مقاطعة إسلامية لمؤتمر نزع السلاح
تولت إسرائيل لأول مرة رئاسة مؤتمر نزع السلاح الذي مقره في جنيف لفترة أربعة أسابيع.
وقد أعلنت الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، باستثناء واحدة، مقاطعتها لكل اجتماعات مؤتمر نزع السلاح طوال فترة الرئاسة الإسرائيلية
يشاء الترتيب الأبجدي للدول الأعضاء في مؤتمر نزع السلاح، أن تتولى إسرائيل رئاسة المؤتمر بعد الضجة التي أثيرت حول احتمال تولي العراق قبل أسابيع من بداية الحرب، هذا المحفل الدولي الهام في مجال نزع السلاح.
فقد ترأست إسرائيل صباح الثلاثاء أول اجتماع للمؤتمر لدورة تستغرق أربعة أسابيع، وهي المرة الأولى التي تتولى فيها إسرائيل الرئاسة منذ انضمامها إلى مؤتمر نزع السلاح عام 1996.
ودعا سفير إسرائيل، جاكوب ليفي، في خطابه الأول كرئيس لمؤتمر نزع السلاح، الدول الأعضاء الستة والستين “إلى العمل بطريقة بناءة من أجل تحقيق الهدف المشترك المتمثل في بناء عالم آمن للأجيال القادمة”.
مقاطعة الدول الإسلامية
لكن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، والعضوة في مؤتمر نزع السلاح، قررت مجتمعة باستثناء واحدة، مقاطعة حضور أشغال المؤتمر طوال فترة تولي إسرائيل الرئاسة.
فقد وجهت إيران، بوصفها منسقة لسفراء الدول الإسلامية في جنيف بتاريخ 22 مايو الحالي رسالة لرئيسة المؤتمر السابقة، حصلت سويس إنفو على نسخة منها، تطلعها فيها على أن كل الدول الإسلامية الأعضاء والمراقبة في مؤتمر نزع السلاح، باستثناء واحدة، “تعبر عن قلقها العميق لتولي إسرائيل رئاسة مؤتمر نوع السلاح”.
كما عبرت الدول الإسلامية في رسالتها “عن مقاطعة الاجتماعات المختلفة لمؤتمر نزع السلاح طول فترة الرئاسة الإسرائيلية”. وفي خطوة إضافية، قررت الدول الإسلامية “عدم مشاركة أي مسئول رفيع المستوى من البلدان المعنية في مؤتمر نزع السلاح خلال هذه الفترة”.
وتتهم الدول الإسلامية والعديد من المنظمات غير الحكومية إسرائيل بامتلاك أسلحة نووية دون إخضاع منشآتها للرقابة الدولية، وهو ما لم تؤكده إسرائيل أبدا.
عرقلة إضافية
ومن شأن الجدل حول رئاسة إسرائيل مؤتمر نزع السلاح أن لا يساعد هذا الجهاز الأممي على الخروج من المأزق الذي يتخبّـط فيه منذ عام 1996 بسبب عدم الاتفاق على جدول أعمال محدد.
إلى جانب ذلك، فإن دول منظمة المؤتمر الإسلامي استندت إلى الجدل الذي أثير قبل عدة أسابيع بخصوص رئاسة العراق (قبل الحرب) مؤتمر نزع السلاح وفقا للترتيب الأبجدي للدول الأعضاء.
وكانت الولايات المتحدة عارضت تولي العراق تحت حكم صدام حسين رئاسة مؤتمر نزع السلاح مهددة باستعمال كل الوسائل للحيلولة دون ذلك. وأمام الإصرار الأمريكي، سحبت بغداد ترشحها.
أما إيران، التي لم ترغب في إثارة مشاكل حول رئاستها للمؤتمر، فقد فضلت عدم ترشيح نفسها، مما جعل إسرائيل تتولى اليوم الرئاسة بعد أيرلندا.
ويعتقد أن البلد الإسلامي الذي يمثل الاستثناء في مقاطعة أعمال مؤتمر نزع السلاح برئاسة إسرائيلية هو تركيا، نظرا لأنها البلد الإسلامي الوحيد الذي شارك في الجلسة العامة لمؤتمر نزع السلاح صباح الثلاثاء برئاسة إسرائيل.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.