منتدى المخترعين العرب، حلم قد يتحقق
عقد في جنيف اجتماع أول لمحاولة إنشاء منتدى للمبتكرين العرب بمبادرة من جامعة عجمان بالإمارات العربية المتحدة وبدعم من المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
تجازف قلة ضئيلة من مواطني العالم العربي، رغم المشاكل اليومية، بتخصيص حيز من وقتها ومن قدراتها الذهنية للإبتكار والإختراع، أي حوالي صفر فاصل واحد بالمائة من مجموع الاختراعات في العالم، وعينة قليليلة جدا ممن يكتب لهم النجاح في تحقيق حلم أن يصبحوا مبتكرين، تجازف رغم المصاعب المادية والإدارية، بإيصال ابتكارها إلى المحافل الدولية القادرة على تحويله إلى مشروع تجاري ملموس.
هذا ما يستخلص من متابعة المتاعب التي يعاني منها القلة من المشاركين العرب في المعرض الدولي للاختراعات الذي تحتضنه جنيف. ومن الأسباب التي يرددها المخترعون العرب كل مرة على اختلاف بلدانهم، الافتقار إلى جمعيات ونوادي للمخترعين تسهل عليهم أعباء الإجراءات. وحتى إن وُجدت فإنها غير فعالة.
لسد هذا النقص، تقدمت جامعة عجمان بالإمارات العربية المتحدة بفكرة إنشاء منتدى للمبتكرين العرب تحت عنوان “الإبداع عبر بيت الحكماء والنخب”، وهي الفكرة التي دعمتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية. ولمناقشتها، نظمت اجتماعا للخبراء في 10 و11 يونيو بجنيف.
تبادل أفكار واستفادة من خبرات الغرب
شارك في هذا الاجتماع إلى جانب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية كامل إدريس، ورئيس جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا الدكتور سعيد عبد الله سلمان، مجموعة من الخبراء من الإمارات والمملكة العربية السعودية والمغرب والسودان، إضافة إلى خبراء من سويسرا وألمانيا وفنلندا وسفراء بعض الدول العربية في جنيف.
كما أوضح مسؤول برنامج التعاون مع العالم العربي بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية توفيق الطباع لسويس انفو، أن “من الأفكار التي طرحها الخبراء، إنشاء منتدى دائم للمبتكرين يكون نقطة ربط بين المبتكر والقطاع الخاص من جهة، والعمل على تسويق هذا الاختراع عالميا من جهة أخرى”.
أما الدكتور سعيد عبد الله سلمان، رئيس جامعة عجمان، صاحبة الفكرة، فقد حدد الشروط التي يجب توفرها لتحقيق المشروع بقوله “إن بيئة الإبداع التي نناشدها، لن تأتي إلا في إطار ملامح مشروع نهضوي يجمع بين مميزات العولمة ومميزات الهوية الثقافية التي ننتمي إليها”.
التحضير لهجرة المبدعين في الاتجاه المعاكس
يرى المشاركون في هذا الاجتماع التحضيري أنه يجب تحضير الأرضية لاستقبال الكفاءات المبتكرة التي بدأت في الهجرة المعاكسة منذ أحداث 11 سبتمبر والتي ستعرف زيادة بسبب العولمة.
ومن تحديات ذلك بالنسبة للعالم العربي، على حد قول رئيس جامعة عجمان، “ضرورة إدخال إصلاحات على نظم التعليم وبرامج الجامعات ومناهج البحث العلمي وسن قوانين حماية الملكية الفكرية”.
ويبدوأن التفكير في إقامة “بيت الحكماء والنخب” قد أتى في الوقت المناسب لسد فراغ، وتأطير وصول كفاءات قد تضطر إلى العودة السريعة إلى بلدانها بعد المضايقات التي بدأ يعاني منها الكثيرون في الغرب بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر.
وبما أن الفكرة الأصلية نابعة من جامعة عجمان، فإن المسؤولين الإماراتيين يرغبون في أن يكون مقر هذا البيت في جامعة عجمان. وهذا ما سينظر فيه المؤتمر التأسيسي المرتقب عقده في الإمارات في شهر ديسمبر القادم.
العالم العربي “صحراء” في قانون حماية الإبداع
يجمع الخبراء على القول، إن أكبر مشكلة تواجه المبدع في العالم العربي، تكمن في الفراغ القانوني الذي تعاني منه العديد من الدول العربية في مجال حماية الملكية الفكرية وحقوق المؤلف.
وحتى وإن اجتازت دول عربية خطوة سن القوانين في مجال حماية الملكية الفكرية، فإن المشكلة الكبرى تكمن في عدم تطبيق هذه القوانين بشكل صارم. كما أن المواطن في العالم العربي لا زال يفتقر للوعي اللازم بأهمية احترام حقوق المبدع وهو ما وصفه الدكتور سعيد عبد الله سلمان “بأخطر مشكلة يجب أن نعكف على حلها”.
وتجدر الاشارة إلى أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، منذ وصول المدير العام الدكتور كامل إدريس، تحاول حث الدول النامية وفي مقدمتها الدول العربية على تطوير قطاع حماية الملكية الفكرية كوسيلة هامة في مجال التنمية الاقتصادية. وهذا ما أكده مسئول برنامج التعاون مع العالم العربي بمنظمة الملكية الفكرية توفيق الطباع بقوله “إن المنظمة ستلعب دورا رئيسيا في دعم هذا المشروع بتقديم الاستشارة وتزويده بالخبرات الضرورية والمساعدة الفنية”.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.