مطالبة أكاديمية بتمويل أفضل
ضم المعهد التقني الفدرالي العالي في زيوريخ صوته حديثا لأصوات الجامعات والمؤسسات التعليمية العليا الأخرى في سويسرا للمطالبة بتمويل أفضل، حفاظا على المكانة الرائدة لمجالات التخصص في المعهد الذي يتمتع بشهرة دولية.
يعتبر المعهد التقني الفدرالي العالي في زيوريخ غالبا كالمنارة بين الجامعات والمؤسسات التعليمية العليا في سويسرا، ليس لتخريجه أعدادا من مشاهير العلماء وحملة جوائز نوبل وحسب، وإنما للحفاظ على المستوى التقليدي الرفيع لمناهجه وأبحاثه، ولاستيعابه أعدادا كبيرة نسبيا من الطلبة السويسريين والأجانب.
لكن رئيس المعهد أولاف كوبلير يؤكد أن النوعية والجودة اللتين تعكسان شهرة المعهد التقني الفدرالي في زيوريخ أصبحتا في خطر ما لم تحصل المؤسسة على أموال إضافية لمواجهة متطلبات الأبحاث العلمية والتكنولوجية العصرية ولسد احتياجات ومتطلبات الأعداد المتزايدة من الطلبة في المعهد.
وكدليل على هذا الإقبال المتصاعد، أشار في مؤتمر صحافي في زيوريخ إلى أن عدد الطلبة الذين التحقوا بالمعهد في عام ألفين وواحد يزيد بنسبة % 17 عن عددهم في عام ألفين، علما بأن الإمكانيات المالية المتوفرة للمؤسسة لم تتغيّر منذ بضع سنوات.
لا بد من زيادة الميزانية بعد 2003!
وأضاف أولاف كوبلير بعد الإشارة إلى اكتفاء المعهد بميزانية هذا العام والعام القادم، أنه لا بد من زيادة هذه الميزانية بحدود ستة ونصف في المائة سنويا بداية من عام ألفين وثلاثة، حفاظا على جودة الأبحاث والمناهج التعليمية وعلى القدرة التنافسية للمؤسسة العلمية على الصعيد الدولي.
فالمعروف أن المعهد التقني الفدرالي العالي في زيوريخ، يحتل مكانة عالمية طلائعية حاليا في مجالات عدة، كالأبحاث الميكرو والنانوتكنولوجية أو الأبحاث على الميكانيكا الوظائفية للمورثات والمواد التناسلية وغيرها.
ويلاحظ رئيس المعهد أن دخول الاتفاقيات الثنائية بين سويسرا والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في الفاتح من يونيو، سيقلل من العقبات القائمة أمام الطلبة الأجانب، أي هؤلاء القادمين من بلدان الاتحاد الأوروبي، للالتحاق بالجامعات والمؤسسات التعليمية العليا في سويسرا.
لكن ذلك سوف لا يعني ارتفاع نسبة الطلبة الأجانب بشكل ملحوظ في معهد زيوريخ خلال السنوات القليلة المقبلة، وإن كان الأمر يختلف نوعا ما بالنسبة للمعهد التقني الفدرالي الآخر في لوزان، حيث ان نسبة الطلبة الأجانب أعلى تقليديا من زيوريخ.
وأكدت الهيئة الإدارية العليا للمعهد التقني الفدرالي في زيوريخ أن المجهودات جارية على الصعيد الوطني حاليا للتقليل من حدة الصراع والمنافسة المألوفين بين المعهدين الفدراليين في زيوريخ ولوزان وبين باقي الجامعات والمؤسسات التعليمية في سويسرا، لصالح التنسيق والتعاون بين هذه المؤسسات جميعا من أجل ترجيح وزن المطالب المالية المنشودة.
“نعم” للتمويل الإضافي ولكن بشروط
وعلى هذا الصعيد، توافق وزارة الشؤون الداخلية المسؤولة عن التعليم في سويسرا، من حيث المبدأ، على زيادات في العلاوات للمؤسسات التعليمية الفدرالية بحدود الستة ونصف في المائة لكنها تشترط في المقابل تعزيز كليات العلوم الإنسانية أو النظرية التي تخلفت نسبيا، نتيجة صب الاهتمام في المعهدين الفدراليين على العلوم الطبيعية والتقنيات الطلائعية.
وتجدر الإشارة إلى أن الجامعات والمؤسسات التعليمية في سويسرا باستثناء قلة منها كالمعهدين المذكورين في زيوريخ ولوزان، تخضع لسلطات الكانتونات التي تتواجد في أراضيها والمسؤولة أولا وأخيرا عن ضمان التمويل وعن حسن سير التعليم في تلك الجامعات والمؤسسات التعليمية.
لكن الجامعات تحصل على شيء من المساعدات الفدرالية في إطار التعاون مع برامج الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي. كما تحصل علاوة على ذلك، على بعض التمويل الموجه من مختلف القطاعات الصناعية التي تلجأ لتلك المؤسسات الجامعية لحل المشاكل العلمية او المساهمة في تطوير مشاريع البحث.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.