نقص رجالي في سلك التعليم
تقول الرابطة السويسرية للمدرسين إن الحاجة تشتد للمزيد من المعلمين الذكور العاملين بوقت كامل في مدارس الكنفدرالية.
وتشير الرابطة إلى أن النسبة المرتفعة للمدرسات العاملات لوقت جزئي قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بسمعة المهنة في المستقبل.
تفيد الإحصائيات الرسمية لعام 1998/1999 الصادرة عن المكتب الفدرالي للإحصاء أن النساء يمثلن 71% من المعلمين في المدارس الإبتدائية وأكثر من نصف المدرسين في المعاهد الثانوية.
ويقول أنطون ستريتماتر من الرابطة السويسرية للمدرسين إن المنظمة منشغلة جدا بقلة أعداد الرجال الملتحقين بالمهنة لأن ذلك يعني خسارة حجم كبير من المهارات!
وقال ستريتماتر في تصريحات خاصة بسويس إنفو: “إننا نعتقد أن هناك عددا كبيرا من الرجال الذين يمكن أن يكونوا مدرسين جيدين لكنهم لا يرغبون – لأسباب متعددة – في أن يصبحوا معلمين. ونحن نعتقد أن هذا يمثل خسارة حقيقية لكفاءات واعدة”.
وأضاف: “لا يعني هذا أن النساء لا يقمن بعملهن بشكل جيد إلا أن عدم استعمال كمّ متاح من المهارات أمر غير محبّذ بالنسبة لأية مهنة.”
أضرار مرتقبة
من جهة أخرى، تشعر الرابطة أن الإرتفاع المطرد لنسبة النساء في سلك التدريس قد أثر سلبيا على مستوى الأجور وعلى سمعة مهنة التعليم بشكل عام.
ويضيف ستريتماتر بأن التاريخ أثبت أن المهن التي ترتبط تقليديا بالنساء عادة ما تتجه نحو التراجع على المستوى الإجتماعي. لذلك “نحن نخشى – إذا ما استمر عدد النساء الملتحقات بمهنة التدريس في التصاعد – من حدوث انعكاسات سلبية”.
وأوضح أن من بينها تصاعد الضغوط من أجل تقليص الأجور وظروف عمل أشد سوءا واللجوء المتزايد لأسلوب “العمل حسب الطلب” بسبب توجه أعداد متزايدة من المدرسات للعمل بجزء من الوقت في الفترة الأخيرة. وكل هذه العوامل قد نعني في نهاية المطاف “فقدان المهنة لمكانتها السابقة” حسب قوله.
ويقول أنطون ستريتماتر إن “التأنيث” الذي طرأ على مهنة التدريس يمثل إحدى الأسباب التي تدفع الذكور إلى عدم التوجه إلى قطاع التعليم، كما أن تصاعد المنافسة من جانب مهن أخرى قد ساهم في تعميق هذه الظاهرة.
“وجه سلطوي”
كما تعتقد الرابطة أن وجود عدد قليل جدا من الرجال في المدارس يعني أن الأطفال محرومون من حضور وجوه تمثل السلطة الذكورية في فترة مبكرة من حياتهم.
ويلقى هذا الإنشغال صدى له عند ألن غوغنبول الطبيب النفساني الذي يقول: “من الناحية المثالية، يستحسن وجود عدد متساو من المدرسين الإناث والذكور”. ويضيف في تصريحات خاصة بسويس إنفو: “إن عدم وجود مدرسين ذكور يمكن أن يسبب مشاكل لبعض الأطفال. فهناك من يبحث عن مواجهة أو علاقة مع مدرس رجل بهدف التعرف على صفاتهم الذكورية أو لتطوير علاقة مع وجه ذكوري صاحب سلطة أو لإقامة علاقة طبيعية مع شخص يكون ذكرا”.
تبايــن
من جانبها أوصت الرابطة السويسرية للمدرسين بإنجاز دراسة من أجل التعمق في معرفة أسباب التراجع الخطير في أعداد المعلمين من الذكور، وقالت إنها تستعد لإطلاق حملة في العام المقبل من أجل تشجيع المزيد من الرجال على التوجه نحو مهنة التدريس.
على صعيد آخر، لا يتفق جميع العاملين في القطاع على أن هذه القضية ذات طابع استعجالي.
فقد أصدرت مؤخرا الندوة السويسرية لوزراء التعليم في الحكومات المحلية – وهي هيئة ممثلة للكانتونات الست والعشرين التي تتكون منها الكنفدرالية في القضايا التي تهم شؤون التعليم والتكوين – وثيقة جديدة ضمنتها رؤيتها لمهمة التدريس خلت من أية إشارة إلى وجود حاجة إلى المزيد من المدرسين الذكور.
ويقول عدد من المدرسين والعاملين في المجال التربوي أن الأمر الأكثر أهمية هو أن تكون نوعية التدريس جيدة!
سويس إنفو
نسب المعلمين من الإناث في إحصائيات 1998- 1999:
71% في التعليم الإبتدائي
59% في التعليم الإعدادي والثانوي
99% في الحضانة والروضة
70% في المدارس المتخصصة
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.