منتدى دافوس يبحث عن “توازن جديد بين القوى”
يفتتح يوم 24 يناير في منتجع دافوس المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي تحت شعار "نحو توازن جديد للقوى" بحضور أكثر من 2000 من زعماء العالم في السياسة والاقتصاد والثقافة والدين والإعلام.
المنتدى الذي سيخصص أكثر من 250 جلسة نقاش لقضايا الطاقة والبيئة والتنمية والنمو الديموغرافي، سيحيي نقاش الشرق الأوسط بحضور الرئيس الفلسطيني دون اهمال قضايا القارة السمراء وأمريكا اللاتينية بعد أن ركز في الدورة السابقة على الصين والهند.
تعود الإعلاميون والمراقبون قبل كل دورة جديدة للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي تحول منذ ثمانينات القرن الماضي إلى “قبلة” لقادة العالم في مجالات السياسة والاقتصاد (ومؤخرا حتى في الميدان الديني والثقافي)، على تلقي توجيهات جديدة توحي بتوجيه النقاش في كل هذه المجالات الآنفة الذكر بغية “تحقيق عالم أفضل”، لكنهم فوجئوا هذه المرة بمؤسس المنتدى كلاوس شفاب، يقول إن عالم اليوم يعيش حالة من انفصام الشخصية (شيزوفرينيا).
وسعيا للخروج من هذه الوضعية، يرغب المنتدى في تركيز النقاش هذا العام، حول كيفية خلق توازن جديد في القوى، بعد تجربة النظام الأحادي وبعد تمجيد مزايا العولمة وديناميكية اقتصاد السوق وما إلى ذلك من شعارات معروفة.
مواضيع للمراجعة
في دورة هذا العام، استمر المنتدى الاقتصادي العالمي في استقطاب كبار قادة العالم في شتى المجالات أي حوالي 2400 زعيم من بينهم 24 رئيس دولة، وحوالي 900 ممثل لعالم الاقتصاد (الثلثان منهم من المائة شركة التي تصنف من كبريات الشركات في العالم)، إضافة الى شخصيات دينية وثقافية وفنية عالمية، في المقابل، فإن العديد من المواضيع المطروحة للنقاش فيه تتصل بالمراجعة والتقييم.
في المقدمة منها نجد المائدة المستديرة حول “العولمة في مفترق الطرق” التي عليها أن تثمن تحرير تنقل رؤوس الأموال والبضائع وما جلبه ذلك من ازدهار للاقتصاد، وان تعيد النظر في العوامل التي تجعل أكثر من مليار شخص يبقون على الهامش. أو تلك التي ستتطرق الى مستقبل التزود بالطاقة ومدى تحول ذلك الى عنصر استراتيجي قد يؤثر بشكل فعلي في المنافسة وفي الازدهار الاقتصادي.
وإذا كانت مواضيع من قبيل مشاكل البيئة، والتنمية المستدامة، وتوسيع قاعدة اتخاذ القرار لممثلي المجتمع المدني، مقتصرة في السابق على الاجتماع البديل المناهض لمنتدى دافوس، فإن الساهرين على دورة هذا العام وفي إطار المنتدى المفتوح للجمهور، أدرجوا مواضيع يمكن القول أنها جريئة على منتدى دافوس مثل “التعايش في عالم متعدد الثقافات”، أو “ملايير الدولارات التي صرفت في مجال التنمية ما الذي حققته؟”، و “هل الأديان مصدر سلام ام عنصر عنف وصراعات؟”.
وفي رد على سؤال لسويس إنفو حول ما إذا كان هذا التحول في اختيار المواضيع يمثل دليلا على النضج ونزاهة فكرية تعترف بوصول العالم الى ما كان يحذر منه أعضاء “المنتدى البديل” منذ سنوات، اكتفى رئيس المنتدى كلاوس شفاب (الذي بدا أنه لم يفهمه جيدا) بالقول “إن المنتدى لم يتأثر بأية مجموعة في اختيار مواضيعه”.
حضور شرق أوسطي
رغم تركيز المنتدى بشكل كبير على آسيا وبالأخص الصين والهند للسنة الثانية على التوالي، ورغم محاولات إخراج مفاوضات منظمة التجارة العالمية من المأزق الذي انغمست فيه بسبب جولة الدوحة، يعقد منظمو المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس آمالا كبرى على شخصيات عربية وشرق أوسطية لاستقطاب وسائل الإعلام من خلال “إعادة الروح” إلى الملف الفلسطيني – الإسرائيلي حيث يتوقع قدوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والى جانبه نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز، المشارك الوفي في منتدى دافوس، مرفوقا بوزيرة خارجية إسرائيل زيبي ليفني.
هذا وقد أكدت لسويس إنفو مصادر فلسطينية احتمال قدوم الرئيس عباس “إلا في حال حدوث تطورات خارقة للعادة بالمنطقة”.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيناقش تحت عنوان “كفى ما يجري بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة” أو “إسرائيل – فلسطين ما الحل؟ ، أو “الرسالة الخاصة للعالم العربي حول مخطط السلام” وهي الرسالة التي سيقدمها أمين عام جامعة الدول العربي عمرو موسى.
الشرق الأوسط أو بالأحرى مشاكل الشرق الأوسط ستكون حاضرة كالعادة في دافوس من خلال إثارة مستقبل العراق عبر “حوار بين قادة من مختلف الطوائف”، على حد تعبير مؤسس المنتدى كلاوس شفاب.
نشاط سويسري مكثف
سويسرا التي تحتضن المنتدى في منتجع دافوس شرق البلاد، ستستغل هذه الفرصة كالعادة لتركيز اتصالات مسؤوليها بقادة العالم، حيث سيتحول إلى المنتجع أربعة وزراء في الحكومة الفدرالية من بينهم الرئيسة الحالية للكنفدرالية ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي – ري التي ستفتتح المنتدى الى جانب المستشارة الفدرالية الألمانية أنجيلا ميركل ومؤسس المنتدى كلاوس شفاب.
كما تعتبر دورة دافوس فرصة بالنسبة لوزيرة الاقتصاد الجديدة دوريس لويتهارد التي ورثت تقليدا من سلفها يتمثل في جمع وزراء الاقتصاد والتجارة المشاركين لمناقشة الملف الشائك المتمثل في محاولة إخراج مفاوضات الدوحة من ركودها.
أخيرا ستكون لكل من وزير المالية والدفاع لقاءات مع نظرائهم طوال أيام المنتدى التي ستستمر ما بين 24 و 28 يناير وسط احتياطات أمنية مشددة عادة ما تدفع زوار منتجع دافوس السياحي إلى هجره في هذه الفترة تفاديا للإجراءات المشددة.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
ينعقد ما بين 24 و 28 يناير بمنتجع دافوس شرق سويسرا
يستقطب أكثر من 2400 مشارك من 90 بلدا
50% منهم من عالم الاقتصاد، 73 منهم من مدراء 100 أكبر شركات العالم
24 رؤساء دول وحكومات من بينهم المستشارة الألمانية، ورئيسة سويسرا، والوزير الأول البريطاني من أوروبا، والرئيس البرازيلي والرئيس المكسيكي من أمريكا اللاتينية ، والعاهل الأردني، والرئيس الفلسطيني، ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي من منطقة الشرق الأوسط، والرئيس الجنوب افريقي تامبو مبيكي من إفريقيا.
يخصص المنتدى أكثر من 223 جولة نقاش تتطرق لقضايا السياسة والاقتصاد والطاقة والثقافة والأديان والإعلام.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.