مصر تحتج لدى سويسرا
أدى نشر الصحافة السويسرية لنسخة من فاكس مصري يتضمن معلومات عن الأنشطة السرية لوكالة المخابرات المركزية في أوروبا إلى انزعاج في القاهرة وفي عدد من العواصم المعنية بما ورد في الوثيقة.
الخارجية المصرية استدعت السفير السويسري لدى القاهرة يوم 15 يناير إلى مقر الوزارة..
نقلت وكالة الأنباء الألمانية دي بي أي عن جريدة الأخبار القاهرية الصادرة يوم 19 يناير أن الحكومة المصرية قامت باستدعاء السفير السويسري شارل إدوارد هيلد يوم الأحد 15 يناير إلى مقر وزارة الخارجية.
السلطات المصرية أعلمت السفير أنه “من غير المقبول أن يكون الفاكس قد وصل إلى وسائل الإعلام”، وتحديدا إلى صحيفة سونتاغس بليك الأسبوعية.
وفي برن، أشار فيليب جانرا، المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية إلى أن السفير أعرب عن أسف الحكومة الفدرالية مضيفا بأنه لم يقدم في المقابل أي اعتذار.
كما قال المتحدث أن السفير شارل إدوارد هيلد أوضح أن “التسريب لم يكن من عمل الحكومة السويسرية”، وأعلم في الوقت نفسه الجانب المصري بأنه قد تم فتح تحقيقين في هذه القضية من طرف المدعي العام الفدرالي والقضاء العسكري ضد المسؤولين عن تسريب الوثيقة.
هذا ولم يحدد المتحدث باسم الخارجية السويسرية ماهية رد الفعل المصري على التوضيحات التي قدمها السفير هيلد.
وكان الفاكس المصري الذي التقطه جهاز الإستخبارات الإستراتيجي السويسري قد نشر يوم 8 يناير الجاري من طرف صحيفة “سونتاغس بليك”. وقد تضمنت الوثيقة (المصنفة بأنها سرية) المرسلة من وزارة الخارجية المصرية إلى السفارة المصرية في لندن معلومات عن قيام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بنقل 23 مواطنا عراقيا وأفغانيا إلى مواقع سرية في رومانيا (من بينها قاعدة ميخائيل كوغالنيشينو الواقعة في مدينة كونستانتزا على ضفاف البحر الأسود) لاستنطاقهم. كما ورد في الوثيقة إشارة إلى احتمال وجود مراكز استنطاق مشابهة في كل من أوكرانيا وكوسوفو ومقدونيا وبلغاريا.
منظمة الأمن والتعاون تنتقد
في سياق متصل بالتسريب الذي تم عن طريق الصحيفة الأسبوعية الصادرة في زيورخ، عبر في فيينا ميكلوس هارشتي، المسؤول عن ملف حرية الإعلام في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن مخاوفه ووجه رسالة إلى الوزيرين الفدراليين كريستوف بلوخر وسامويل شميد إثر التحقيقين اللذين فتحا ضد صحيفة سونتاغس بليك.
السيد هارشتي طلب من الوزيرين القيام بكل ما في وسعهما من أجل أن تكون العواقب بالنسبة للصحيفة “محدودة إلى أبعد حد ممكن”، وعبر عن قناعته بأن المسؤولين عن التسريب هم الذين يجب يتعرضوا للعقاب وليست وسائل الإعلام التي تلعب دور الوسيط لهم.
وأضاف المسؤول عن حرية الإعلام في منظمة الأمن والتعاون في اوروبا أنه “يجب أن يكون هناك توازن بين حماية الدولة وحق الجمهور في الإعلام”، كما دعا إلى “إدخال تحويرات على القانون السويسري” في هذا المجال.
وفي برن، أكد متحدثون باسم وزارتي العدل والشرطة (السيد بلوخر) والدفاع (السيد شميد) يوم الخميس 19 يناير تسلم الوزيرين للرسالة عن طريق وزارة الخارجية لكنهم لم يدلوا بالمزيد من التفاصيل.
سويس إنفو مع الوكالات
يوم 8 يناير 2006 نشرت صحيفة سونتاغس بليك الأسبوعية الواسعة الإنتشار نص تقرير التقاط صادر عن المخابرات السويسرية
التقرير يتعلق برسالة موجهة عبر الفاكس من وزارة الخارجية المصرية في القاهرة إلى السفارة المصرية في لندن
الرسالة المصرية تحدثت عن معلومات من مصدر موثوق تفيد بأنه تم استنطاق 21 مواطنا عراقيا وأفغانيا في قاعدة سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في رومانيا. كما أفادت بوجود مراكز مشابهة في بلدان أخرى في أوروبا الشرقية.
القضية أثارت زوبعة في صفوف الطبقة السياسية السويسرية كما تم فتح تحقيقين قضائيين من أجل تحديد مصدر التسريب في جهاز المخابرات السويسري.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.