“نستلي” تتحصَّنُ ضد تُهم العمل القسري
بعد تأكيد سجينةٍ صينية سابقة بأنها صنعت خلال فترة اعتقالها دُمى أوصت عليها مجموعةُ "نستلي" السويسرية الدولية العملاقة للمأكولات والمشروبات والأغذية الصحية، لم تكتف "نستلي" بنفي النبأ بل اتخذت إجراءات قانونية لحماية نفسها من تُهمة اللجوء للعمل القسري في الصين.
قامت مُؤخرا مجمُوعةُ “نستلي” بإضافة بُندٍ جديد في العُقود المُبرمة مع شركائها في الصين. وقد يبدو هذا البُند تافها لكنه إجراء وقائي من مشكلة قد يُواجهها عدد من الشركات الأجنبية النشيطة في هذا البلد الآسيوي ألا وهي لجوءُ وُسطاء محليين إلى العمل الإجباري داخل مُعسكرات الاعتقال لحساب الشركات الأجنبية دون علمها.
ويشرح المُتحدث باسم مجموعة “نستلي” في مدينة فوفي (Vevey) السويسرية فرانسوا غزافيي بيرو أنه من الآن فصاعدا سيتعين على أي شريك رست عليه مناقصةٌ لطلب بضاعة ما أن يحصل على موافقةٍ رسمية من “نستلي” قبل التعامل مع أي مُتعاون آخر. بعبارة أخرى، تسعى المجموعة الدولية الى تفادي الوقوع في فخ ينصبه لها أحد شركائها الصينيين. لكن ما الذي أوصل الأمور إلى هذا الحد من التخوف والحذر؟
نستلي أوصت بالفعل على الدمى…لكن
الحكايةُ بدأت في شهر ديسمبر كانون الأول الماضي عندما نشرت إحدى صُحف مَدينة سيدني تصريحات لمُعتقلة صينية سابقة تلجأ في استراليا حاليا، مفادها أنها قضت ساعات طويلة أثناء فترة اعتقالها التي استغرقت اثني عشر شهرا في إحدى السجون جنوب بيجين، في حشو دُمى على شكل أرانب أوصت عليها مجموعة “نستليه” على حد مزاعمها.
وحكت السيدة جينفير زينغ البالغة من العمر خمسة وثلاثين عاما أنها أُجبرت وعدد من الأسيرات الأخريات على حشو هذه الدمى طيلة أيام الأسبوع في ظروف قاسية مُقابل ست سانتيمات للدُّمية الواحدة.
اعترافات هذه السيدة ونشر أقوالها في الصحف أثار قلق “نستليه” التي لم تتردد في الإقرار بأنها أوصت بالفعل العام الماضي شركة صناعة لعب الأطفال الصينية (MiQi toys) بتزويدها بـ110000 دُمية تجسد أرانب في إطار حملة دعائية لمشروبات نسكويك Nesquick في الصين.
وشرح المتحدث باسم “نستلي” السيد بيرو أن الشركة الصينية المذكورة تُصدر مُنتجاتها لمختلف دول العالم وأنها “خضعت لمُراقبة قانونية من قبل أجهزة نستلي”. ولإزالة أي شك ولُبس، كلفت “نستلي” في بداية العام الجاري مُستشارا مُتخصصا مُستقلا للتحقيق في الأمر مُذكرة أن “العمل القسري أو الاضطراري في السجون يتنافى ومبادئ المجموعة”.
التحقيقات انتهت والشكوك بقيت
وبعد إجراءات التمحيص والتدقيق في مقر شركة صناعة اللعب الصينية، استنتج مُحقق “نستلي” أن شركة (MiQi toys) صنعت الدُّمى في معملين أحدهما في مدينة كينغ داو والثاني في العاصمة بيجين تحت الإشراف المباشر للشركة. واستخلص المُحقق أن ورش العمل في المعمل الأول تتوفر على اليد العاملة الخاصة بها. وبالنسبة للمعمل الثاني في بيجين فقد أكد مدير الشركة لـ”نستليه” أن “كافة الدّمى صنعت من طرف عُماله”.
من جهتها، أوضحت وزارة العدل الصينية للمجموعة السويسرية أن نتائج تحقيق أجراه مكتب إعادة تأهيل الأسرى في بيجين كشفت انه لم يتم أبدا صناعة دُمى لتلبية طلبٍ لـ”نستلي” من قبل المكتب. وعلى الرغم من هذه التحقيقات التي لم تجد دلائل لإدانة الشركة الصينية، قررت المجموعة السويسرية تعزيز عقودها في الصين بالبند الجديد.
السيدة الصينية رحبت برد فعل “نستلي” لكنها أعربت عن شكها بفعالية التحقيق الذي قامت به المجموعة وعن عدم ثقتها في وزارة العدل الصينية خاصة بعد اعتقالها لمدة سنة دون محاكمة وبعد خروجها من السجن دون تلقي سنتيم واحد حسب تصريحاتها للصحافة الدولية والسويسرية.
وما يُعزز مزاعم السيدة زينغ رفض شركة صناعة اللعب الصينية استقبال الصحافيين وامتناعها عن تحديد العنوان المضبوط لمعملها في بيجين!
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.