منتدى مدني من أجل السلام في الشيشان
برعاية سويسرية، عقدت مجموعة تهتم بإيجاد حل سلمي للأزمة التي تعيشها جمهورية الشيشان التابعة للإتحاد الروسي اجتماعها التأسيسي في العاصمة الفدرالية.
ويتشكل “منتدى المجتمع المدني الشيشاني” من حوال 100 مجموعة ومنظمة شيشانية تهتم بالمجالات الحقوقية والتنموية والعلمية والثقافية والإقتصادية والسياسية والإنسانية.
بداية لا بد من الإشارة إلى أن فكرة المنتدى جاءت بمبادرة من الفرع السويسري لجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة وتحظى بدعم عدد من أعضاء البرلمان الفدرالي السويسري.
وتقول النائبة روت–غابي فيرموت-مانغولد التي تترأس الفرع السويسري للجمعية إن المنتدى سيحاول جمع فصائل متفرقة من الشيشانيين من أجل الترويج للسلام.
كما يهدف المنتدى إلى وضع حد لما أسمته “عزلة” الشيشان في العالم من خلال إقامة علاقات أوثق مع المجموعة الدولية.
وفي الجلسة الإفتتاحية للمنتدى التي التأمت في أحد الفنادق في العاصمة برن يوم 21 سبتمبر قالت السيدة فيرموت-مانغولد: “إنكم الدليل الحي على أنه بالإمكان أن تُزهر وردة السلام في أجواء نزاع”.
وأضافت النائبة البرلمانية: “أنتم اليوم هنا لتظهروا للعالم أن الشيشانيين يريدون العمل مع بعضهم البعض بشكل بناء من أجل مستقبل مجتمعهم”.
“بإقدامكم على هذه الخطوة فإنكم تفندون عمليا الإنطباع الذي يحمله بعض السياسيين عن الشيشان باعتبارها مكانا يقتل فيه الكل ضد الكل”.
نزاع مزمن
من المعلوم أن جمهورية الشيشان دخلت في صراع مسلح متواصل مع روسيا منذ إعلانها عن الإستقلال عن الإتحاد الروسي في عام 1991. وعلى إثر عامين من الحرب المدمرة، منحت روسيا المنطقة حكما ذاتيا موسعا لا يرتقي إلى الإستقلال الكامل.
وفي عام 1999، عادت القوات الروسية مجددا إلى الأراضي الشيشانية بعد موجة من التفجيرات، واستمرت المواجهات متفرقة إلا أن عام 2004 شهد سقوط ما لا يقل عن 330 ضحية في الحصار الذي تعرضت له مدرسة روسية في مدينة بيسلان، في الوقت الذي يدخل فيه النزاع عشريته الثانية. ويبلغ عدد القوات الروسية في الإقليم 80 ألف جندي يتعرضون يوميا لهجمات المسلحين الشيشان.
السيدة أليزا موسايفا العضوة في المنتدى قالت لسويس إنفو بأن المنتدى يأمل في في إطلاق عملية سلام بين الأطراف المتحاربة وأضافت: “كل نزاع يجب أن يتوقف بالوسائل السلمية وقد تم تشكيل هذا المنتدى من أجل أن يتم ذلك اليوم قبل الغد”.
ونوهت السيد موسايفا بالدور السويسري في تجسيد فكرة المنتدى وتحويلها إلى واقع ملموس وقالت: ” لقد كانت فكرة إنشاء هذه المنظمة وتشكيل منطلق للمساعدة على حلحلة الوضع نابعة من سويسرا”، مضيفة بأن “سويسرا سوف تستمر في تقديم الدعم لنا وهو ما يمثل مساعدة كبيرة لمساعي إحلال السلام في الشيشان”.
برنامج مشترك
تجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي يتوفر فيها المجتمع المدني الشيشاني على هيكل ممثل بشكل موسع لمختلف مكوناته المجتمعة على برنامج مشترك يتلخص في العمل على إعداد السكان (رغم استمرار الحرب) لمرحلة السلام على أساس احترام حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية ودولة القانون وهو ما يجعل منه “مساهمة مهمة في مكافحة تفتت المجتمع الشيشاني”، حسب تقييم الفرع السويسري لجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة.
ويضم المنتدى – الذي يؤكد على أنه هيئة غير سياسية – مائة منظمة تنشط في مجالات حقوق الإنسان والمساعدة الإنسانية والمساعدة من أجل التنمية والإقتصاد والعلوم والثقافة والسياسة.
يشار إلى أن الإجتماعات التحضيرية التي سبقت الإعلان عن المنتدى – الذي يحظى بدعم نشط من طرف مجموعة من البرلمانيين السويسريين – قد دارت يومي 19 و20 سبتمبر في برن بحضور ممثلين عن منظمات دولية ومنظمات غير حكومية وممثلين لعدد من الدول المعنية بالملف الشيشاني.
سويس إنفو
انتهى 25 عضوا من “منتدى المجتمع المدني الشيشاني” من إعداد مسودة لخطة عمل من أجل إحلال السلام في الشيشان سيتم الإعلان عنها قريبا
نشأت فكرة إطلاق المنتدى في اجتماع انعقد فوق الأراضي الشيشانية في شهر يونيو 2004 (برعاية الفرع السويسري لجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) وتمخض عن الدعوة إلى إيجاد حل سلمي للقضية.
تم تسجيل المنتدى رسميا باعتباره منظمة خيرية في سويسرا
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.