مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معدلات البطالة تتراجع إلى مستويات متدنية

تراجع عدد المترددين على المكاتب المحلية للتشغيل (في الصورة مكتب لوزان) مقارنة بعام 2006. Keystone

في العام الماضي، مثل تراجع نسبة البطالة في سويسرا إلى 2،8%، أفضل نتيجة تُـسجل خلال خمس سنوات، بعد أن وصلت النسبة إلى 2،5% في عام 2002.

في المعدّل، كانت سويسرا تضم 110 ألف شخص عاطلين عن العمل في عام 2007، أي بأقل من 20 ألف عن السنة السابقة، ويسمح هذا التطور لصندوق التأمين على البطالة باستعادة توازنه المالي.

تقدِّم الأرقام المنشورة يوم الاثنين 7 يناير من طرف كتابة الدولة للشؤون الاقتصادية (SECO)، صورة تُـثير الابتهاج، على حد تعبير سيرج غايار، المسؤول عن دائرة العمل في كتابة الدولة. فعلى مدى السنة المنصرمة، بلغ متوسط عدد الأشخاص المسجلين كعاطلين عن العمل، 109189 شخصا، أي ما يناهز 22343 شخصا أو 17% أقل من عام 2006.

وفيما يتعلق بمتوسط معدل البطالة، فقد تراجع من 3،3% إلى 2،8%، ويجب العودة إلى عام 2002، لكي يحصُـل المرء على معدل بمثل هذا الانخفاض، حيث بلغ في تلك السنة 2،5%.

في شهر ديسمبر الماضي، ارتفع عدد الأشخاص المسجلين كعاطلين عن العمل بـ 4192 شخصا ليصل العدد الإجمالي إلى 109012 شخصا. هذا الارتفاع كان منتظرا لأسباب موسمية، لكنه كان الأضعف من نوعه منذ عام 2000.

وتبعا لذلك، ارتفعت نسبة البطالة من 2،7% في شهر نوفمبر إلى 2،8% في شهر ديسمبر. ويُـذكر أن آخر مرة تجاوز فيها المعدل هذه النسبة، كانت في شهر أبريل 2007، حيث بلغت 2،9%.

في نهاية العام المنقضي، بلغت نسبة البطالة في صفوف الشبان 3،2%، أي في نفس المستوى الذي وصلت إليه في شهر نوفمبر 2007، أما على مُـجمل العام، فقد تراجع عدد الشبان الذين لا عمل لهم، بنسبة 22% ليستقر في حدود 17476 شخصا، وهو ما اعتبره سيرج غايار “أمرا إيجابيا جدا، يُـظهر أن سوق العمل سجّـلت تحسُّـنا ملحوظا، بالنسبة للشبان في العام الماضي”.

سويسرا الروماندية أكثر تضررا

الارتفاع المسجل في نسبة البطالة في شهر ديسمبر الماضي، يعود بالأساس وبشكل شِـبه حصري، إلى قطاع البناء. أما إذا أخذنا بعين الاعتبار العامل الجهوي، فإن التأثيرات الموسمية تظهر بشكل خاص في كانتون فالي، حيث ارتفعت نسبة البطالة من 0،9% إلى 4،1%. أما في كانتون غراوبوندن، فقد تراجعت نسبة العاطلين عن العمل من 1،7% إلى 1،6%.

وفي هذا الصدد، أوضح سيرج غايار أن إدماج عمال البناء في الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالسياحة أثناء شهور الشتاء، أفضل بكثير في كانتون غرابوندن مما هو عليه في كانتون فالي.

في المقابل، ظلت نسبة البطالة الأكثر ارتفاعا في كانتون جنيف (5،9%)، في حين سجلت ارتفاعا طفيفا في بقية الكانتونات الروماندية المتحدثة بالفرنسية، وهي فو (4%) ونوشاتيل (3،4%) وجورا (3،1%) وفريبورغ (2،7%).

أما بخصوص الكانتونات السويسرية المتحدثة بالألمانية، فقد مثلت مدينة بازل الاستثناء الوحيد، حيث زادت فيها نسبة البطالة (3%) عن المعدل الوطني.

المزيد

المزيد

كتابة الدولة للشؤون الاقتصادية

تم نشر هذا المحتوى على تلعب كتابة الدولة للشؤون الاقتصادية دور مركز الخبرات للحكومة الفدرالية، فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية للسياسة الاقتصادية. يتمثل هدف كتابة الدولة في توفير ظروف قانونية وترتيبية وسياسية اقتصادية من أجل أن ينموّ الاقتصاد ويمكّـن الجميع من الاستفادة. مهمة أخرى لكتابة الدولة للشؤون الاقتصادية تتمثل في تعزيز القدرة التنافسية في الساحة الاقتصادية السويسرية وضمان دخول المنتجات والخدمات…

طالع المزيدكتابة الدولة للشؤون الاقتصادية

جبل من الديون

النقطة السوداء الوحيدة في هذا الملف، برأي سيرج غايار، تمثلت في عدم تمكُّـن صندوق التأمين عن البطالة من إطلاق عملية تسديد ديونه، التي تبلغ 4،8 مليار فرنك.

وطِـبقا لبعض التقديرات، سيختتم صندوق التأمين على البطالة عام 2007 بأرباح تصل إلى 30 مليون فرنك، مقابل عجز قُـدِّر بـ 1،05 مليار فرنك في عام 2006، وهي أول أرقام إيجابية يُـسجلها الصندوق منذ عام 2003.

هذا التحسُّـن الطفيف لا يحُـول دون ضرورة القيام بالمراجعة المقررة للقانون المتعلق بالتأمين على البطالة، مثلما يُـشدد على ذلك سيرج غايار، بل يبدو أن هناك حاجة ملحّـة للإسراع في إنجازها، نظرا لجبل الديون الذي يتفاقم.
وحسب التكهنات الحالية، فإن الصندوق لن يتمكن من تسديد أكثر من 200 مليون فرنك من ديونه في العام المقبل.

الترفيع في قيمة الاشتراكات

هذا السبب، هو الذي دفع الحكومة إلى اقتراح، قبل شهر تقريبا، جملة من الإجراءات لتطهير الوضع المالي للصندوق، وتشمل الترفيع في نسبة الاشتراك التي يدفعها الأجراء من 2 إلى 2،2% (من الأجور)، وهو ما سيوفّـر 460 مليون فرنك سنويا.

ومن المحتمل أن تصل هذه النسبة إلى 2،4% لفترة محدودة، تُـضاف إليها 1% كمساهمة تضامنية من طرف أصحاب الأجور، التي تزيد عن 120 ألف فرنك سنويا.

من جهة أخرى، تعتزم الحكومة مستقبلا القيام بتخفيض قيمة العلاوات المقدمة للعاطلين عن العمل، كما يُـتوقع أن ترتبط فترة الحصول على التعويضات أكثر فأكثر بمدة اشتراك الأجير في الصندوق.

يجدر التذكير بأن هذه الإجراءات لا زالت مجرّد اقتراحات معروضة على الأوساط المعنية، التي ستقدِّم آراءها واعتراضاتها عليها في غضون الأسابيع القادمة، قبل أن تتحوّل إلى مشروع قانون يُـعرض على البرلمان.

سويس انفو مع الوكالات

معدل البطالة في ديسمبر 2007: 2،8%
معدل البطالة في نوفمبر 2007: 2،7%
متوسط المعدل السنوي للبطالة في عام 2007: 2،8%
في عام 2006: 3،3%
في عام 2005: 3،8%

كانت نسبة البطالة محدودة جدا في سويسرا إلى بداية التسعينات.

هذه الوضعية نجمت عن عدة عوامل، تشمل التطور الموازي للعرض والطلب في مجال الشغل والتوازن المستمر بين التغيّـرات الاقتصادية واليد العاملة الأجنبية، إضافة إلى الجهود المبذولة للحفاظ على السِّـلم الاجتماعي.

أدت الأزمة الاقتصادية في التسعينات إلى ارتفاع معدل البطالة ليصل إلى مستوى قياسي في عام 1997 (5،7%).

ضربت البطالة المناطق المتحدثة بالفرنسية والإيطالية بشكل خاص، أما النساء والأجانب، فقد تضرروا من نقص مواطن العمل المتاحة.

لا زالت نسبة البطالة في سويسرا أقل مما هي عليه في بلدان الاتحاد الأوروبي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية