نصف العاطلين عن العمل في العالم.. شباب
أصدر مكتب العمل الدولي تقريرا حول البطالة في العالم يشير الى بلوغ أرقام قياسية في عام 2005 تفوق 190 مليون عاطل عن العمل نصفهم من الشباب ما دون الخامسة والعشرين.
ويعتبر الشرق الأوسط وشمال افريقيا المنطقة التي بها أكبر نسبة بطالة في العالم بحيث تفوق 13،2% من مجموع اليد العاملة.
يشير التقرير الأخير لمكتب العمل الدولي حول البطالة، الصادر يوم 24 يناير 2006 في جنيف، إلى أن نسبة البطالة بلغت أرقما قياسية جديدة في عام2005، وأن النمو الاقتصادي الهام لا يكفي وحده لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتوافدة على سوق العمالة سنويا، وبالأخص في صفوف الشباب الباحث عن عمل والذي تعرف أعدادهم ارتفاعا متزيدا.
ويضيف التقرير أن تعاقب الكوارث الطبيعية وارتفاع أسعار الطاقة بشكل لم يسبق له مثيل كلها عوامل ستزيد من تعقيد فرص توفير مواطن شغل جديدة بإمكانها أن تحل مشكلة البطالة أو تخفف منها في المستقبل.
الكمية والنوعية
تشير الإحصائيات الرسمية للبطالة في العالم، كما ورد في التقرير، إلى أن عدد العاطلين عن العمل في العالم يناهز 191،8 مليون شخص، أي حوالي 6،3% من مجموع السكان. وقد عرفت نسبة البطالة ارتفاعا منذ عام 2004 بحوالي 2،2 مليون شخص وأكثر من 34 مليون شخص منذ عام 1995.
لكن إذا كانت زيادة نسبة البطالة متواضعة مقارنة مع عدد العاملين الذين يصلون الى سوق العمل سنويا، فإن نسبة العاملين الفقراء في زيادة مستمرة مما جعل التقرير يشدد على أن هناك حوالي 500 مليون عامل يعيشون ما دون مستوى الفقر، حوالي 14،5 مليون منهم لا يتعدى دخلهم دولارا واحدا للفرد وفي اليوم.
ويرى تقرير منظمة العمل الدولية أننا عدنا إلى مستوى ما قبل عشرة أعوام بحيث نجد أن من بين 2،8 مليار عامل في العالم هناك 1،4 مليار عامل يوجدون في مستوى الفقر بحيث لا يتعدى دخلهم 2 دولار في اليوم.
وهو ما دفع المدير العام لمنظمة العمل الدولية خوان صومافيا إلى القول “إننا اليوم في مواجهة أزمة شاملة ذات أبعاد كبيرة في ميدان العمل”.
أرقام قياسية في الشرق الأوسط وشمال إفريـقيا
إذا كانت منطقة أمريكيا اللاتينية هى التي سجلت أكبر نسبة زيادة في عدد العاطلين عن العمل في عام 2005، فإن منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط هي المنطقة التي بها أكبر نسبة بطالة في العالم مقارنة مع عدد السكان، أي في حدود 13،2 %.
ويشار الى أنها السنة الثانية التي تسجل فيها منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط أعلى نسبة بطالة في العالم بحيث كانت النسبة في عام 2004 في حدود 13،1%. ولم تسجل المنطقة العربية سوى تراجعا بنسبة 0،7% عما كانت عليه نسبة البطالة في عام 1995 لما كانت في حدود 14،3%.
كما تعرف المنطقة العربية ارتفاعا في نسبة الفقراء العاملين بحيث ارتفع عدد العاملين الذين لا يتعدى دخلهم دولارا واحدا للفرد في اليوم من 2،6 مليون شخص في العام 1995 الى 3،5 مليون في العام 2005.
وإذا كانت المنطقة العربية تعد من المناطق التي عرف فيها عمل النساء ارتفاعا ملحوظا، فإن النسبة تبقى من أدنى المستويات في العالم الذي يعرف متوسطا في حدود 40% من مجموع اليد العاملة. فد سجل العالم العربي في عام 2005 نسبة تشغيل للنساء في حدود 25% في القطاع ألفلاحي، و17،9% في القطاع الصناعي، و26،7 % في قطاع الخدمات.
ضرورة البحث عن إستراتيجية جديدة
مواجهة أزمة البطالة، وبالأخص بطالة الشباب، هي التي كانت محور تدخل مدير منظمة العمل الدولية السيد خوان صومافيا أمام قادة العالم المجتمعين في دورة هذا العام لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي. فقد وجه السيد صومافيا نداءا من أجل إعادة النظر في الاستراتيجيات المتبعة في مجال محاربة البطالة مقترحا:
إيجاد توازن بين السياسات الاقتصادية والسياسات الاجتماعية بالتركيز على توفير مواطن الشغل الجيد المحترم للكرامة الإنسانية. وحث السيد صومافيا على ضرورة تشجيع التنمية الاقتصادية التي توفر مواطن الشغل.
كما شدد السيد صومافيا على ضرورة تعزيز تكوين الشباب وهذا على مدى الحياة، إذ يعتبر أن تمكن المجموعة الدولية من تخفيض نسبة بطالة الشباب بالنصف قد يسمح للاقتصاد العالمي بتوفير أكثر من 2000 مليار دولار.
ومن التوصيات مراجعة إستراتيجية التنمية بحيث يجب التركيز على أعداد عمال القطاع ألفلاحي الذين يهجرون قراهم بحثا عن غد أفضل في المدن الكبرى جريا وراء سراب العيش السهل.
وقد حذر المدير العام لمنظمة العمل الدولية من “أن الأزمة الشاملة التي نعيشها اليوم في ميدان العمل تعد من أكبر الأزمات التي تهدد أمننا واستقرارنا اليوم”، مضيفا “إذا ما استمرينافي هذا النهج، فإن العالم سيجد نفسه في تشرذم أكبر، وأمام إجراءات وقائية، وصراعات متعددة”.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.