مشروع تقسيم العراق بين قرار الكونغرس والواقع الميداني
بعيداً عن ردود الفعل الشعبية العربية الغاضبة من قرار الكونغرس باعتماد توصية غير ملزمة بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق فدرالية، وبعيداً – كذلك- عن الخطابات السياسية المعلنة، هناك عدة أسئلة تفرض نفسها على الجميع.
ومن أه هذه الأسئلة: هل يأتي قرار الكونغرس خارج سياق مسار ما يحدث فعلاً على الأرض في العراق أم أنه متصل به ومؤكد له ومتمم له؟
إن تحليلا عقلانيا ومتأنيا لما يحدث على أرض الواقع من نزاع داخلي شديد سياسي ودموي ومواقف القوى المحلية والإقليمية، يشير إلى أنّ قرار الكونغرس جاء متأخِّـرا عن الواقع الميداني.
ويمكن القول إن التقسيم حدث سياسياً واجتماعياً فعلاً، وربّـما نفسياً لدى نِـسبة كبيرة من العراقيين، فضلاً أنّ المواقف الفعلية للقوى المحلية والإقليمية تتعامل واقعياً مع التقسيم الطائفي والعِـرقي ومخرجاته، ما يمهِّـد الطريق إلى تكريس ذلك لاحقا على الخارطة الجغرافية.
الوقت يعمل لصالح التقسيم
من الواضح أن الرِّهان الأخير بِـيَـد الإدارة الأمريكية، قبل إعلان فشل خُـططها الأمنية وقُـدرتها على إدارة العملية السياسية في العراق، يتمثل بدعم حكومة المالكي، لكن لا يبدو أنّ هناك في الأفق أي أمل بنجاح العملية السياسية، خاصة بعد انسحاب جبهة التوافق السُـنية من الحكومة ولحالة الإحباط لدى الطوائف المختلفة، مما وصلت إليه الأوضاع السياسية.
أمّا ما يجري تسريبه من دوائر أمريكية عن العودة إلى رئيس الوزراء السابق ‘إياد علاّوي’ أو الاستعانة بشخصية قوية تضع حدّاً للنزاع الداخلي والطائفي، فلا يعدُو أن يكون فزّاعة أو أوهاما جديدة لدى تيار من المحافظين الجُـدد، فلا القوى الشيعية – الدينية المُـهيمنة على المؤسسات السياسية والأمنية ستسمح بذلك ولا إيران.
فالوقت يمر سريعاً وينسلّ معه ما تبقّـى من خيوط المبادرة الأمريكية، ليصل الأمر إلى أن يُـصبح خيار التقسيم البديل الوحيد لحرب أهلية طاحنة، فتبدأ المفاوضات حول الحدود والثروة والسلطات في كنفدرالية (أو فدرالية) وهمِـية، تمثل الاسم الحركي للتقسيم، وإرهاصات تُـشكّل الدول الناشئة الجديدة.
في المقابل، فإن قرار الكونغرس (ذي الصِّـبغة الديمقراطية) بالمُـوافقة على تقسيم العراق، هو بمثابة تكريسٍ لرؤية اتِّـجاه عريض من السياسيين والاستراتيجيين الأمريكيين، الذين نادَوا منذ شهور طويلة بضرورة تقسيم العراق إلى ثلاث فدراليات رئيسية، وفي مقدمة هؤلاء السياسيين، وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر وعدد من القياديين الديمقراطيين، وكان ولا يزال يقود الدعوة إلى تبنّـي هذا الخيار، النائب الديمقراطي جوزيف بايدن.
أهمية اللاعبين الآخرين
فالأهمية الحقيقية لقرار الكونغرس، تكمُـن في أنه بمثابة الوثيقة الرسمية الأولى، التي تصدر عن إحدى أبرز مؤسسات صُـنع القرار في واشنطن وتتبنّـى بوضوح مشروع تقسيم العراق.
وقد بدأ أنصار خِـيار التقسيم في الأوساط السياسية والبحثية الأمريكية يُـدافعون عن هذا الطّـرح بقُـوة في وسائل الإعلام والمراكِـز البحثية الكبرى.
فريتشارد كوهن يُـجادل في مقاله بصحيفة واشنطن بوست عن إمكانية تقسيم العراق فِـعلاً، مدلِّـلاً بتجارب العديد من الدول التي قُـسِّمت خلال السنوات القليلة الماضية، وفي مقدمتها يوغسلافيا السابقة.
وقد كان يجادل فريق من المحلِّـلين أنّ تقسيم يوغسلافيا مسألة في غاية الصّـعوبة وأنّ نِـسبة المُـصاهرة والعلاقات الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين في البوسنة وغيرها، مرتفعة، لكن ما أن حلّـت روح الصِّـراع الدِّيني والعرقي، حتى تحوّلت تلك العلاقات الاجتماعية إلى كوارث حقيقية من خلال حالات الطّـلاق والنزوح والقتل والثأر.
وفي دراسة نُـشرت حديثاً بعنوان ‘العراق.. التقسيم السَّـلس’ لكل من ادوارد جوزيف ومايكل أوهانلون، عن مركز سابان التابع لمعهد بروكنغز، دافعت الدراسة عن خيار تقسيم العراق للخروج من ورطة الأمريكيين ومن متاهة الحرب الأهلية، وتناولت الدراسة السيناريوهات والإشكاليات المطروحة في سياق عملية التقسيم وتداعياتها، ما يؤكد أنّ القضية لم تعد فقط طرحاً نظرياً، بل أصبحت أحد السيناريوهات المفضّـلة لدى تيار واسعٍ من السياسيين والاستراتيجيين الأمريكيين.
من المُـلاحظات المهمّـة التي يشير إليها الخبير الأمريكي أنتوني كوردسمان، أنّ من الأخطاء الإستراتيجية القاتلة التي وقعت بها الإدارة الأمريكية، التقليل من شأن اللاّعبين الآخرين في تحديد مستقبل العراق، في حين أنّ ما يجري في الواقع، يثبت بصورة واضحة وأكيدة أنّ الإدارة الأمريكية ليست هي مَـن يحدِّد اليوم مستقبل العراق.
دُول الجوار ومشروع التقسيم
قد تكون تركيا هي الدولة الوحيدة اليوم في المنطقة التي تقِـف بقوّة ضد مشروع التقسيم لتداعياته السلبية على أمنها القومي ومصالحها الحيوية، أمّا باقي دول المحيط العراقي، فتبحث عن مصالِـحها ونفوذها في سِـياق حالة الاحتراب والصِّـراع الطائفي، لا على أساس إعادة تدشين الوطنية العراقية.
فعلى الرغم من التّـباين والتضارب في مصالح الدول المحيطة للعراق، فإنّ المرحلة الأولى من الاحتلال شهِـدت تواطُـؤاً بين هذه الدول على خلق حالة من ‘الفوضى المحدودة’.
فبينما كانت إيران حريصة على تقوية نفوذها في العراق وفرض قوتها فيه من خلال تعزيز الطوائف الشيعية في مواجهة القوى السُـنية الرئيسة، فإنّ سوريا كانت تُـسهل عمل الفصائل السُـنية المسلحة المُـعادية للاحتلال، سعياً لإرهاقه واستنزافه في العراق.
على الجهة المقابلة، لم تكن حتى الدول العربية الصديقة والحليفة للولايات المتحدة متحمِّـسة لمشروعها في العراق، بل كانت ترصُـد هذه الدول بحذَر تطَـوّر المشروع الأمريكي في العراق لأسباب رئيسية، في مقدمتها أنّ احتلال العراق ترافَـق مع تشكّـل قراءة إستراتيجية لدى مدرسة الاستشراق الجديد (القريبة من المحافظين الجدد)، تقوم على التحوّل في التحالف من المعسكر السُـني إلى الشيعي (هذه المقاربة سقطت فيما بعد، لكنها خلقت في البداية مخاوف لدى الدول الحليفة لواشنطن بانقلابها عليها). ثانياً، ترافَـق احتلال العراق مع بروز ما سُـمي بدعوة الإصلاح الأمريكية، التي تنادي بضرورة إجراء إصلاحات سياسية وثقافية بُـنيوية في العالم العربي، وهي إصلاحات لا تنظر لها النّـخب الحاكمة الصديقة للولايات المتحدة، بالضرورة، بعين الارتياح والقبول.
اللّـعبة الإقليمية تغيّرت فيما بعد، ويسجّل الصحفي الأمريكي سيمور هيرش أن تحوُّلاً إستراتيجياً حدث خلال الفترة الأخيرة باتّـجاه اعتبار إيران الخطر الأكبر على المصالح الأمريكية في العراق، قبل القاعدة، وهو ما أعاد المِـياه الدافئة بين الإدارة الأمريكية والدول العربية تُـجاه العراق وبدأ التفكير المشترك في مواجهة ‘الخطر الإيراني’، لكن ليس على قاعدة دعم ‘الوطنية العراقية’، بل دعم السُـنة وتعزيز دورهم السياسي، وهي سياسة تعزِّز واقع الانقسام وتُـكرِّسه.
التحضير لمعركة بغداد
أمّا الواقع العراقي فليس بحاجة إلى أدِلة ومؤشرات على حالة الاحتراب والصِّـراع الداخلي، فضلاً عن الانقسام السياسي، الذي تكاد ملامِـحه الجغرافية تكتمل.
فالأكراد يُـسيطرون على مناطق الشمال، وتكاد تكون كركوك المدينة الرئيسية المختلَـف عليها، والشيعة يُـسيطرون على الجنوب، فيما يُـسيطر السُـنة على المناطق الغربية وجزء من المناطق الوسطى والشرقية، وبعض أحياء مدينة بغداد.
العراق، عملياً، يخضع لما هو أخطر وأسوأ من التقسيم والتَّـجزئة، أي الحرب الأهلية والتطهير العرقي الذي لا يقف عند حدود مُـدن بأكملها، بل يَـطال الأحياء والمنازل والبيوت في بغداد وغيره من محافظات، شهِـدت في السنوات السابقة حالة من التعايش والتّـصاهر والتقارب الاجتماعي بين الطوائف المختلفة، فيما تذوب اليوم حتى هذه العلاقات الاجتماعية وتنتشر مظاهر الطّـلاق والانفصال بين الأزواج والأقرباء، الذين ينتمون إلى أكثر من طائفة، وبالتحديد السُـنة والشيعة.
الرّغبة المعلنة أو المستبطَـنة لدى كلٍّ من الشيعة والأكراد تتمثل بالانفصال والاستقلال والاستيلاء على المناطق التي يُـسيطرون عليها في العراق، وربّـما الطّـرف الوحيد الذي يُـقاوم هذا الخِـيار بصورة مُـعلنة ورسمية هم العرب السُـنة، لكن هذا لا يُـمثل موقِـف القوى السُـنية جميعها، فالقاعدة، وهي اليوم من أكبر وأقوى الفصائل المسلّـحة، أعلنت عن قيام دولتها في مناطق من غرب ووسط العراق ودخلت في صراع نفوذ مع القوى المسلحة الأخرى.
غير أنّ إصرار الفصائل السُـنية على وِحدة العراق لأسباب سياسية ووطنية، لا ينعكس على ما يجري واقعياً، حتى لدى الفصائل المسلحة وموقفها من الشيعة وإيران، وربّـما يقدّم أبو عزام – وهو أحد القيادات الميدانية في ‘الجيش الإسلامي’ في منطقة أبو غريب – مثالاً واضحاً على مستوى الصراع والتفكّـك الذي وصل إليه العراق.
وِفقاً لهذا القائد (في لقاء خاص مع سويس انفو)، فإنّ العراق يتعرّض حالياً لاحتلالين، الأول هو أمريكي والآخر إيراني، وبالمقارنة الواقعية، وجد الرجل أنّ الاحتلال الإيراني أخطر وأعمق من الأمريكي! وأنّ الظروف الداخلية والخارجية، لا تسمح إلاّ بالاستناد إلى قُـوّة مُعيّنة، وصولاً إلى مواجهة الاحتلال الإيراني، عِـلماً أنّه قد قاتل الاحتلال الأمريكي قُـرابة ثلاث سنوات، لكن ما دام ‘الإيرانيون يركُـضون والدول العربية نائمة تنتظر الإشارة من واشنطن، فإنّ الحل الوحيد، هو التعامل مع الأمريكيين مباشرةً’.
إذن، هو خطاب الحرب الأهلية الداخلية ومن يرصد مواقع القوى السُـنية والشيعية المختلفة، لا يراوده شك أنّ هنالك حالة من التعبِـئة المتبادلة والاصطفاف والإحماء، استعداداً إلى المعركة المصيرية، أي معركة بغداد، بعد أن فرضت كل طائفة نفوذها على مناطقها ومحافظاتها.
هل يعني هذا أنّ الباب قد أغلِـق تماماً أمام الحلّ الوطني؟ وهل بات محتوماً أنّ العراق سيختفي عن خارطة المنطقة خلال سنوات قليلة؟ يصعُـب الجزم بما سيحمله المستقبل من تطوّرات، لكن المؤشرات الحالية تعزِّز سيناريو التقسيم، إلاّ إذا كان هنالك مجهود كبير وضخم يسير بالاتجاه المعاكس، سواء من قِـبل أطراف داخلية أو إقليمية.
محمد أبو رمان – عمان
عمان (رويترز) – قال زعيم سني عراقي بارز يوم الأربعاء 3 أكتوبر، إن قرار الكونغرس الأمريكي تقسيم العراق إلى أقاليم اتحادية، سيعمق الخلافات والفِـتن الطائفية في مناطق مختلفة، وسيؤدي إلى جعل العراق “بُـؤرة شر” للمنطقة بأكملها.
وقال حارث الضاري، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين لرويترز “الفدرالية هي التقسيم والتقسيم هو الفدرالية”، وأضاف “إذا كانوا هم يقولون إن الفِـتنة الطائفية هي سبب في ذلك وأن قرار التقسيم قد يُـنهي الفتنة، فهذا يكذبه الواقع، بل سيكون طريقا إلى توسيع الفتنة الطائفية والمذهبية والى تعميقها أكثر وأكثر، ستكون هناك فتن على الحدود وعلى المناطق المختلَـف عليها من الآن، وستكون هناك خلافات على القيادات في كل قسم من هذه الأقسام”.
ومرر مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي قرارا غير مُـلزم، يدعو إلى تقسيم العراق إلى أقاليم اتحادية لإنهاء الصراع الطائفي والعِـرقي والسماح للقوات الأمريكية بالانسحاب. ورفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هذا القرار، الذي حذر أنه سيكون كارثة على بلاده.
وقال الضاري “ما نتوقعه ،نه ستكون هناك حرب متعدّدة العناوين متعدّدة الاتجاهات مختلفة الأهداف، وستتدخل كثير من القوى الخارجية والقوى الإقليمية لتمد هذا الطرف أو ذاك، وسيكون العراق بُـؤرة شر، لا يعلم إلا الله مداها ومتى ستنتهي”، وأضاف الضاري “الموقف الأمريكي هو موقف تصعيدي في هذا الوقت الذي تشعر فيه الإدارة الأمريكية أنها مُـحرجة والشعب الأمريكي يتوقع منها مواقِـف واضحة في موضوع العراق، كما يتوقع منها الشعب العراقي أن تقوم بشيء في العراق، بعدما هدمته وأسالت دماء مئات الآلاف من أبنائه، وبعد أن فشلت العملية السياسية في العراق”. وقال، إن مشروع تقسيم العراق ليس بالشيء الجديد، فهو مشروع قديم، ولكن ما يختلف الآن هو وجود جهات عراقية موالية للإدارة الأمريكية ومستعدة لتنفيذ هذا القرار.
وأضاف “لعل غضبة الشعب العراقي اليوم ضدّ هذا القرار تؤكِّـد أن غالبية الشعب العراقي رافضة ولم يؤيِّـد هذا القرار إلا بعض الجهات السياسية”.
وعطّـلت الخلافات الطائفية العميقة في العراق عملية اتخاذ القرارات وعرقلت التقدم في إقرار قوانين رئيسية، تريد واشنطن إصدارها للمساعدة على تحقيق مُـصالحة بين الأغلبية الشيعية والأقلية من العرب السُـنة.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 3 أكتوبر 2007)
دبي (رويترز) – قال أمير الكويت في تصريحات أُذيعت يوم الخميس 4 أكتوبر، إن الكويت لن تقبل أي خطة لتقسيم العراق إلى مناطق فدرالية وأنها تريد أن تبقى القوات الأمريكية هناك حتى يسود الاستقرار البلاد.
وقال الشيخ صباح الأحمد الصباح لقناة العربية الفضائية التلفزيونية، تعقيبا على مقترح لمجلس الشيوخ الأمريكي، يحث على تقسيم العراق إلى مناطق فدرالية “لن نقبل تقسيم العراق ونعتبر هذا خطرا علينا، وهو سيكون خطرا على المنطقة كلها”، وأضاف “نحن نعارض هذا التقسيم واعتقد أنه حتى العراقيين لن يقبلوا هذا”.
ويقول القرار غير الملزم لمجلس الشيوخ، الذي أصدره الأسبوع الماضي، إنه يجب على الولايات المتحدة أن تسعى بنشاط إلى تسوية سياسية بين العراقيين، تقوم على نظام حكم فدرالي.
وفسر كثيرون القرار على أنه اقتراح لتقسيم العراق على أسُـس طائفية وعِـرقية إلى مناطق سُـنية وشيعية وكردية.
ودعا الشيخ صباح الولايات المتحدة أيضا إلى إبقاء قواتها في العراق، حتى يصبح الاستقرار مشهودا على الأرض، وقال إنه يودّ أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من العراق من الغد، لكن السؤال هل سيكون هناك استقرار إذا انسحبوا؟ وأجاب بقوله “لا أظن ذلك”.
وقال إن الكويت تحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن القتال في العراق، ولذلك تود أن لا تغادر الآن قبل أن يصبح هناك جيش قوي في العراق قادر على حماية العراق وشعبه.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 4 أكتوبر 2007)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.