مشاورات جديدة حول شارة ثالثة
دعت سويسرا الدول الموقعة على معاهدات جنيف إلى اجتماع استشاري يومي 13 و 14 سبتمبر في جنيف لتحديد شروط عقد مؤتمر دبلوماسي من أجل اعتماد شارة ثالثة إلى جانب الهلال والصليب الأحمر.
ويهدف الاجتماع إلى تمهيد الطريق بوجه عقد المؤتمر الدبلوماسي في موفى شهر أكتوبر لاعتماد شارة الماسة الحمراء التي يمكن اللجوء إليها من طرف الدول التي لا ترغب في استعمال الصليب أو الهلال.
افتتح السفير السويسري لدى المقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف بليز غوديه الاجتماع الاستشاري المغلق الذي دعت اليه سويسرا يومي 13 و 14 سبتمبر في جنيف من أجل مناقشة شروط عقد المؤتمر الدبلوماسي لحركة الهلال والصليب الأحمر بهدف اعتماد البرتوكول الإضافي الثالث.
الاجتماع الذي يتم على مستوى سفراء الدول الـ 189 الأعضاء في معاهدات جنيف، سيحاول التوصل خلال هذين اليومين من المناقشات إلى تمهيد الطريق أمام عقد المؤتمر الدبلوماسي في موفى شهر أكتوبر القادم بغرض اعتماد شارة ثالثة تضاف الى شارتي الهلال والصليب الأحمر.
البحث عن إجماع واسع
تنظيم هذين اليومين من المناقشات المغلقة أملته التطورات التي عرفتها التحضيرات لعقد المؤتمر الدبلوماسي وبالخصوص ظهور تيار تتزعمه الدول العربية والإسلامية يطالب بتأجيل عقده بدعوى أن الظروف في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير ملائمة لعقد مثل هذا المؤتمر ونظرا لأن الفصل في قضية اعتماد شارة ثالثة تسمح لإسرائيل باستخدام نجمة داوود كشعار لحركة إسعافها.
ولكن سويسرا (بوصفها الدولة الراعية لمعاهدات جنيف، وبعد مشاورات مكثفة مع مختلف الأطراف) ترى على لسان الناطق باسم الخارجية لارس كنوخل: أن الاجتماع “سيعمل على تحقيق أكبر إجماع” من أجل عقد المؤتمر الدبلوماسي. وتشير قوانين حركة الهلال والصليب الأحمر الى أن النصاب الضروري من أجل اعتماد أي تعديل هو في حدود ثلثي الدول الأعضاء.
وكانت وزارة الخارجية السويسرية قد عللت في الرسالة التي وجهتها إلى بعثات الدول الأعضاء لدعوتها الى هذا الاجتماع بأن “المشاورات التي قامت بها أظهرت بأن الغالبية توافق على عقد المؤتمر الدبلوماسي في شهر أكتوبر”.
شعار بعيد عن الرموز الوطنية والدينية والثقافية
الشارة المراد اعتمادها من قبل الدول الأعضاء في حال عقد المؤتمر الدبلوماسي، والتي حصل إجماع بشأنها، هي عبارة عن ألماسة حمراء يمكن أن يوضع بداخلها أي شعار آخر لأية حركة إسعاف لا ترغب في استعمال شارة الهلال او الصليب الأحمرين.
وترى وزارة الخارجية السويسرية في بيانها الصادر بمناسبة بداية الاجتماع الاستشاري أن “الشارة الجديدة خالية من أية دلالة وطنية أو دينية او ثقافية”.
كما ينظر لهذه الشارة الجديدة على أنها حل لمشكلة طالما أثير حولها جدل كلما انعقد مؤتمر دبلوماسي لحركة الهلال والصليب الأحمر، ألا وهي كيفية إدماج جمعية الإسعاف الإسرائيلية “نجمة داوود” الغائبة عن الحركة لحد الآن، بدون إثارة معارضة الدول العربية.
وكان أمين عام المنظمة العربية لجمعيات العربية للهلال والصليب الأحمر السيد محمد الهزاع قد صرح لسويس إنفو من قبل بأن “الدول العربية لا تعارض اعتماد الشارة الثالثة الجديدة”. لكنه أوضح في المقابل بأن “هناك بعض النقاط التي لا تزال عالقة وتتطلب مزيدا من التوضيح مثل شروط استعمال الشارة الجديدة والامتداد الجغرافي لصلاحية استعمالها”.
لكن الدول العربية حاولت الاعتراض على عقد المؤتمر الدبلوماسي في الوقت الحالي متذرعة بـ “عدم توفر ظروف ملائمة في الأراضي الفلسطينية”، لكن العديد من الأطراف تنظر اليوم الى أن عملية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة خلقت جوا ملائما ومناسبا لعقد المؤتمر الدبلوماسي. وهذا ما سيجب البث فيه من هنا حتى بعد ظهر غد الثلاثاء في هذا الاجتماع الاستشاري.
حلول قد ترضي الجميع
يشار إلى أن عقد المؤتمر الدبلوماسي في موفى شهر أكتوبر المقبل قد يريح العديد من الجهات خصوصا وأن جمعية الصليب الأحمر الأمريكية التي جعلت إدماج حركة نجمة داوود الإسرائيلية، شرطا لمواصلة دفع مستحقاتها المالية للاتحاد الدولي لجمعيات الصيلب والهلال الأحمر، متوقفة عن الدفع منذ خمس سنوات.
وهذا الوضع قد يؤدي إلى فقدانها لحق التصويت، كما يحرم حركة الهلال والصليب الأحمر الدولية من موارد مالية تقدر بحوالي سبعة مليون دولار سنويا.
يضاف الى ذلك أن اعتماد شارة جديدة محايدة قد تجد فيه حتى بعض الدول العربية أو الإسلامية التي بها أقليات غير مسلمة حلا مقبولا يجنب الحساسيات الدينية او الثقافية.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.