موجة نزوح من دارفور إلى تشاد
أعربت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن قلقها بخصوص تزايد أعداد اللاجئين السودانيين الفارين من منطقة غرب دارفور إلى المناطق الحدودية مع تشاد.
فقد بلغ عدد اللاجئين منذ تجدد القتال في المنطقة في فبراير 2003، أكثر من 95 ألف، عبر 30 ألف منهم الحدود في شهر ديسمبر الماضي فقط.
قدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء في جنيف عدد اللاجئين السودانيين الذين فروا من منطقة غرب دارفور إلى المناطق الحدوية مع تشاد بأكثر من 95 ألف لاجئ منذ اندلاع المواجهات المسلحة في المنطقة في شهر فبراير 2003.
واعتبر رون ريدموند، الناطق باسم المفوضية، أن ما يحدث على طول الحدود المشتركة بين السودان وتشاد الممتدة على طول 600 يلومتر يعد جانبا من “الحالة الطارئة المخفية عن الأنظار، والتي تدعو إلى القلق والاهتمام”.
وكشف إحصاء أجري في شهر ديسمبر الماضي عن نزوح أكثر من 30 ألف لاجئ سوداني من الذين استوطنوا في عشرات المخيمات الصغيرة التي تتعرض بشكل مستمر لسطو واعتداء قطاع الطرق والمجموعات المسلحة المختلفة.
وقد دفعت هذه الوضعية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى منح الأولوية لإقامة مخيمات آمنة لتوطين هؤلاء اللاجئين السودانيين داخل الأراضي التشادية.
مخيمات داخل تشاد
وطبقا للمعلومات التي أوردها الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يعمل فريق الإغاثة الطارئة التابع للمفوضية والموجود على عين المكان على الإعداد لتوطين هؤلاء اللاجئين في مخيمات آمنة ابتداء من منتصف شهر يناير الحالي.
وسيتم، بالاشتراك مع هيئة الإغاثة الألمانية GTZ، تشييد أول مخيم في منطقة فرشانة التي تبعد حوالي 55 كيلومتر عن الحدود السودانية- التشادية، والذي من المتوقع أن يشرع في استقبال حوالي 9000 لاجئ في غضون الأيام القليلة القادمة.
كما يقوم الفريق الهولندي لمنظمة “أطباء بلا حدود” بالسهر على تطهير المياه، في الوقت الذي أعدت فيه المفوضية أكثر من ألفي خيمة لإيواء هؤلاء اللاجئين. وقد وقع الإختيار على منطقتي آدري وجرادة الواقعة داخل التراب التشادي لإقامة المزيد من المخيمات الآمنة.
في انتظار إعادة التوطين
وفي انتظار توفير مخيمات آمنة لهؤلاء اللاجئين، قدّمت المفوضية المساعدات الطارئة للمجموعات المتمركزة على طول الحدود في ظروف أمنية غير ملائمة. فقد شرعت يوم الجمعة الماضي في المرحلة الأولى من هذه المساعدة الطارئة في مناطق بيراك، وسينيتي، وفيجيرا بمحافظة بيراك.
وقد تم لحد يوم الاثنين توزيع مواد إغاثة طارئة متكونة من فراش للنوم وخزانات للمياه ومواد للطبخ، وزعت على حوالي 13250 من اكثر اللاجئين تضررا، أغلبهم من النساء والأطفال.
وقد نقلت المفوضية عن اللاجئين شهادات تشير إلى تعرض سكان القرى إلى عمليات نهب من قبل الجماعات المسلحة وسرقة لما لديهم من ممتلكات وأبقار. وقد تكدست هذه الأعداد من اللاجئين على طول الحدود في مخيمات صغيرة أقاموها مما توفر لديهم من مواد.
لذلك، تنظر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى عملية إعادة التوطين على أنها عملية واسعة النطاق تتطلب إقامة مخيمات آمنة قبل نقل هؤلاء اللاجئين إليها على متن الشاحنات، وتسجيلهم، وإجراء الفحوصات الطبية عليهم، وتوفير ظروف جمع الشمل العائلي لهم.
وجدير بالذكر أن محافظة غرب الدارفور تعرف تجدد قتال منذ انهيار جهود السلام التي توسطت فيها دولة تشاد في شهر فبراير من العام الماضي، وهذا التجدد للقتال في منطقة غرب الدارفور أدى إلى نزوح أكثر من 670 ألف شخص إلى مناطق أخرى في داخل السودان.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.