مهرجان لوكارنو يُـوسّـع آفاقه
انطلقت مساء الأربعاء فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمهرجان لوكارنو الدولي للسينما بعرض لشريط إيطالي في الساحة الكبرى وسط المدينة.
وسوف يتركز الإهتمام هذا العام على أحدث الإبداعات في أوروبا وآسيا وعلى اكتشاف الجديد السويسري مع مُراجعة شاملة للعلاقة بين موسيقى الجاز والسينما
تحتضن مدينة لوكارنو الواقعة في كانتون تيشينو جنوب سويسرا المُطلة علي البُحيرة الكبرى (Lago grande) المشتركة بين سويسرا وإيطاليا ابتداء من مساء الأربعاء 6 أغسطس الدورة السادسة والخمسين لمهرجانها الدولي للسينما.
وللعام الثالث على التوالي، تفاجئ إيرين بينياردي المديرة الفنية للمهرجان الجمهور والنقاد بالعدد الكبير للأشرطة المقترحة على رواد لوكارنو. إذ يشتمل برنامج هذا العام على حوالي 500 شريط من مختلف الأنواع ولكل الأذواق .. تقريبا.
فابتداء من يوم الخميس، تعرض عشر قاعات موزعة على أحياء المدينة وضواحيها من الثامنة والنصف صباحا إلى منتصف الليل قرابة الـ 50 شريطا كل يوم. وفيما لا تشتمل المسابقة الرئيسية للمهرجان إلا على 19 شريطا فحسب، تتيح مختلف أركان المهرجان الأخرى لهواة السينما والمصطافين التعرف على سينمائيين مغمورين من سويسرا والخارج أو مشاهدة أشرطة قديمة طواها النسيان أو اكتشاف جديد الإنتاج السويسري.
انفتاح ومراجعات
ومع احتفاظ “أكبر المهرجانات الصغيرة” بخصوصيته الأساسية المتمثلة في تشجيع المواهب السينمائية الواعدة وإتاحة الفرصة للأسماء المغمورة والتجارب المغايرة وحتى الغريبة، عمل المشرفون عليه في السنوات القليلة الماضية على تعزيز انفتاحه على الإنتاج العالمي.
فبعد مراجعة ثرية لبعض أوجه السينما الأمريكية والهندية عامي 2001 و2002 قررت المديرة الفنية للمهرجان الإهتمام هذا العام بمختلف أوجه العلاقة القائمة بين السينما وموسيقى الجاز من خلال عرض 116 شريط تسلط الأضواء بشكل أو بآخر على هذا الموضوع.
من جهة أخرى، يستغل المهرجان – ابتداء من هذه السنة – تواجد عدد كبير من المشرفين على شركات الإنتاج السينمائي في أوروبا في لوكارنو من أجل تسليط الأضواء على أوضاع الفن السابع في بلدان أو مناطق تواجه صعوبات في التعريف بأشرطتها أو في إنتاج أعمال سينمائية جديدة.
ففي إطار تعاون مع وكالة التعاون والتنمية السويسرية (التابعة لوزارة الخارجية) ينظم مهرجان لوكارنو ابتداء من هذه الدورة برنامجا خاصا بعنوان “أبواب مفتوحة” يستمر ثلاث سنوات يعرّف من خلاله هذا العام بالسينما الكوبية وبالمخرجين الشبان في الأرجنتين.
آحتفاء بحقوق الإنسان
واستمرارا لتقليد جديد انطلق باحتشام مع بواكير إنتاج السينما الأفغانية الناشئة في دورة العام الماضي، تتسع هذا العام الفقرة المخصصة لسينما حقوق الإنسان المدعومة من دائرة الدفاع عن الحقوق الإنسانية بوزارة الخارجية السويسرية.
فبالإضافة إلى تخصيص السبت الأخير من المهرجان لعرض الأشرطة المهتمة بأوضاع حقوق الإنسان، يقترح المنظمون على جمهور لوكارنو أكثر من 100 شريط من 46 بلدا تعرض شهادات ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وتوثق معاناتهم في أنحاء الكرة الأرضية.
والملفت في قائمة الأشرطة التي ستعرض في الأيام المقبلة – ومعظمها قصيرة أو ذات طابع وثائقي – الحضور العربي البارز فيها. إذ نجد من لبنان (“إنهاريات” لإيليان راهب، و”بيروت-بغداد” لبسام فايد، و”إلى سارة” لنادين الخوري عودة وزينة صفير) ومن فلسطين (“جنين .. جنين” لمحمد بكري و”مرة أخرى” لإسماعيل حباش ومجموعة من المخرجين الشبان و “Palestine for dummies” لصبحي الزبيدي و”يوميات حصار” لسمير عبد الله) ومن العراق (بغداد أون/أوف لسعد سلمان و “عامر وناصر” شقيقان عراقيان لـ “فضيل”).
وبالإضافة إلى المشاركة الإستثنائية للمخرج الشيشاني الشاب مراد مازاياف في المهرجان بفيلم “مارشو” (أي حرية)، وهو أول شريط مستقل عن معاناة المدنيين في الشيشان أنتج في جمهورية جورجيا، يشتمل البرنامج على عدة أشرطة من منطقة البلقان والقوقاز وأفغانستان وإسرائيل كما يُسجل حضور الإنتاج السينمائي للمنظمات الدولية المهتمة بحماية حقوق الإنسان مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو منظمة العفو الدولية.
كمال الضيف – سويس إنفو
أركان الدورة 56 لمهرجان لوكارنو من 6 إلى 16 أوت 2003
“المسابقة الدولية” : تضم 19 شريطا روائيا طويلا
“مسابقة الفيديو”: تشارك فيه أشرطة فيديو أو إنتاج رقمي
“بياتزا غراندي”: مجموعة من الأشرطة المختارة تعرض للجمهور في ساحة المدينة الرئيسية
“سينمائيو الحاضر”: مجموعة من الأشرطة الأكثر تجريبية
“باردي” الغد: أشرطة المواهب الشابة
“أسبوع النقاد”: عرض 7 أشرطة وثائقية من اختيار الجمعية السويسرية للصحافيين السينمائيين
“تسميات سويسرية” : عرض لأفضل الإنتاج السينمائي السويسري على المشترين الأجانب
“مراجعات”: وتُخصص هذا العام لاستكشاف العلاقة بين السينما وموسيقى الجاز من خلال 116 شريطا
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.