من هي “المزعجة كارلينا”؟
"المزعجة كارلينا"... هكذا لقّبَ رئيسُ حزب "LEGA" في كانتون التيشينو رئيسةَ الادعاء في محكمة جرائم الحرب الدولية بلاهاي السويسرية كارلا ديل بونتي. أساليبُها في العمل لم تكن دائما منبع مديح، لكن إصرارها على محاكمة ميلوزفتش أكسبتها شهرة عالمية.
ما هي ابرز المحطات في التاريخ المهني لهذه السيدة ذات الملامح الجادة والتي اقترن اسمها مؤخرا بمحاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوفودان ميلوزفتش لما أبدته من تصميم وإصرار على تقديمه أمام محكمة جرائم الحرب الدولية؟
في عام 90، أصبحت كارلا ديل بونتي أول امرأة تشغل منصب المدعي العام في مدينة لوغانو بكانتون التيشينو الناطق باللغة الإيطالية. هذا الإنجاز تلاه إنجاز آخر لديل بونتي عام 94، لكن هذه المرة في قلب العاصمة الفدرالية بيرن حيث ترأست وزارة الشؤون العمومية في الكنفدرالية.
طموحاتها وحزمها أثارا عداوة الكثيرين
جنت كارلا ديل بونتي من وراء التحقيقات التي قامت بها في كانتون التيشينو أعداء في العديد من القطاعات خاصة في الأوساط الاقتصادية والمالية وحتى في صفوف حزب ” الليغا” الذي لم يغفر لها، تحت رئاسة بيغناشكا، إصرارها على ملاحقة المتلاعبين بالأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة ومهاجمتها لمبدأ السرية المصرفية المعمول به في سويسرا.
لكن إذا كانت ديل بونتي قد أثارت غضب وسخط رئيس “حزب الليغا” الذي كان يقول “إنها تعطي صورة سيئة عن كانتون التيشينو”، فان “المزعجة كارلينا” نالت شهرة كبيرة في إيطاليا المجاورة حيث حظيت في منتصف الثمانينات بإعجاب الإيطاليين عندما تولت، خلفا لـسلفها باولو برناسكوني، التحقيق في قضية ” PIZZA CONNECTION”. وكانت هذه القضية مرتبطة بشكل مباشر بمافيا في صقلية وتورطت فيها مجموعة من كانتون التيشينو السويسري.
المرأة الحديدية وأخطار المهنة
في عام 90 مثلت كارلا ديل بونتي الادعاء خلال المحاكمة الثانية التي أقيمت في لوغانو ضد المنظمة الدولية لمهربي مخدر الهيروين. وفي ايطاليا، تعاونت ديل بونتي بشكل وثيق مع القاضي GIOVANNI FALCONE الذي عرف بمحاربته للمافيا والذي اغتيل في مايو أيار من عام 92.
كادت ديل بونتي ان تلقى نفس المصير في الـ20 من مايو أيار 89 في شاطئ ADDAURA عند مدخل مدينة باليرمو، حيث نجت بأعجوبة من محاولة اغتيال. وكانت آنذاك تقوم بتحقيق بالتعاون مع القاضي فالكوني.
تعاون ديل بونتي مع القضاة الإيطاليين تقلص عندما عينت مدعية عامة للكنفدرالية السويسرية في ابريل نيسان من عام 94.
لم يكن النجاح دائما حليفها
بعد أن أصبحت المدعية العامة للكنفدرالية، أخفقت ديل بونتي في بعض التحقيقات: فبعد إصدارها امرا بالقاء القبض على ثلاثة أشخاص مشتبهين بالانتماء الى حاشية الارهابي كارلوس، تقدم احد هؤلاء المتهمين، وهو من كانتوني تيشينو، بشكوى ضد اعتقاله. ونجح هذا الشخص في الحصول على تعويضات بسبب تعرضه لاعتقال تعسفي ولضرر معنوي.
وتوالت القضايا والتحقيقات، وخاضت ديل بونتي معارك ضد الرشوة والفساد، تارة تنجح وتارة تفشل في تصفية الأجواء وتقديم المسؤولين عن تعكيرها للعدالة.
نقطة التحول في سجل مهني ساطع
في الـ11 من أغسطس آب من عام 99، تتوج مجهودات كارلا ديل بونتي بتعيينها من قبل مجلس الامن الدولي رئيسة الادعاء في محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة خلفا للكندية LOUISE ARBOUR التي كانت أول من اتهم ميلوزفتش بارتكاب جرائم حرب.
لكن كارلا ديل بونتي لم تكتف بتجريم ميلوزفتش بل جعلت من تسليمه الى محكمة لاهاي اولى اولوياتها ونجحت في ما كان يبدو امرا مستحيلا: القاء القبض عليه في بلغراد وتسليمه بعد ذلك الى لاهاي. هذا الانجاز جعل من ابنة كانتون التيشينو نجمة عالمية!
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.