نتائج جيدة للتجارة النزيهة في سويسرا
التجارة النزيهة، مفهوم وافد على سويسرا. لكنه تمكن من اقناع كبريات الشركات وقطاع لا باس به من الجمهور بأهميته ومنافعه مثلما تؤكد نتائج عام الفين.
منذ ان اقدمت مؤسسة “ماكس هافلار” على عرض منتجات زراعية بمواصفات محددة، تلتزم بما اصبح يعرف بقواعد التجارة النزيهة مع بلدان الجنوب في السوق السويسرية، تطورت رؤية السويسريين وزاد اقبالهم على اقتناء هذه المنتوجات.
يوم الثلاثاء، عرضت المؤسسة نتائج انشطتها لعام الفين، التي اظهرت تطورا ايجابيا لرقم معاملاتها، الذي زاد عن اثنين وستين مليون فرنك، وهو ما عزز موقع هذه المؤسسة الرائد في مجال المبادلات النزيهة مع بلدان الجنوب.
المواد التي تشرف المؤسسة على انتاجها في عدد من بلدان امريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا، والتي تروج في سويسرا من طرف كبريات محلات التوزيع التجارية، تتركز الى حد الان على القهوة والموز والسكر ومستخلصات عصير البرتقال والكاكاو.
الكمية الاجمالية للمبيعات من هذه المواد الحاملة لعلامة مؤسسة ماكس هافلار، بلغت في عام الفين ستة عشر الف ومائة وواحد واربعين طن بزيادة سبعة فاصل اربعة في المائة عن عام تسعة وتسعين.
وتتميز المنتوجات الزراعية التي تروجها المؤسسة في سويسرا، بانها بيولوجية ونزيهة، أي ان المزارعين الذين تتعاقد معهم مؤسسة ماكس هافلار، يلتزمون بالابتعاد عن استعمال المبيدات الحشرية والمواد الكيماوية الخطيرة في زراعتها، كما يتعهدون بمراعاة الحدود الدنيا لحقوق الفلاحين العاملين لديهم المادية والمعنوية.
مبيعات مؤسسة ماكس هافلار في الاسواق السويسرية، بلغت قيمتها عام الفين ثمانية عشر مليون فرنك تمتع بها المنتجون الذين لو قاموا بتسويق نفس الكمية من المنتوجات عن طريق الموزعين التقليديين، لحصلوا على مبلغ يقل باربعين في المائة عن النتيجة المسجلة عام الفين.
وعلى الرغم من ان هذه النتيجة تعتبر ثورة في مجال العلاقة بين منتجي الجنوب ومستهلكي بلد من بلدان الشمال، الا ان المسوؤلين في مؤسسة ماكس هافلار عبروا عن اسفهم للضغوط الشديدة التي تعرضت لها اسعار بعض المنتوجات العام الماضي، حيث ان المداخيل بالنسبة للبن والموز والسكر على سبيل المثال، لم تكن كافية لتغطية تكاليف انتاجها.
وقد ادى التراجع الكبير في اسعار هذه المواد الى افلاس الاف صغار المزارعين واصحاب عدد كبير من مزارع البن والكاكاو في امريكا اللاتينية وافريقيا، حيث تراجع سعر الكيلوغرام من حبوب البن في موفى عام الفين الى فرنكين ونصف، وهو نصف السعر الذي كان معمولا به في نهاية عام تسعة وتسعين.
يبقى في الاخير ان تجربة مؤسسة ماكس هافلار، التي انطلقت متواضعة جدا في منتصف التسعينات بسويسرا، لا زالت تقيم الدليل على امكانية تجارة متوازنة بين الشمال والجنوب، يحصل فيها المنتجون والمزارعون على سعر مناسب يسمح بتغطية افضل للتكاليف ويقتني فيها المستهلكون مواد نظيفة وبيولوجية وباسعار معقولة، تزيد قليلا عن سعر السوق، لكنها لا تثقل جيوبهم.
سويس اينفو مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.