مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معرض الفنان العراقي فائق العبودي في لوزان

swissinfo.ch

ينظم الفنان التشكيلي العراقي فايق العبودي معرضا فنيا في مدينة لوزان ما بين السابع مارس آذار حتى الرابع مايو أيار 2002. المعرض الذي يحتوي على ستة عشر لوحة فنية يعكس جانبا من التراث العراقي القديم في قالب يمزج بين الأصالة والحداثة وبين الرسم والخط العربي ويعبر بالدرجة الأولى إلى الحنين إلى الوطن.

يقيم الفنان العراقي فايق العبودي معرضه العاشر في Galerie Giovanetti بمدينة لوزان السويسرية ما بين السابع مارس آذار والرابع مايو أيار2002. وليس هذا هو المعرض الأول الذي ينظمه الفنان العبودي في سويسرا حيث يقيم منذ اكثر من ست سنوات لكن الجديد أنه يعرض فيه لأول مرة ومن خلال ستة عشر لوحة فنية، تقنية جديدة تعتمد على الدمج بين الرسم والخط العربي.

التركيز على تقنيته الجديدة في الرسم راجع إلى كون فايق العبودي المتخرج من أكاديمية الفنون ببغداد، تميز بكونه الفنان الذي يجسم في لوحاته آثار بغداد القديمة. ويقول عن نفسه “أنه اشتغل في البداية كثيرا على الموروث من حضارة العراق القديمة من سومرية وآشورية وبابلية وكذلك من الحضارة الإسلامية”. وكان معرضه الشخصي الأول في بغداد عام ستة وتسعين انعكاسا لأزقة وشوارع بغداد القديمة. وكان يركز بالدرجة الأولى على أبواب المعالم الإسلامية القديمة بما تحمله من نقوش رائعة، او على قبب المساجد وما زينت به من زخارف راقية.

وقد نظم الفنان العراقي معرضين في دولة الإمارات العربية المتحدة في عامي سبعة وتسعين وثمانية وتسعين قبل أن يلتحق بسويسرا حيث نظم ستة معارض ما بين لوزان وجنيف وزيوريخ.

دعوة الزائر للإطلاع على حضارتي وتصحيح الصور الخاطئة

يرى الفنان فائق العبودي أن تحوله إلى إدخال الرموز السومرية في رسومه بعد استقراره في سويسرا “أثارت إعجاب المتذوقين الأوربيين وكانت بالنسبة لي اصطحابا لهم، للتعرف على حضارتي، وعلى حضارة عراقي القديم وأهلي وأجدادي”. وقد تلتها فترة إدخال الخط العربي أيضا.

ويرى فائق العبودي أن في هذا الوقت بالذات الذي تروج فيه صور خاطئة عن واقع العالم العربي هناك” مسئولية كل فنان او قاص او شاعر او صحفي، في العمل على تصحيح هذه الصور الخاطئة”. ويعتز فائق العبودي بكون بعض معارضه سمحت للزائر الأوربي باكتشاف جوانب في الحضارة العربية والإسلامية كان يجهلها”.

أصعب معرض وأول محاولة في النحت

عندما نطلب من فائق العبودي الحديث عن لوحاته يرد بأنه “لا يطلق أسماء على لوحاته، لأنه يفضل ترك المشاهد يتأمل اللوحة بكل حرية”. لكنه يتحدث بكل حرية عن التقنية التي يستعملها في لوحاته، التي وفق في تحقيقها من خلال الخلط بين الزيتي والأكريليك. ويقول “ان هذا الخلط بين التقنيتين يعطيني ألوانا خاصة بي”. أما عن موضوع المعرض فيقول أنه أصعب معرض في حياته “لأنه يعكس مجموعة أحاسيس و مجموعة ذكريات طفولة وشوق وغربة وحب إلى بلدي العراق وشوق إلىأبي وأمي”.

عند مشاهدة لوحات الفنان فائق العبودي في معرض لوزان يجلب انتباهك طغاء اللونين الأسود والبني بالرغم من وجود ألوان أخرى، وهو ما يفسره فائق العبودي” بالمرحلة التي مر بها كعراقي عاش فترة الحرب في العراق ويعيش اليوم مرحلة الغربة”.

ولأول مرة يعرض الفنان العراقي فائق العبودي عملا نحتيا في شكل سمكة او قطعة أثرية قديمة أدمج في صناعتها نحت الخشب والرسم في آن واحد. وبكل تواضع يقول “أنها مجرد محاولة”.

محمد شريف – جنيف

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية