إيران تجتمع مع الترويكا الأوروبية في اختبار للدبلوماسية قبل عودة ترامب

من باريسا حافظي وجون أيريش
جنيف (رويترز) – التقى دبلوماسيون أوروبيون وإيرانيون يوم الجمعة لمناقشة ما إذا كان من الممكن إجراء محادثات جادة تشمل تلك المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل قبل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني.
تأتي الاجتماعات، وهي الأولى منذ الانتخابات الأمريكية وتعقد في مدينة جنيف السويسرية، بعدما أثار قرار صدر الأسبوع الماضي بدعم من دول أوروبية غضب إيران لأنه ينتقد ضعف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن طهران توقعت أن تكون المحادثات “صعبة وجادة”، مضيفا أنها ستُطلع روسيا والصين على نتائجها الأسبوع المقبل.
ووقعت الصين وروسيا، وهما الطرفان من خارج الدول الغربية، على الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران والذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى.
ويعين ترامب، الذي سحب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران خلال ولايته الأولى واتبع سياسة “ممارسة أقصى ضغط” التي تهدف إلى تركيع إيران اقتصاديا، أفرادا معروفين بموقفهم المتشدد تجاه إيران في إدارته الجديدة.
والتقى نائب وزير الخارجية الإيراني والمفاوض النووي البارز مجيد تخت روانجي مع مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني إنريكي مورا مساء الخميس. وأجرى محادثات يوم الجمعة مع دبلوماسيين كبار من دول الترويكا، وهي بريطانيا وألمانيا وفرنسا.
ورغم أن عودة ترامب إلى السلطة تثير غموضا حول مصير العديد من القضايا، قال أربعة دبلوماسيين أوروبيين إن دول الترويكا شعرت بأن من الضروري الانخراط في محادثات الآن لأن الوقت ينفد.
وقال مورا إن المحادثات كانت “صريحة” وركزت على الدعم العسكري الذي تقدمه إيران لروسيا والوضع في الشرق الأوسط والملف النووي.
وقال المسؤول الإيراني الكبير إن القضايا الثلاث “مترابطة”.
وتجلى مستوى انعدام الثقة بين الجانبين عندما دفعت دول الترويكا في 21 نوفمبر تشرين الثاني بقرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد إيران.
وكشف تقرير سري للوكالة يوم الخميس أن إيران ردت على القرار بإبلاغ الوكالة بأنها تعتزم تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشآت التخصيب.
وقال المسؤول الإيراني الكبير “إذا انتهينا من وضع خارطة طريق مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا حول كيفية حل النزاع النووي، فإن الكرة ستكون في ملعب الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 أو القضاء عليه”.
وقال مسؤول أوروبي إن الهدف الأساسي هو محاولة الاتفاق على جدول زمني وإطار عمل لبدء محادثات بحسن نية يلتزم فيها الإيرانيون بشكل واضح بالبدء في التفاوض على شيء ملموس قبل تولي ترامب السلطة.
وتبنت الدول الأوروبية الثلاث والموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 موقفا أكثر صرامة تجاه إيران في الأشهر الماضية، وخاصة منذ كثفت طهران دعمها العسكري لروسيا في حربها بأوكرانيا. ومع ذلك، تقول هذه الدول دوما إنها تريد الحفاظ على سياسة بين الضغط والحوار.
وذكر مسؤولون إيرانيون أن الهدف الأساسي لطهران سيكون إيجاد طرق لضمان رفع العقوبات.