مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نتانياهو يندد بـ”وحوش” حماس بعد تسلّم إسرائيل جثامين أربع رهائن

afp_tickers

ندّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الخميس بـ”وحوش” حماس بعد مراسم تسليم جثامين أربعة رهائن في غزة، من بينهم ثلاثة من أفراد عائلة بيباس الذين أصبحوا رمزا للصدمة التي عرفتها الدولة العبرية جراء هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وعلى عكس المشاهد الاحتفالية التي طبعت عمليات تسليم الرهائن الأحياء السابقة، ساد الوجوم والحزن في إسرائيل هذه المرة. ومساء الخميس التزم الآلاف في “ساحة الرهائن” في تلّ أبيب دقيقة صمت حدادا.

ومساء اليوم ذاته، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن انفجار ثلاث عبوات ناسفة في حافلات في وسط البلاد، مؤكدة العمل على تفكيك اثنتين أخريين.

واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس “منظمات فلسطينية إرهابية” بالوقوع خلف هذه التفجيرات التي لم يفد على إثرها عن وقوع إصابات.

وقال كاتس في بيان “في ضوء محاولات الهجمات الخطرة في منطقة غوش دان من قبل منظمات فلسطينية إرهابية ضد السكان المدنيين في إسرائيل”، أعطى توجيهاته إلى الجيش بـ”تكثيف العمليات لمكافحة الإرهاب في مخيم طولكرم وكل مخيمات اللاجئين” في الضفة الغربية التي تحتلها الدولة العبرية.

وكان نتانياهو كرر في وقت سابق الخميس وعيده بـ”القضاء” على حماس.

وقال “إننا جميعا غاضبون من وحوش حماس”، مضيفا “سنعيد جميع رهائننا، وسنقضي على القتلة، وسنقضي على حماس، ومعا… سنضمن مستقبلنا”.

وصباح الخميس، عرض مقاتلون ملثّمون ومسلّحون على منصة في خان يونس في جنوب قطاع غزة أربعة توابيت سوداء حمل كل منها صورة لأحد الرهائن. ونصبت لافتة تمثّل نتانياهو كمصاص دماء.

ونقلت التوابيت من ثم إلى مركبات رباعية الدفع تابعة للصليب الأحمر الدولي غادرت الموقع بعد ذلك. وقد تجمع مئات الأشخاص في المكان لمتابعة عملية التسليم وراء حواجز.

وندّدت الحكومة الإسرائيلية بالطريقة التي قامت بها حماس بإعادة الجثامين.

وقال المتحدث باسمها ديفيد مينسر “حماس ليست حركة مقاومة. حماس عقيدة موت تقتل، تعذّب، وتستعرض الجثث”.

كما وصفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ترتيبات حماس بأنها “مشينة وقاسية”. 

بدورها، رأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تشرف على التبادل أنّ هذه العمليات “ينبغي أن تُنفّذ… في إطار من الخصوصية من باب احترام الموتى وذويهم المكلومين”.

وبحسب حماس، تعود الجثث الى الطفلين أرييل وكفير بيباس اللذين كان عمرهما أربع سنوات وتسعة أشهر على التوالي عند خطفهما في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 فضلا عن والدتهما شيري بيباس، وعوديد ليفشيتز الذي كان في سن الثالثة والثمانين وقت الهجوم.

ونقلت الجثامين إلى المعهد الوطني للطب الشرعي في تل أبيب حيث “ستخضع لإجراءات للتعرّف عليها”، وفق الجيش.

ولاحقا، أفاد منتدى عائلات الرهائن عن تلقيه تأكيدا من السلطات بأن عوديد ليفشيتز هو من بين الجثامين الأربعة.

ويواصل معهد الطب الشرعي مواصلة العمل على تحديد هويات الجثث الثلاث. 

وقال مديره شين كوغل “نحن نعمل منذ هذا الصباح لتوفير إجابات قاطعة للعائلات. يواصل فريق المعهد الوطني للطب الشرعي إجراءات التحديد”.

وأشار كوغل إلى أن ليفشيتز الذي كان في الثالثة والثمانين من العمر عند خطفه أثناء هجوم حماس، قتل في الأسر.

وسلّمت الجثث الأربع في مقابل الإفراج عن فلسطينيين مسجونين في إسرائيل ستطلق سراحهم الدولة العبرية السبت، وذلك تنفيذا لاتفاق التهدئة الساري بين الطرفين في قطاع غزة.

وأكدت حماس أنها قدمت للرهائن “ما نستطيع، وتعاملنا معهم بإنسانية، لكنّ جيشهم قتلهم مع آسريهم”.

– “انتصار الشعب الفلسطيني” –

ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير بعد حرب استمرّت 15 شهرا اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب الدولة العبرية.

وكانت حماس أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 مقتل شيري بيباس وطفليها في قصف إسرائيلي، لكنّ الدولة العبرية لم تؤكد ذلك بتاتا.

وكانت أسرة بيباس المكوّنة من الطفلين ووالدتهما ووالدهما ياردين اختطفت بأكملها في 7 تشرين الأول/أكتوبر من كيبوتس نير عوز المحاذي لقطاع غزة.

وفي الأول من شباط/فبراير الجاري، أطلقت حماس سراح والد الطفلين، ياردين بيباس (35 عاما).

وكانت حماس نشرت صورا للأم مذعورة وهي تحتضن طفليها أمام منزلهم خلال الهجوم. وانتشرت الصور حول العالم.

وأثار نبأ تأكيد مقتل الأم وطفليها غضبا وحزنا عارمَين داخل إسرائيل وخارجها.

وكفير بيباس كان الأصغر من بين 251 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجومها.

وقبل تسلّم الصليب الأحمر الجثث، كان هناك 70 رهينة محتجزين في غزة، بينهم 35 على الأقلّ لقوا مصرعهم، وفقا للجيش الإسرائيلي.

ومنذ سريان وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه بوساطة ثلاث دول هي قطر ومصر والولايات المتحدة، تم إطلاق سراح 19 رهينة إسرائيليا من غزة مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني خرجوا من سجون إسرائيل، وذلك بمعدل عملية تبادل واحدة كلّ أسبوع.

وهي المرة الأولى التي تسلم فيها حماس جثث رهائن.

وتجمّع المئات فجر الخميس في مدينة خان يونس لمتابعة عملية التسليم.

وقال تهاني فياض (40 عاما) الذي كان بين هؤلاء، إنّ هذه العملية “تأكيد على انتصار الشعب الفلسطيني ودليل على أنّ الاحتلال لن يهزمنا”. 

– “مماطلة” –

وكما جرى خلال عمليات إطلاق سراح الرهائن السابقة، بدا المشهد منظما بعناية، مع إقامة منصة في مقبرة “شهداء بني سهيلة” في بلدة بني سهيلة شرق خان يونس، حيث انتشر عشرات من عناصر كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب المجاهدين.

ومن المتوقع أن تطلق حماس سراح ستة رهائن أحياء السبت.

وينصّ اتفاق التهدئة في مرحلته الأولى التي تنتهي في الأول من آذار/مارس على أن تطلق حماس سراح 33 رهينة، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 معتقل فلسطيني محتجزين في سجونها.

وقالت حماس الأربعاء إنها مستعدة لأن تفرج “دفعة واحدة”، وليس على دفعات متتالية، عن كل الرهائن الذين ما زالوا محتجزين، وذلك خلال المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة التي يفترض أن تبدأ في الثاني من آذار/مارس.

ومساء الخميس، اتّهمت حماس نتانياهو بـ”المماطلة” في مفاوضات المرحلة الثانية.

وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان “نتنياهو يماطل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار”، مضيفا “مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ عمليا، وجاهزون للانخراط فيها حسب ما نصّ عليه الاتفاق”.

ويفترض بهذه المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة أن تنهي الحرب بشكل كامل في غزة، لكنّ المفاوضات بشأنها لم تنطلق بعد إذ تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بانتهاك المرحلة الأولى. 

أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فتتمحور حول إعادة إعمار قطاع غزة المدمّر.

وأسفر هجوم حماس على إسرائيل عن مقتل 1211 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية. 

وردّا على الهجوم شنّت إسرائيل حربا أسفرت عن تدمير القطاع بأكمله وخلّفت ما لا يقلّ عن 48319 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس والتي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقا بها.

سج/بم-الح-غ ر-ناش-كام/بم

قراءة معمّقة

فقدان الوزن

المزيد

شركات سويسرية متعددة الجنسيات

أدوية إنقاص الوزن … صدام بين وسائل الإعلام والهيئة السويسرية لمراقبة المنتجات العلاجية                             

طالع المزيدأدوية إنقاص الوزن … صدام بين وسائل الإعلام والهيئة السويسرية لمراقبة المنتجات العلاجية                             

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية