مقترحات سويسرية لاحترام القانون الانساني في الشرق الأوسط
تعرض سويسرا حاليا على الأطراف المعنية بصراع الشرق الأوسط جملة من الاقتراحات العملية لاحترام القانون الإنساني الدولي بهدف دفع الأطراف المعنية بصراع الشرق الأوسط إلى احترام القانون الإنساني الدولي كخطوة أولى لتجنب التصعيد.
يقوم رئيس الدائرة السياسية بوزارة الخارجية السويسرية السفير بليز جودي بزيارة الى الشرق الأوسط لعرض مقترحات عملية سويسرية تهدف إلى دفع الأطراف المعنية بصراع الشرق الأوسط إلى احترام القانون الإنساني الدولي.
فقد أوضحت الناطقة باسم الخارجية في برن مورييل بيرسي كوهين لسويس أنفو “أن هذا التحرك يدخل في إطار تطبيق قرار الحكومة الفدرالية الصادر في العاشر أبريل، حيث كلفت وزارة الخارجية السويسرية، بالقيام بتحركات دبلوماسية في اتجاه أطراف النزاع ودول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأمم المتحدة، من أجل إدماج احترام القانون الإنساني بشكل أوسع في مجهوداتهم لاحلال السلام”.
احترام القانون الإنساني شرط لابد منه لخفض وتيرة العنف
تزامن تحرك الدبلوماسية السويسرية في ملف الشرق الأوسط مع وقوع حادث انتحاري جديد ضد حافلة ركاب جنوب مدينة القدس. وهذا ما اضطر وزير الخارجية السويسري، جوزيف دايس إلى “إدانة العملية بشدة”،حيث صرح “أن أي اعتداء انتحاري، أو كل اعتداء بدون تمييز ضد المدنيين، يعد بمثابة انتهاك للقانون الإنساني الدولي، وأن أول خطوة لخفض وتيرة العنف تكمن في احترام القانون الإنسان الدولي”.
ولا ترغب سويسرا في الاكتفاء بالإدانة والتذكير بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، بل ترغب في تقديم اقتراحات عملية للخروج من دوامة التصعيد والانتهاكات. وهذا ما يقوم به السفير بليز جودي حاليا في المنطقة، حيث تقابل يوم الاثنين مع الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى في القاهرة، ويتقابل مع رئيس السلطة الفلسطينية بعد ظهر الثلاثاء، ويلتقي المسئولين الإسرائيليين يوم الخميس.
المطالبة بإرسال مراقبين دوليين
من بين الاقتراحات التي يناقشها رئيس الدائرة السياسية بوزارة الخارجية السويسرية مع المسئولين في المنطقة، “الدعوة إلى إقامة جهاز مراقبة دولي والعمل على إقامة حوار سياسي بغرض احترام القانون الإنساني الدولي”. فسويسرا سبق أن طالبت بضرورة إرسال مراقبين دوليين. ويشارك مبعوثون سويسريون في قوة المراقبة الدولية بالخليل.
وفي إطار تسهيل الحوار الإنساني بين الطرفيين، يثير السفير بليز جودي مواضيع عديدة مثل ضمان حرية تنقل سيارات الإسعاف، والعنف ضد المدنيين بما في ذلك العمليات الإرهابية، وعمليات العقاب الجماعي، والاستعمال المفرط للقوة، ومعاملة المعتقلين.
وإذا كانت معظم هذه التحركات تدخل في إطار واجبات سويسرا، كراعية لمعاهدات جنيف التي تشكل أساس القانون الإنساني الدولي، فإن السلطات السويسرية قد كلفت برعاية البعد الإنساني بمفاوضات السلام في الشرق الأوسط بعد مؤتمر مدريد،لكن جمود مسار السلام في شقه السياسي أدى إلى شل أي حديث عن البعد الإنساني.
ويبدو أن التصعيد الذي تشهده المنطقة بدأ يتطلب التحرك بشكل مستعجل في الملف الإنساني، إذ تعتبر الحكومة السويسرية في تعليلها لهذا التحرك “أن التصعيد الذي يعرفه صراع الشرق الأوسط أصبح يشكل تهديدا للاستقرار العالمي”.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.