرد قطرة في بحر، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن العالم يعاني اليوم من أكثر من مليون لغم لازال يهدد حياة الأبرياء. وأن طبيعة الصراعات المتعاظمة اليوم لا تساعد على توقع انخفاض في المستقبل نظرا لأن الألغام بسعرها المنخفض لازالت من الأسلحة المفضلة في الكثير من الصراعات المسلحة وبالاخص تلك التي تكتسي طابع الصراع الأهلي .
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.