ندوة دولية حول المفقودين
تنظم سويسرا بالاشتراك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ندوة دولية للخبراء المهتمين بقضايا المفقودين بهدف تطوير آليات البحث عنهم والحد من هذه الظاهرة.
الندوة التي تحتضنها جنيف ما بين 19 و21 فبراير القادم، ستعقد بحضور أكثر من 300 خبير يمثلون الحكومات والمنظمات الدولية وغير الحكومية وعائلات المفقودين.
تحت إدارة مشتركة للحكومة السويسرية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تم توجيه دعوة لأكثر من 300 خبير لعقد ندوة دولية أولى من نوعها ما بين 19 و21 من شهر فبراير القادم للنظر في قضية المفقودين في العالم إما من جراء صراع مسلح دولي او نتيجة نزاعات داخلية.
وسوف تعمل الندوة على الإستفادة من جهود الحكومات والمنظمات الأممية وغير الحكومية وممثلي قوات الجيش والأخصائيين العاملين في ميدان المفقودين (كالأطباء الشرعيين ونشطاء حقوق الإنسان)، وبمشاركة ممثلين عن عائلات المفقودين من شتى انحاء العالم، على تطوير آليات جديدة تساعد على حل مشاكل المفقودين ومساعدة العائلات التي تعاني من هذه الظاهرة.
تفاقم الظاهرة
في المقابل، تعترف رئيسة قسم المفقودين باللجنة الدولية للصليب الأحمر السيدة دانييل كوكوز بأن “العدد يمكن تقديره بالملايين إذا ما نظرنا إلى عدد المفقودين في القرن العشرين”. وترى السيدة كوكوز بان أن توقيت عقد هذه الندوة الدولية اليوم “يمليه تعاظم ظاهرة المفقودين، وقلة تحقيق نتائج في البحث عنهم رغم الجهود المبذولة، ونقص الإرادة السياسية للإعتراف بوجود مفقودين والبحث عنهم، ونقص المعرفة في هذا الميدان المرفق بقلة الموارد المسخرة لهذا الغرض”.
ويكفي أن نشير إلى أن صراعات مسلحة (وأغلبها داخلية) خلفت أكثر من 100 ألف مفقود في رواندا، وحوالي 17 ألف حالة في البوسنة وأكثر من 8000 حالة في سريلانكا، و6000 في بيرو.
وعلى الرغم من تخصيص الندوة مجالا للجان الوطنية للحديث عن قضاياها الخاصة مثل المفقودين الكويتيين في العراق، فإن المسؤولة باللجنة الدولية لم ترغب في تقديم أرقام أو إحصائيات عن “النقاط السوداء” في العالم العربي من حيث ظاهرة المفقودين.
كما ترى أن التمثيل الفلسطيني في الندوة سوف لن يخلق مشكلة كالتي تعرفها عادة الندوات الدبلوماسية لحركة الهلال والصليب الأحمر “نظرا لكون الندوة هي التي ستوجه دعوات للخبراء” حسب قولها. ومن غير المعروف لحد الآن ما إذا كان خبراء فلسطينيون سيشاركون في الندوة في حين تم تأكيد حضور خبير إسرائيلي.
معايير جديدة
إذا كانت هذه الندوة التي تنوي اللجنة الدولية تنظيمها حول المفقودين، ترتكز على أسس قانونية في مجالي القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي مثل معاهدات جنيف، فإنها تهدف للخروج بتصورات قد تقود في المستقبل إلى إبرام معاهدة دولية حول المفقودين. كما تهدف إلى تحديد معايير دولية تتعلق بتوزيع المسؤوليات عند البحث عن المفقودين، وتحديد معايير علمية مشتركة ومتفق حولها في مجال تشريح الجثث للتعرف على هوية المفقودين.
لكن الأهم في ندوة جنيف، قد يكمن في إعطاء عائلات المفقودين دعما معنويا، ومساعدتهم على تأسيس هيئات دولية قادرة على مساعدتهم على مواجهة رفض السلطات المحلية والوطنية الاعتراف بحقهم الشرعي في التعرف على مصير ذويهم سواء كانوا أحياء أم أمواتا. وهذه المرحلة الأولية التي يصطدم بها أهالي المفقودين في بداية المأساة هي أصعب مرحلة تعترضهم نظرا لنقص الخبرة في التعامل مع المشكلة ولكون مسعاهم يقابل غالبا برفض وتكذيب السلطات.
ولتمكين الندوة من مشاركة خبراء لهم خبرة في الميدان ومن مختلف التنظيمات والفئات، أجرت اللجنة الدولية اتصالات مكثفة على نطاق واسع اختارت بعدها توجيه الدعوة لمن ترى أنهم قادرون على إثراء هذه المحاولة الأولى الهادفة إلى معالجة مأساة إنسانية ظلت مهمشة إلى حد اليوم.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.