نتيجة الإستفتاء لم تُـحـسـم بـعـدُ
تؤيد أغلبية من السويسريين اتفاقية حرية تنقل الأفراد بين سويسرا ودول الإتحاد الأوروبي الجديدة، لكن نتيجة التصويت على الاستفتاء المقرر إجراؤه يوم 25 سبتمبر المقبل لازالت غير واضحة.
هذا ما أظهرته نتائج أخر استطلاع للآراء أجراه معهد GfS لسبر الآراء بتكليف من هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.
أظهرت نتائج الاستطلاع الثالث والأخير للآراء، المنشور قبل أسبوعين فقط من موعد الاستفتاء المقرر في 25 سبتمبر، أن المؤيدين لاتفاقية حرية تنقل الأفراد بين سويسرا ودول الإتحاد الأوروبي الجديدة بدأوا في إحراز نقاطً إيجابية، وإن كان ذلك بصورة طفيفة. في المقابل، فإن الفجوة الضيقة بين الجانبين تعني أن لا أحدً منهما تمكن حتى الآن من الانتصار.
فوفقاً لنتائج سبر الآراء الأخير، قال 50% من المستجوبين إنهم سيصوتون بنعم على الاتفاقية، في حين قال 38% إنهم سيصوتون بلا، لكن 12% منهم قالوا إنهم لم يقرروا بعد موقفهم منها.
وكان أول سبر للآراء، والذي أجري في بداية شهر يوليو الماضي، قد أظهر أن 43% من المستجوبين يؤيدون توسيع حق حرية تنقل الأفراد إلى الدول الجديدة المنضمة إلى الإتحاد الأوروبي. ثم ارتفعت هذه النسبة إلى 49% في السبر الثاني الذي أجري في شهر أغسطس، واستقرت في منتصف شهر سبتمبر الجاري على 50%.
أما الجبهة المعارضة، فقد بدأت بنسبة 40% في شهر يوليو، وانخفضت في شهر أغسطس بمقدار 3%، ثم ارتفعت بصورة طفيفة هذا الشهر لتستقر في حدود 38%.
إلا أن نسبة الأشخاص الذين لم يقرروا موقفهم انخفضت بصورة متوالية في استطلاعات الرأي الثلاثة: من 17% في شهر يوليو إلى 15% في شهر أغسطس ثم إلى 12% في شهر سبتمبر.
“أقل عاطفية”
ويقول المختصون في معهد GfS لسبر الآراء إن الدعم للاتفاقية قد زاد لأن الحملة أصبحت أقل عاطفية.
كما أن ردود الفعل الغاضبة، التي أثارتها تعليقات مسؤولة رفيعة في الإتحاد الأوروبي قبل سبر الآراء الأول في شهر يوليو الماضي، قد تراجعت حدتها هي الأخرى.
وكان الكثير من السويسريين قد انزعجوا عندما قالت مفوضة الإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، بينيتا فيريروا – فالدنر، إن على الناخبين السويسريين أن يوافقوا على هذه الإتفاقية إذا أرادوا أن يكونوا جزءا من المجال الأوروبي المفتوح.
وكان السويسريون قد صوتوا بنعم في شهر يونيو الماضي على إتفاقية شينغين ومعاهدة دبلين، الداعية إلى المزيد من التعاون الأمني وفي مجال اللجوء بين سويسرا والإتحاد الأوروبي.
ويقول معهد GfS إن تعليقات السيدة فيريروا – فالدنر تزامنت مع أعلى انخفاض طرأ على جبهة المؤيدين للمعاهدة (39%)، لكن الحملة ركزت منذ ذلك الحين على القضايا العملية مثل الهجرة والأجور والإقتصاد، والتي كانت لصالح جبهة التصويت بـ”نعم”.
صورة عن الناخبين
يعطي سبر الآراء الأخير صورة واضحة عن نوعية الناخبين الذين سيصوتون على الأرجح بنعم أو بلا على توسيع اتفاقية حرية تنقل الأفراد، لتشمل الدول الأوروبية الجديدة التي انضمت أخيراً إلى الإتحاد الأوروبي.
فهي تظهر أنه كلما كان الناخب قريباً إلى طرف اليمين على الساحة السياسية كلما ازدادت معارضته للاتفاقية.
وهو أمر يتماشى مع المشهد السياسي في سويسرا؛ إذ من بين الأحزاب الأربعة الرئيسية الممثلة في الحكومة الفدرالية، سجل ناخبو الحزب الاشتراكي أعلى نسبة تأييد للاتفاقية بلغت 78%، على حين لم يؤيدها من حزب الشعب السويسري اليميني سوى 11%.
وعلى نفس الصعيد، أظهرت نتائج الإستطلاع أن الناخبين في المناطق السويسرية الناطقة بالفرنسية والمناطق الحضرية والحاصلين على نسبة أعلى من التعليم أكثر ميلاً إلى التصويت بنعم على هذه الخطوة.
نتيجة غير مؤكدة
رغم ذلك، حذر معهد سبر الآراء من أن استطلاع يوم الأربعاء 14 سبتمبر لا يعني التنبؤ بنتيجة تصويت يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وتشير خبرة الأعوام السابقة إلى أن المعارضين عادة ما يتلقون زخماً قبل فترة قصيرة من يوم التصويت، وهو ما أظهرته نتائج الاستفتاء على معاهدات شنغن ودبلن. ففي أخر سبر للآراء أجري قبل التصويت عليها، عبر 55% من المستجوبين عن تأييدهم لها في مقابل 35% ممن رفضوها. وكانت النتيجة الفعلية أن 55% وافقوا عليها بالفعل، لكن 45% صوتوا عليها بلا.
وخلص معهد Gfs لسبر الآراء إلى أن الفارق بين الجبهتين والبالغ 12% يظل ضئيلاً للغاية، وهو ما يعني أن “النتيجة تبقى مفتوحة على مصراعيها”.
سويس انفو
نتائج أخر استطلاع للرأي العام لمؤسسة GfS لسبر الآراء:
50% أيدوا الإتفاقية
38% أعلنوا رفضهم لها
12% لم يقرروا بعد موقفهم
نسبة المشاركة في سبر الآراء 53%
تم إجراء سبر الآراء في الفترة الممتدة من 5 إلى 10 سبتمبر 2005.
تم استطلاع أراء 1202 شخص، 300 منهم مقيمون في المناطق الناطقة بالفرنسية، و301 منهم في المناطق الناطقة بالإيطالية، و601 منهم في المناطق الناطقة بالألمانية.
نسبة الخطأ المحتمل في النتائج هي زائد أو ناقص 3.5%.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.