مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مشاغلُ عُمال سويسرا في عيدهـم

Keystone

شهدت سويسرا طيلة يوم الفاتح من مايو، فعاليات مختلفة للاحتفال بعيد العمال الذي يختلف في الكنفدرالية عن غيره في بقية دول أوروبا.

أكبر التجمعات كانت في زيورخ، تلاها برن وبازل ثم جنيف. لكن المدن الصناعية الأخرى شهدت أيضا فعاليات نددت بالتقاعس في مواجهة البطالة، وطالبت بزيادة الأجور وحماية “سويس كوم” من البيع.

اهتمت النقابات العمالية والمهنية في احتفالات هذا العام بعيد العمال بوضع مشكلة تراجع الأجور في مواجهة الغلاء والبطالة لاسيما بين الشباب أمام الرأي العام، والقلق من خطوات بيع شركة الاتصالات القومية “سويس كوم”. وانتهز الحزب الإشتراكي الفرصة للهجوم على ما وصفها بالتوجهات البرجوازية في الحكومة الفدرالية.

فمع صبيحة الاثنين الفاتح من مايو، تجمع قرابة 6000 شخص في زيورخ في مسيرة طافت شوارع المدينة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد، منددين بما وصفوه بغياب المساواة في البحث عن وظائف. ورفعوا لافتات تشير إلى تبعات العولمة التي اعتبرها المتظاهرون أحد أسباب انتشار البطالة في سويسرا.

وكانت زيورخ قد دشنت فعاليات سويسرا بمناسبة عيد العمال منذ مساء الثلاثين من أبريل بتجمع في قاعة “فولكس هاوس” في زيورخ، حضره المستشار الفدرالي السابق اوتو شتيخ من الحزب الاشتراكي، الذي انتقد السلبية في التعامل مع قضايا البطالة، وقال “إنه لمن ظواهر عدم الشعور بالمسؤولية أن نلقي بالشباب على قارعة الطريق بدون عمل وبدون أهداف”، وذلك أمام حشد من ممثلي النقابات المهنية والعمالية، وأعضاء الحزب الاشتراكي السويسري، الذي ينتقد بشدة تجاهل مشكلات البطالة بين الشباب.

وليس بعيدا عن زيورخ، وفي مدينة بولاخ الصناعية، هاجم هانز يورغ فير رئيس الحزب الإشتراكي الحكومة الفدرالية التي لا تتخذ الخطوات المناسبة لمنع انهيار القيم النبيلة في المجتمع السويسري، وهي التضامن ومسؤولية الدولة الإجتماعية وانهاء سياسة المساعدات الإنسانية والتضامن مع الآخرين. وحذر فير من الفجوة التي تتسع بين المتضررين من البطالة ومن يحصدون ارباحا كبيرة للغاية، حسب قوله.

هجوم على الحكومة “البرجوازية”

وفي بازل لم يتجاوز عدد المتظاهرين 1500 شخص، وركزت الفعاليات على ضرورة الوصول على نوع من المساواة بين الرجل والمرأة في الأجور، وطالب النائب البرلماني كريستيان ليفرات وهو في الوقت نفسه رئيس نقابة العاملين في قطاع الاتصالات برفع الأجور بشكل حقيقي، لمواجهة ما وصفه بالغلاء المتصاعد في الأسعار.

واتهم ليفرات كلا من وزير العدل والشرطة كريستوف بلوخر (من حزب الشعب، يمين متشدد) ووزير المالية هانز رودلف ميرتس (من الحزب الراديكالي، يمين) بأنهما مصابان بالصمم، لأنهما لم يستوعبا بعد رفض الرأي العام السويسري لبيع الحكومة حصة الأغلبية في شركة الاتصالات القومية “سويسكوم”. وأكد على أن النقابة تسعى حاليا لجمع التوقيعات المناسبة لعرض عملية بيع حصة الحكومة في الشركة للاستفتاء الشعبي العام.

كما تحدثت النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي، سوزان لويتينإيغر، وطالبت بضرورة التغلب على الغلاء من خلال رفع الرواتب بشكل مناسب، وذهبت في الكلمة التي ألقتها أمام المتظاهرين إلى المطالبة بوضع قوانين تحدد سقف الرواتب، تماما مثل تلك التي تضع الحد الأدنى لها، وذلك كنوع من العدالة في توزيع ميزانيات الشركات وأرباحها.

هجوم على انصار الليبرالية الإقتصادية

وفي فينترتور (شمالي زيورخ)، طالب فاسكو بيدرينا، نائب رئيس “النقابة السويسرية للمهن المختلفة” UNIA، بضرورة العودة إلى “سويسرا المتضامنة والمنفتحة” حسب قوله، متهما السياسة الحالية بأنها تؤدي إلى نوع من الأنانية والتفكك الاجتماعي. واستدل على ذلك بارتفاع نسبة القضايا بين العمال (سواء من خلال النقابات أو بشكل شخصي) والشركات، مما يدل على فقدان روح التعاون الاجتماعي في المجالات الاقتصادية المختلفة.

وعلى الرغم من الإعلان أكثر من مرة عن نقل كلمة الرئيس الفنزويلي هيوغو شافيز مباشرة على الهواء من كاراكاس إلى زيورخ مصحوبة بترجمة فورية إلى اللغة الألمانية، إلا أنه لأسباب غير معروفة لم يتم البث، رغم تمتع شافيز بشعبية واسعة في الأوساط الاشتراكية والعمالية في سويسرا.

التركيز على مشكلة الرواتب كانت محور كلمة باول ريخ تشاينر، رئيس اتحاد النقابات العمالية في سويسرا، التي ألقاها في إنترلاكين (وسط سويسرا) وطالب بأن تتجه الكنفدرالية نحو مرحلة تحول حقيقية في ظاهرة تفاوت الأجور.

الحزب الاشتراكي السويسري يهتم كثيرا بهذه المناسبة، التي يرى فيها متنفسا للتعبير عن توجهاته وسياسته، ويستفيد منها لمهاجمة أنصار الليبرالية الاقتصادية لاسيما في اليمين السويسري.

أما في جنيف، فقد ركزت الفعاليات على مهاجمة مشروع إجراء تعديلات على قانون الجنسية والأجانب، المعروض للاستفتاء الشعبي في خريف هذا العام، إذ يطالب حزب الشعب اليميني بمزيد من التشدد في الإجراءات مع طالبي حق اللجوء والمهاجرين والأجانب بشكل عام، واكتفت فعاليات لوزان بالتشجيع على الحفاظ على الحقوق الاساسية، حسب وصف النقابات والجمعيات التي شاركت في هذه التظاهرات.

ولا يعتبر عيد العمال في سويسرا عطلة رسمية، إلا في كانتون زيورخ فقط، بحكم موقعها الإقتصادي والصناعي، إلا أنه يوم عمل كامل في بقية الكانتونات، إذ يرى الرأسماليون بأن الإحتفال بعيد العمال يكون بتأكيد الرغبة في العمل.

سويس انفو مع الوكالات

اهتمت النقابات العمالية والصناعية بإثارة مشكلة تراجع الأجور مقابل غلاء الأسعار، وحرصت على التعبير عن قلقها من بيع الحكومة لحصصها في الشركات الهامة.
الحزب الإشتراكي حذر من توجهات الحكومة الفدرالية نحو “البرجوازية” بسبب ما وصفه بالتقصير في حل مشكلة البطالة بين الشباب، ودعم الليبرالية الإقتصادية بشكل كامل.

تراوح عدد لمتظاهرين في زيورخ ما بين 5000 و6000 شخص.
اكتفت مظاهرات بازل بحوالي 2000 مشارك وفي برن حوالي 1500.
وتراجع العدد في سويسرا الروماندية (غربا).

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية