مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نـوفارتيـس: نحو صدارة الأدوية البديلة

سيتم دمج الشركتين الجديدتين في وحدة "ساندوز" التابعة لنوفارتيس، والتي قد يصبح إمكانها تشغيل زهاء 20 ألف شخص Novartis

ستتحول مجموعة "نوفارتيس" السويسرية الدولية للصناعات الصيدلية والكيماوية إلى رائدة عالمية في مجال الأدوية البديلة (جينيريك) بعد صفقتين ستكلفها زهاء 10 مليار فرنك.

فقد أعلنت “نوفارتيس” يوم الإثنين في بازل أنها اشترت المجموعة الألمانية “هيكزال” و67% من أسهم شركة “إيون لابس” الأمريكية.

بعد حصول الصفقتين على موافقة سلطات تقنين المنافسة في كل من ألمانيا والولايات المتحدة، سيتم دمج الشركتين المُكتسبتين في وحدة “ساندوز” (Sandoz) التابعة لنوفارتيس والمتخصصة في تصنيع الأدوية البديلة.

وتعني هذه العملية بلغة الأرقام ارتفاع رقم المبيعات السنوي لـ”ساندوز” إلى زهاء 6 مليار فرنك سويسري، مما قد يمكنها من تشغيل قرابة 20 ألف شخص.

مجموعة “نوفارتيس” أعلنت يوم الإثنين 21 فبراير الجاري أن شراءها لكل من مجموعة “هيكزال” الألمانية و67,7% من شركة “إيون لابس” الأمريكية كلفها 8,75 مليار ستدفعها نقدا لأسرة سترونغمان الألمانية التي تمتلك كامل أسهم “هيكزال” وثلثي أسهم “إيون لابس”.

وبفضل هاتين الصفقتين، ستنتزع نوفارتيس من المجموعة العملاقة الإسرائيلية “تيفا” الصدارة في مجال تصنيع الأدوية البديلة.

حضور أقوى وإنتاج متنوع

رئيس نوفارتيس دانييل فازيـلا أعرب عن اعتقاده في البيان الصادر عن المجموعة أن “الأدوية البديلة حاسمة لتلبية حاجيات المرضى في الدول الصناعية والدول النامية بسبب ضغط التكاليف المترتبة عن الطلبات المتزايدة من قبل الأشخاص المسنين”.

وأوضح السيد فازيـلا أن شراء “هيكزال” و”إيون لابس” سيعزز “الحضور الجغرافي” للمجموعة وتنوع إنتاجها. ويذكر أن نوفارتيس حاضرة بعدُ بقوة في سوق الأدوية البديلة من خلال وحدتها “ساندوز”، لكنها تواجه منافسة قوية في الولايات المتحدة وألمانيا.

وقد أدت تلك المنافسة خلال العام الماضي إلى سقوط أرباح الاستغلال في “ساندوز” بـنسبة لم تقل عن 50% لتصل إلى 235 مليون دولار مقابل رقم مبيعات بقيمة 3 مليار دولار.

ويضيف البيان أن ساندوز (نوفارتيس) ستصبح الأولى أو الثانية في قطاع الأدوية البديلة، خاصة في الولايات المتحدة وألمانيا، كما سيصبح لها حضور قوي آسيا وأمريكا اللاتينية.

آفاق نمو “قوية”

وترى نوفارتيس أن شراء لـ”هيكزال” و”إيون لابس” سيسمح لها بتوفير ما لا يقل عن 200 مليون دولار سنويا بعد مضي ثلاثة أعوام ابتداء من تاريخ اكتسابهما الفعلي.

وتعتزم نوفارتيس امتلاك كامل أسهم “إيون لابس” وطرح مناقصة علنية للشراء بسعر 31 دولار للسهم الواحد لبقية رأس مال هذه الشركة المُسجلة في سوق الأسهم الإلكتروني نازداك.

وستكلف هذه العملية نوفارتيس 1,17 مليار فرنك إضافية، مما سيرفع إجمالي نفقاتها المرتبطة بالصفقتين الجديدتين إلى زهاء 10 مليار فرنك.

وقد أوضحت المجموعة السويسرية الدولية في بيانها أن إلغاء مواطن العمل التي ستنجم عن إدماج “هيكزال” و”إيون لابس” في وحدة “ساندوز” سـ”يُُعوض جزئيا” بإنشاء فرص عمل في مواقع “ساندوز”. ويبدو أن آفاق النمو في هذه الوحدة التي خيـّبت آمال المحللين خلال عام 2004 باتت “قوية”.

يشار في هذا السياق إلى أن “هيكزال” تحتل المرتبة الثانية في ألمانيا في قطاع تصنيع الأدوية البديلة، بينما تُعد “إيون لابس” شركة تشهد نموا سريعا في مجال تقليد الأدوية التي لم تعد شهادة براءة اختراعها تستفيد من الحماية القانونية.

وقد حققت “هيكزال” في عام 2004 رقم مبيعات بلغ 1,65 مليار دولار بعدد عمال يناهز 7000 شخص. أما “إيون لابس” فسجلت مبيعات بقيمة 431 مليون دولار بفريق عمل يضم قرابة 500 شخص.

صفقتان مكلفتان جدا حسب الخبراء

وتؤكد نوفارتيس أن “ساندوز” ستتمكن، بفضل شراء الشركتين الألمانية والأمريكية من تغطية “تقريبا كافة الجزئيات الرئيسية التي ستفقد الحماية التي تضمنها لها شهادة براءة الاختراع في السنوات القادمة”.

وتقدر مبيعات سوق الأدوية البديلة بزهاء 69 مليار دولار بين عامي 2005 و2009. وتطمح “ساندوز” إلى مماثلة 100 منتوج سنويا.

وعن صفقتي نوفارتيس، أعرب خبراء اقتصاديون أن المجموعة السويسرية الدولية قامت بعمليتين محسوبتين من الناحية الاستراتيجية، لكنهما مكلفتين. فقد صرح هرناني دوفاريا، المحلل الاقتصادي لدى بنك كانتون زيورخ، أن الصفقتين “مفيدتان جدا” من وجهة نظر استراتيجية موضحا في المقابل أن ثمنهما “يفوق التقديرات”.

من ناحيتها، أعربت المحللة بريجيت كولوف من مصرف “سال أوبنهايم” عن اعتقادها أن نوفارتيس دفعت ثمنا يتجاوز بأربعة أضعاف رقم مبيعات الشركتين “هيكزال” و”إيون لابس” وبـ19,8 مرة نتائجهما الحالية. وقالت السيدة كولوف إن “الأضعاف المدفوعة مرتفعة للغاية وإنه لأمر مفاجئ أن تقدم المجموعة على هذه المشتريات في أسواق واجهت فيها توترات حول الأسعار”.

سويس انفو مع الوكالات

منذ نشأتها عام 1996 إثر اندماج “سيبا” و”ساندوز”، قامت مجموعة “نوفارتيس” بعميات شراء عديدة في مجال الأدوية البديلة.
كلفت العملية الأخيرة 8,75 مليار فرنك ستُدفع نقدا للأسرة الألمانية سترونغمان، مالكة مجموعة “هيكزال” وثلثي أسهم “إيون لابس”.
في عام 2004، بلغ رقم مبيعات مجموعة “هيكزال” 1,65 مليار دولار، وكانت تشغل قرابة 7000 شخص.
في عام 2004، بلغت مبيعات “إيون لابس” 431 مليون دولار، وكانت تغشل قرابة 500 شخص.
الأدوية البديلة هي نسخ من الأدوية الأصلية التي يمكن انتاجها وبيعها بأسعار أرخص بعد انهاء صلاحية شهادة براءة الاختراع
فرق الأسعار ناجم عن تكاليف البحث وتطوير الأدوية الأصلية
سعر الدواء البديل ينخفض إلى حد 20% مقارنة مع ثمن الدواء الأصلي

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية