مقايضة ليبية – غربية لطي ملف الممرضات البلغاريات
يعتزم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الثلاثاء المقبل في ليبيا لشكره على إطلاق الممرضات البلغاريات الخمسة المسجونات في ليبيا منذ ثماني سنوات رفقة طبيب فلسطيني يحمل الجنسية البلغارية.
ويرجح مراقبون أن زيارة الرئيس الفرنسي الخاطفة لطرابلس الغرب تهدف إلى تكريس صفقة إطلاق الممرضات البلغاريات لقاء الإفراج عن ضابط المخابرات الليبي عبد الباسط المقرحي المسجون في سكوتلندا.
من الواضح أن الهدف من هذه الزيارة – التي تقررت في اللحظات الأخيرة التي سبقت الجولة الإفريقية الأولى لساركوزي – لا يتمثل في إرضاء كبرياء القذافي الذي يعتبر نفسه “حكيم أفريقيا” وداعية وحدة القارة ببدء الجولة بلقاء قمة معه وعرض مشروع “الإتحاد المتوسطي” عليه.
بل إن الهدف الأساسي من الزيارة الخاطفة يتمثل في تتويج صفقة ظلت تُطبخ طيلة أشهر بتنسيق بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، وتحولت أحيانا إلى قضية عائلية عندما انتقلت زوجة الرئيس الفرنسي الجديد سيسيليا إلى ليبيا الأسبوع الماضي لتنافس مفوضة العلاقات الخارجية في الإتحاد الأوروبي النمساوية بنيتا فريرو فالدنر على إدارة مفاوضات “الربع ساعة الأخير” مع المسؤولين الليبيين.
تبادل سجناء
وكانت فالدنر رافقت وزير الخارجية الألماني شتاينماير بصفته رئيس المجلس الوزاري الأوروبي في منتصف يونيو الماضي إلى طرابلس لإجراء مفاوضات عسيرة ودقيقة مع الليبيين للتوصل إلى مقايضة يُسمح بموجبها لضابط المخابرات الليبي عبد الباسط المقرحي المسجون في سكوتلاندا بقضاء باقي العقاب في بلده، مقابل الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني لقضاء باقي العقاب أيضا في بلغاريا.
ويُمضي المقرحي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سكوتلاندا بعدما أدانته محكمة بريطانية بالضلوع في عملية إسقاط طائرة ركاب تابعة لشركة “أميركان آيرلاينز” فوق قرية لوكربي السكتلندية، وبرأت ساحة مواطنه الأمين خليفة فحيمة.
وكان الرجل الثاني في الخارجية الأمريكية جون نغروبونتي استعرض هذا السيناريو مع المسؤولين الليبيين الذين التقاهم في طرابلس خلال زيارة أداها إلى ليبيا في أبريل الماضي، وحثهم على المضي في تكريسه رغم أن القذافي رفض استقباله.
وعاد الأمريكيون ليبحثوا الأمر بتفصيل أكبر خلال الزيارة التي أدتها مستشارة الأمن الداخلي بالبيت الابيض فرانسيس تاونسيند إلى طرابلس في التاسع من يوليو الجاري، وقد حملت رسالة في هذا المعنى من رئيسها جورج بوش إلى القذافي حرصت على تسليمها إليه بنفسها.
وربما كانت تاونسيند أول من أعلن من طرابلس عن سيناريو الإفراج عن الممرضات البلغاريات لقضاء العقاب في بلدهن، فهي حملت للقيادة الليبية قرار تسمية سفير أمريكي في طرابلس للمرة الأولى منذ 35 عاما (هو جين كريتز الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس البعثة بالسفارة الامريكية في تل أبيب ) وطلبت السماح بشراء قطعة أرض لبناء سفارة جديدة.
ورد الليبيون على الرسالة الأمريكية الإيجابية بمثلها فأعلنوا في اليوم الثاني من زيارة المسؤولة الأمريكية عن إلغاء عقوبة الإعدام بحق البلغاريات والطبيب الفلسطيني واستبدالها بالسجن المؤبد ما فتح الطريق للإفراج عنهن.
وكشفت فرانسيس تاونسيند بعدما اجتمعت مع القذافي نحو نصف الساعة في خيمته في ثكنة العزيزية عن أجزاء من رسالة بوش تعلقت بـ”أهمية حل قضايا مثل تعويضات أقارب الضحايا الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في طائرة بان امريكان عام 1988 فوق لوكربي باسكتلندا والإفراج عن الممرضات البلغاريات”، لكنها اعترفت بأنها أبقت أجزاء أخرى طي الكتمان.
وأفادت مصادر ليبية أن الأمر يتعلق بموافقة واشنطن على السماح بنقل المقرحي إلى بلده، أي عمليا الإفراج عنه، لقاء إطلاق البلغاريات واستكمال دفع التعويضات لأسر ضحايا حادثة “لوكربي”. إلا أن تاونسيند حرصت على مراعاة حساسية الليبيين فأعلنت أن قرار إلغاء عقوبة الإعدام بحق الممرضات هو “قرار ليبي محض”، وأضافت “إنه تطور إيجابي ونأمل ان يكون بداية لعودتهن الى الوطن”.
إخراج … داخلي
لكن الأمر الأعقد هو كيفية إخراج القرار أمام الرأي العام الليبي الذي تم شحنه طيلة ثماني سنوات ضد الممرضات والطبيب الفلسطيني على أساس أنهم المسؤولون عن إصابة 438 طفل ليبي بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) في مستشفى بنغازي (شرق ليبيا)، توفي منهم حتى الآن 56 طفلا.
وسببُ التعقيد أن الليبيين سمعوا من خلال الفضائيات التي باتوا يلتقطون برامجها بكثافة أن الحكومة الليبية استخدمت الممرضات الخمس والطبيب «كبش محرقة» لتبرر لشعبها تفشي الايدز في مستشفى بنغازي، وهي قضية تسبب تذمرا كبيرا في الشارع الليبي بالنظر لرداءة الخدمات الصحية والتي تدفع العائلات الموسرة للسفر إلى أوروبا أو تونس للعلاج.
وكان خبراء عالميون من بينهم مكتشف الايدز الفرنسي لوك مونتانيي والايطالي فيتوريو كوليزي جزما بأن العدوى تفشت قبل وصول الممرضات والطبيب إلى ليبيا واعتبروا أن الأحكام القضائية بإدانة المتهمين تحركها «دوافع سياسية داخلية» في إشارة إلى أن بنغازي أقوى معقل لمعارضة حكم العقيد القذافي، وهو الأمر الذي تجلى في مناسبات عديدة آخرها الإنتفاضة التي ادت إلى حرق القنصلية الإيطالية في المدينة في سياق الإحتجاجات الجماهيرية على الصور المسيئة للرسول.
ولم يكن من بد للحكومة الليبية من ضمان تعويضات مُجزية لأسر الأطفال الليبيين تتيح تمرير الصفقة شعبيا، وجاء حكم المجلس الاعلى للهيئات القضائية الليبي يوم الثلاثاء 17 يوليو 2007 لينص على تسوية مالية قضت بدفع مليون دولار على سبيل التعويض لعائلة كل طفل من الأطفال الـ 460 الذين ثبتت اصابتهم بالفيروس.
وكان المسؤولون الليبيون يُمنون أنفسهم بأن يستعيدوا باليسرى التعويضات الباهظة التي صرفوها باليمنى لأسر ضحايا “لوكربي”. وأكدت هذا المسعى تصريحات وزير الخارجية عبدالرحمن شلقم الذي قال تعليقا على إلغاء الإعدام بحق البلغاريات «ما زالت هناك مرحلة هامة وهي إعطاء ضمانات علاجية للأطفال وأسرهم، والكرة الآن في الملعب الأوروبي والبلغاري».
لعبة سياسية
غير أن الأوروبيين والأمريكيين امتنعوا عن التكفل بدفعها، وأعادوا الكرة إلى الملعب الليبي في لعبة تجاذب ارتدت طابعا سياسيا لم يعد خافيا على أحد. وأكدت تصريحات شلقم أن المسألة سياسية وليست قانونية عندما أشار إلى أن بلاده لا تمانع من «استفادة الممرضات والطبيب (الفلسطيني) من كل الفرص التي تتيحها الاتصالات السياسية والصيغ القانونية».
وبددت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر من جهتها الغموض الذي أحاط بمصدر التعويضات حين كشفت أن ليبيا تعهدت بتدبيرها عبر «مؤسسة القذافي للتنمية» التي يرأسها نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي. وشددت على أنها “أموال ليبية”، وهذا مؤشر على أن أسر الأطفال لن تنال شيئا من التعويضات أو النزر القليل في أفضل الحالات، لأنه لا أحد يستطيع مراقبة “مؤسسة القذافي” أو مطالبتها بدفع التعويضات كاملة.
وأفادت مصادر فرنسية لـ “سويس أنفو” أن شروط الإفراج عن الممرضات البلغاريات شكل المحور الرئيسي للمكالمة الهاتفية التي أجراها القذافي يوم الثلاثاء 17 يوليو الجاري مع الرئيس ساركوزي ودعاه خلالها لزيارة ليبيا. وكانت تلك المكالمة الرابعة بين الزعيمين منذ وصول ساركوزي إلى “الإيليزي”.
ورجحت المصادر أن الزيارة ستساعد على حسم ملفي الممرضات البلغاريات والأطفال الليبيين المصابين، في أعقاب “مفاوضات شاقة” بين طرابلس وباريس. وتسببت تلك المفاوضات بحساسيات بين فرنسا وأعضاء آخرين في الإتحاد الأوروبي من بينهم ألمانيا وبريطانيا، وخصوصا بعد دخول سيسيليا ساركوزي على خط المفاوضات، إذ اتهمها هؤلاء الأعضاء بالسعي لتجيير الإتفاق الذي طبخه المفاوضون الأوروبيون بجهود مضنية، لصالحها هي.
وقد اجتمعت سيسيليا التي زارت طرابلس يوم 12 يوليو الجاري مع القذافي مرتين وزارت الممرضات البلغاريات في سجنهن ثم طارت إلى بنغازي لزيارة أسر الأطفال المصابين بالإيدز، في حركة تُذكر بالمهام “الإنسانية” التي كانت دانييل أرملة الرئيس الراحل فرنسوا ميتران (1981 – 1995) تحرص على إحاطتها بكثير من الأضواء الإعلامية.
غاز وسلاح
غير أن ملف الممرضات لن يكون المحور الرئيسي للزيارة التي قرر ساركوزي أداءها لليبيا، فهو لن يقبل أن يتنقل فقط من أجل عيونهن وإنما سيذهب بحقيبة تضم ملفات استراتيجية لعل أبرزها الغاز والنفط اللذين كانا وراء زيارته الأخيرة للجزائر، وكذلك السلاح. وفي هذا الملف الأخير سيسعى ساركوزي لتثبيت الصفقات التي أبرمتها طرابلس مع باريس وخاصة تلك المتعلقة بتحديث 30 طائرة حربية من طراز ميراج أف1 كانت اشترتها ليبيا من فرنسا قبل فرض حظر دولي على تصدير الأسلحة إليها.
وفي هذا الإطار أجرت شركتا “أستراك” و”داسو للطيران” مفاوضات فنية مع الجانب الليبي لتحديد سعر كلفة التحديث والتي تراوح بين 10 و20 مليون يورو لكل طائرة بحسب مستوى التجديد الذي سيطلبه الليبيون. كذلك أبرمت مجموعة “إيدس” EADS للتصنيع الحربي صفقة مع ليبيا لتجهيزها بنظام رادار لمراقبة الحدود والمواقع النفطية، وأبدى الليبيون ميلا لنظام الدفاع الجوي المعروف بأستر (Aster).
ولم تقتصر خطة التحديث الليبية على القوات الجوية وإنما شملت أيضا صفقة مماثلة مع فرنسا لتطوير الدفاعات البحرية، إذ وقع الليبيون بالأحرف الأولى في يوليو الماضي على صفقة مع شركتي “تيليس” (Thales) و”المنشآت الميكانيكية” في مقاطعة نورماندي (شمال) لبناء ست خافرات سواحل مجهزة بالصوايخ الفرنسية – الإيطالية “أوتومات” بقيمة 400 مليون يورو، فيما توصلت مجموعة “إيدس” إلى اتفاق مع مؤسسة “ليبيا أفريكا بورتوفوليو” لإقامة مركز للتدريب والصيانة في مجال الطيران الحربي.
وشملت الصفقات مع فرنسا كذلك اتفاقا مبدئيا بين مجموعة “إيدس” EADS)) والخطوط الليبية (الأفريقية) يخص شراء 14 طائرة من طرازي أيرباص أ319 وأيرباص أ320 ، وست طائرات أخرى من طراز أيرباص أ330 ، وتقدر قيمة هذه الصفقة ب1.7 مليار دولار. وتعتبر هذه الصفقة الأكبر التي حصدتها المجموعة الفرنسية منذ ثلاثين عاما. ومن هذه الزاوية سيسعى ساركوزي للحصول على حصة رئيسية من المشاريع العسكرية الكبيرة التي تخطط لها ليبيا للمرحلة المقبلة والتي تُقدر موازنتها الإجمالية بنحو 20 مليار دولار. وأعطت الحكومة الفرنسية السابقة موافقتها على بيع طائرات جديدة من طرازي “رافال” و”تيغر” لليبيا. وطبقا لتقديرات فرنسية سيعمل ساركوزي من أجل الحصول على حصة لا تقل عن عشرين في المئة من الصفقات العسكرية الليبية.
وكان ملفتا الإعلان في باريس يوم 19 يوليو أن بنك «بي إن بي باريبا» الفرنسي قد وقع الإختيار عليه من قبل البنك المركزي الليبي «شريكاً استراتيجياً» لـ «بنك صحارى» الحكومي الليبي، ليصبح أول مصرف أجنبي يقدّم نشاطات وخدمات مصرفية كاملة في الجماهيرية حسبما أفادت بذلك صحيفة “الحياة” اللندنية.
أما في مجال المحروقات فمعروف أن فرنسا، أسوة بسائر البلدان الصناعية الأخرى، تعتبر الطاقة شريان اقتصادها ومصدر رفاهية شعبها، ومن هذه الزاوية يسعى الفرنسيون لأخذ نصيبهم من الكعكة الليبية بعد تسابق الشركات الغربية والآسيوية إلى “الألدورادو” الليبي منذ رفع العقوبات الدولية عن البلد في سنة 2003.
ومن شأن الإقبال الغربي على تعزيز العلاقات الإقتصادية واستطرادا السياسية مع ليبيا إعطاء دفعة قوية للتيار الليبرالي الذي يتزعمه رئيس «مؤسسة القذافي للتنمية» سيف الإسلام النجل الأكبر للعقيد القذافي. ولم يكن من باب الصدفة إشارة مسؤولين غربيين إلى أن هذه المؤسسة هي التي تكفلت بتأمين التعويضات للأسر الليبية.
ورجح مراقبون أن يساهم نجاح هذه المقايضة في صعود نجم سيف الإسلام الذي أفل في الفترة الماضية بعد عملية قصقصة أجنحة اضطر لها والده أمام ضغط النومونكلاتورا التي رعاها طيلة نحو أربعة عقود من الحكم المطلق. وابتعد النجل الأكبر في السنتين الأخيرتين عن الأضواء الدولية بعد الزيارات التي قام بها إلى بلدان غربية وآسيوية مهمة إما في إطار سياسي واضح أو تحت غطاء مهام إنسانية. مع ذلك لا يمكن الجزم بأن تسوية قضيتي المقرحي والممرضات البلغاريات ستعيد سيف الإسلام إلى مقدمة الركح السياسي، طالما لم يحسم والده أمر خلافته الذي يغذي تنافسا صامتا بين الأبناء.
تونس – رشيد خشانة
بروكسل (رويترز) – عرض الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة امكانية تعزيز العلاقات بسرعة مع ليبيا إذا تم حل مسألة مصير الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني بطريقة مرضية.
ويطالب الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة بتسليم الممرضات البلغاريات الخمس وطبيب فلسطيني أصبح مواطنا بلغاريا في الآونة الأخيرة الى صوفيا بعد ان خففت ليبيا الحكم الصادر عليهم من الاعدام الى المؤبد يوم الثلاثاء.
وقال دبلوماسي كبير برئاسة الاتحاد الاوروبي “اذا انتهت هذه العملية حيث نريدها ان تنتهي فان تعزيز العلاقات مع ليبيا يصبح احتمالا كبيرا ويصبح شيئا سيحدث.”
وقال الدبلوماسي البرتغالي ان الاتحاد الاوروبي سيرفع مستوى العلاقات مع ليبيا الى نفس مستوى التعاون مع الدول الاخرى في الشمال الافريقي الذي يغطي علاقات التجارة والمساعدات الاقتصادية والهجرة والعلاقات الثقافية والسياسية.
وقال “وهذا يمكن ان يحدث بسرعة.”
وسيبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي القضية يوم الاثنين.
وبعد جهود دبلوماسية مكثفة ودفع مئات ملايين الدولارات الى عائلات 460 طفلا اصيبوا بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب ( الايدز) خفف المجلس الاعلى للهيئات القضائية في ليبيا أحكام الاعدام الى المؤبد يوم الثلاثاء فيما يمهد الطريق لتسليم الممرضات والطبيب بموجب اتفاقية لتبادل السجناء وقعت في عام 1984 .
وبمجرد ان يتم تسليمهم الى صوفيا يمكن ان يصدر عفو من رئيس الدولة التي انضمت حديثا الى عضوية الاتحاد الاوروبي.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 19 يوليو 2007)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.