مصيــر المفـقــوديــن؟
تستضيف جنيف الندوة الدولية الأولى حول المفقودين بمشاركة أكثر من 350 خبيرا يمثلون الحكومات والمنظمات الدولية والأهلية وعائلات الضحايا
وتهدف ندوة جنيف، التي تحضرها وفود عربية عديدة، إلى وضع آلية للحد من ظاهرة المفقودين وتحديد معايير دولية للبحث والتعرف عنهم ومواساة عائلاتهم.
افتتح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر صباح الأربعاء في جنيف أول ندوة دولية حول موضوع المفقودين، وذلك بمشاركة أكثر من 350 خبيرا يمثلون الحكومات وقوات الجيش وممثلي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وممثلي عائلات المفقودين.
والدافع لتنظيم هذه الندوة، كما أوضح رئيس الجنة الدولية في كلمة الافتتاح، هو فداحة المأساة التي يعاني منها أهالي المفقودين في شتى بقاع العالم، والعزلة التي يوجدون فيها، وحيلولة هذا الموضوع بعد انتهاء الصراعات المسلحة من تحقيق مصالحة بين الأطراف المتحاربة والعودة إلى استقرار وسلام دائم.
ويتم تعريف المفقود وفقا لتقرير عرض على المشاركين، على أنه شخص فقدت عائلته أية أخبار عنه، أو توصلت بأخبار موثوق منها عن فقدانه جراء صراع مسلح أو أعمال عنف داخلية.
ويعتبر القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الدولة المعنية لتفادي حالات المفقودين والقيام بتحقيق عند وقوع هذه الحالات. كما تتحمل المسؤولية في ذلك المجموعات المسلحة وفقا للمعاهدات أو القوانين العرفية. واخيرا على المنظمات الإنسانية والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان تحمل مسؤولية التعريف بهذه الحالات ودعم العائلات والقيام بدور الوساطة في هذه الحالات.
ولكن رئيس اللجنة الدولية يعترف “أن الأطراف المشاركة في الصراعات كثيرا ما تنقصها الإرادة السياسية أو تدفعها الفوضى السائدة إلى منع اللجنة الدولية وباقي المنظمات الإنسانية الأخرى من القيام بمهامها”.
خطوة أولى
الندوة التي دعت إليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي تستمر ثلاثة أيام، ستتبادل خلالها الأطراف المشاركة وجهات النظر والتجارب بشأن ثلاثة محاور:
– إحصاء كل الطرق الكفيلة بمنع حدوث حالات اختفاء أثناء الصراعات المسلحة والوقوف إلى جانب العائلات التي فقدت قريبا لها.
– تحديد معايير متفق عليها في مجال البحث عن المفقودين كتقنيات الطب الشرعي او الشرطة القضائية وغيرها
– وتوعية الحكومات والمنظمات الأممية والمنظمات الأهلية والمصادر المؤثرة في الرأي العام لهذه الظاهرة.
وتأمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في التوصل في ختام الندوة إلى صياغة وثيقة تسمح بتحسين وضع آلاف العائلات التي لا زالت تنتظر التوصل بمعلومات عن مفقود لها.
لكن التوصل إلى وثيقة حول موضوع حساس مثل موضوع المفقودين وفي غضون ثلاثة أيام فقط من النقاش وبين مشاركين ينتمون إلى فئات متباينة من ممثلي حكومات ومنظمات دولية وأهلية وخبراء وأطباء وعائلات المفقودين، يعد أمرا مستحيلا.
لذلك، أوضح رئيس الندوة إيف صاندوز “بأننا لسنا هنا للتفاوض حول كل فقرة او جملة، لأننا لسنا بصدد إقرار وثيقة ملزمة قانونيا مثلما هو الحال في المعاهدات. كما أننا لا نرغب في تحويل هذه الندوة إلى مؤتمر دبلوماسي”.
مشاركة عربية هامة
وقد باشر المشاركون أشغال ندوتهم بعد الاستماع في جلسة الافتتاح إلى عدد من الشخصيات من بينها رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر، والمفوض السامي لحقوق الإنسان سيرجيو فيرا دي ميللو.
وهناك ورشتا عمل، الأولى مخصصة للخبراء العاملين في ميدان تشريح الجثث والبحث عن المفقودين، والأخرى لأفراد قوات الجيش والميليشيات المسلحة المكلفة بجمع المعلومات عن المفقودين.
وتشارك وفود هامة من العالم العربي تضم ممثلين حكوميين رفيعي المستوى، إضافة إلى ممثلين عن جمعية الهلال الأحمر او المنظمات الأهلية الساهرة على وضع المفقودين او المدافعة عن حقوق الإنسان، نذكر منها وفود الكويت والعراق والجزائر ولبنان ومصر والمغرب.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
من الصعب تقديم أرقام عن عدد المفقودين في العالم، وتشير الإحصائيات المتوفرة إلى أن الصراعات المسلحة الأخيرة الداخلية والدولية خلفت 100 ألف مفقود في رواندا و17 ألف في البوسنة و8000 في سيريلانكا و6000 في بيرو، بينما تشير إحصائيات صحفية إلى وجود حوالي 7000 مفقود في الجزائر.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.