مليار دولار لمكافحة إنفلونزا الطيور!
كشف البنك العالمي يوم 9 نوفمبر عن مخطط تمويل استراتيجية دولية لمكافحة إنفلونزا الطيور بمقدار مليار دولار على مدى ثلاث سنوات.
جاء ذلك في ختام مؤتمر دولي احتضنه مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف على مدى ثلاثة أيام. كما أعلنت مجموعة روش السويسرية للأدوية تعزيز طاقتها الإنتاجية لعقار “تاميفلو” المضاد للوباء.
في اليوم الثالث والأخير للمؤتمر الدولي الذي احتضنه مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف من 7 إلى 9 نوفمبر الجاري، شدد ممثلو البنك العالمي على ضرورة محاربة فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 في موطنه أولا، أي بين الدواجن، على أن يتزامن ذلك مع حث المجتمع الدولي على الاستعداد للانتقال المحتمل للوباء بين البشر على مستوى عالمي.
ويهدف المخطط الذي قدمه البنك العالمي يوم الأربعاء 9 نوفمبر في جنيف إلى تمويل “برامج وطنية” لتلقيح دواجن المزارع وتعزيز أنظمة الإنذار في الدول النامية.
ويذكر أن فيروس H5N1 قتل 65 شخصا على الأقل منذ عام 2003 وأدى إلى التخلص من أكثر من 150 مليون من الدواجن في آسيا. ولئن لم يكن ينتقل الوباء (بعد) من إنسان إلى آخر، فإن الخبراء يحذرون من أنه، على غرار فيروسات الانفلوانزا، قد يتطور ويشكل تهديدا صحيا دوليا.
وأمام مئات الخبراء الذين اجتمعوا في جنيف، قدم جيم أدامس، نائب رئيس البنك العالمي، مخططا لمحاربة انفلونزا الطيور وصفه بـ “إطار مرن”.
“التحرك بسرعة وليونة”
وصرح السيد أدامس في السياق ذاته “من الواضح أن السرعة تظل عنصرا حاسما أمام هذا التحدي”، مشددا على أهمية الاستعداد للتحرك “سريعا” وبـ”ليونة” للتصدي للوباء.
واستطرد قائلا “في الوقت الذي ينتشر فيه الوباء في بعض البلدان، بينما تستعد بلدان أخرى لمواجهة هذا التحدي، من المهم جدا التوفر على الموارد الضرورية للتحرك”.
وأوضح البنك العالمي أن مخطط تمويل الاستراتيجية الدولية لمكافحة انفلونزا الطيور بمقدار مليار دولار على مدى ثلاثة أعوام يتكون من مساعدات أو قروض بدون فوائد، وأن نصف المبلغ المطلوب سيأتي من صندوق ستُموله جهات مانحة. ويُتوقع انعقاد مؤتمر للمانحين في منتصف شهر يناير القادم في الصين.
وأعلن البنك العالمي بالمناسبة أنه سيرصد لهذا الغرض 500 مليون دولار بحلول نهاية العام الجاري، داعيا الدول الغنية إلى مساعدة الدول الأكثر فقرا بصفة مباشرة. ويشار إلى أن سويسرا قررت في الثلاثين من شهر سبتمبر الماضي منح مبلغ 4,8 مليون دولار في الوقت الحالي لمساعدة منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
وقد شدد البنك العالمي على أن تقديره لمتطلبات محاربة انفلوانزا الطيور على مدى ثلاثة أعوام قابل للتغيير. وفي هذا السياق، قالت فاديا صداح، خبيرة المشاكل الصحية في البنك العالمي “نأمل ألا يحدث ذلك، فإذا واجهنا انتقال العدوى من إنسان إلى آخر، ستتضاعف كافة هذه الأرقام”.
وشددت السيدة صداح على أن التكاليف المُقدرة بمليار دولار لا تشمل التكاليف المحتملة للأدوية المضادة للفيروسات واللقاحات في حال تحول انفلونزا الطيور إلى وباء بشري عام.
وقد أوضح البنك العالمي أن 90% من المبلغ سيرصد مباشرة للدول، بينما ستمنح العشرة في المائة المتبقية إلى الوكالات الدولية أو الإقليمية.
أولويات ونقائص
من جهتها، طلبت منظمة الصحة العالمية 20 مليون دولار للأشهر الستة القادمة، بينما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة الحيوانية العالمية أنهما في حاجة إلى 60 مليون دولار.
وتريد منظمة الصحة العالمية التركيز خلال الأشهر الستة القادمة على التوعية الصحية للشعوب، وأنظمة الإنذار المبكر، والتشخيص، والتدريبات الوهمية تحسبا لمواجهة حالات حقيقية لتفشي الوباء.
فضلا عن ذلك، تسعى المنظمة إلى تطوير الطاقات الإنتاجية للقاحات المضادة للإنفلونزا، ومضاعفة حجم المخزونات من الأدوية المضادة للفيروسات من الآن إلى غاية عام 2010.
وقد أجمع الخبراء في جنيف على أن الحد من انتشار الأصل الآسيوي لفيروس H5N1 لدى الدواجن سيـُقلص أخطار تحوُّل الفيروس إلى شكل مُسبب لمرض حاد لدى الإنسان.
ولذلك يُعول كثيرا على تعاون المزارعين الذين يرجى منهم الإبلاغ عن الحالات المشبوهة. لكن هذا التعاون يظل صعب التحقيق بما أن أغلبهم يعتمد على الدواجن لكسب لقمة العيش. وقد ذكرت منظمة الصحة الحيوانية العالمية في هذا الإطار بأن 120 بلدا على الأقل لا يتوفرون على نظام تعويضات لائق في حال الاضطرار إلى إبادة الحيوانات.
روش تعزز طاقتها الإتناجية لتاميفلو
وفي بازل، أعلنت مجموعة روش العملاقة لصناعة الأدوية أنها سترفع من طاقتها الإنتاجية لدواء “تاميفلو” المضاد لإنفلونزا الطيور من الآن إلى حلول عام 2007، وبقدر أكبر من الطلبيات التي توصلت بها بعد.
وصرح ويليام بورنز، المدير الصيدلي لروش، في مؤتمر صحفي عقده في بازل يوم الأربعاء 9 نوفمبر الجاري، أن رفع الإنتاج الذي أعلنت عنه مؤخرا إلى حوالي 300 مليون جرعة بحلول عام 2007 يفوق الطلبيات التي توصلت بها روش مضيفا “نحن لم نصل بعد إلى الحد”.
كما أعلنت المجموعة الصيدلية السويسرية عن أسعار الدواء. ففي إطار الوقاية من انتشار محتمل لانفلونزا الطيور على المستوى العالمي، سيطرح عقار تاميفلو في الأسواق بسعر 15 يورو في الدول المصنعة و12 يورو في الدول النامية.
وتحتوي علبة واحدة على عشرة عقارات. أما دواء تاميفلو في شكل (API Ingrédients pharmaceutiques actifs) فسيباع بـ 7,70 يورو للدول الصناعية، و7 يورو لباقي الدول. ويذكر أن سعر البيع التقليدي لتاميفلو يتراوح بين 20 و51 يورو للعلبة الواحدة حسب روش.
يشار في الأخير إلى رئيس الوزراء الصيني وين جياوباو أكد يوم الأربعاء أيضا في بيكين أن بلاده تواجه “وضعا خطيرا جدا” بسبب وباء انفلونزا الطيور، وأن السلطات تجد صعوبة في السيطرة على الوباء في إقليم لياونينغ شمال شرقي البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية عن السيد وين قوله “إن انفلونزا الطيور ليس تحت السيطرة تماما في الصين ومازال انتشارها يمثل تهديدا لبعض المناطق”. وأضاف رئيس الوزراء الصيني أنه يتعين على الحكومات المحلية إيلاء الاهتمام بوضع الوباء والتركيز على الحيلولة دون انتقال الفيروس إلى البشر”.
سويس انفو مع الوكالات
من 7 إلى 9 نوفمبر 2005: انعقد في مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف مؤتمر دولي للتوصل إلى اتفاق عالمي لمكافحة انتشار إنفلوزا الطيور، والاستعداد لانتقاله المحتمل إلى البشر.
نظم المؤتمر كل من منظمة الصحة العالمية والبنك العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة ومنظمة الصحة الحيوانية العالمية.
شارك في أعمال المؤتمر أكثر من 600 موفدا من أكثر من 100 بلدا يمثلون قطاعي الصحة البشرية والحيوانية، وكبار صناع القرار، والمجالين الاقتصادي والصناعي.
قتل فيروس انفلوزا الطيور H5N1 منذ عام 2003 ما لا يقل عن 65 شخصا وأدى إلى التخلص من أكثر من 150 مليون من الدواجن.
في بيان مشترك صدر مساء الاربعاء 9 نوفمبر الجاري في جنيف في ختام المؤتمر الدولي الذي نظمته كل من منظمة الصحة العالمية والبنك العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة الحيوانية العالمية، تم تحديد خمسة إجراءات حيوية: مراقبة الوباء في موطنه الأصلي، أي بين الدواجن عبر تحسين الخدمات البيطرية وأنظمة الإنذار المبكر. تعزيز التشخيص المبكر للمرض والتحرك سريعا للسيطرة على الانفلونزا لدى الحيوان والإنسان. الاحتواء السريع للمرض عبر تقديم الدعم والتدريب لتحديد الحالات المشبوهة بين الحيوانات والإنسان. الاستعداد للانتشار المحتمل للوباء على مستوى عام، وتطوير مخططات وطنية تضم مختلف القطاعات لتوفير دعم تقني ومالي منسق لمواجهة الوباء.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.