مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هدايت عبد النبي: تتويج لمسيرة اقترنت بالعمل من أجل حماية الصحفيين

صحفي فلسطيني تعرض لإصابة بليغة خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في موفى عام 2008 وبداية 2009. AFP

يُعتبر القرار الذي اتخذه مجلس حقوق الإنسان في ختام دورته الثالثة عشرة والقاضي بفتح نقاش حول حماية الصحفيين في مناطق الصراعات، تتويجا لحملة انطلقت من جنيف قبل 7 سنوات، وهو يمثل في الوقت نفسه تتويجا لحياة مهنية نشيطة للصحفية والإعلامية العربية هدايت عبد النبي التي ترأس حاليا الحملة الدولية لشعار "شارة" حماية الصحفي.

وفي تصريحات لـ swissinfo.ch، أعربت هدايت عبد النبي، عقب مصادقة مجلس حقوق الإنسان يوم 26 مارس 2010 على قرار يقضي بتنظيم نقاش في يونيو القادم حول كيفية حماية الصحفيين في مناطق الصراعات، عن اعتقادها بأنه يمثل “مرحلة تاريخية لأن مجلس حقوق الإنسان يعترف بأهمية هذه القضية ويُجدولها على الدورة القادمة في يونيو في صورة حلقة نقاشية تضم كل الأطراف وهذه سابقة تاريخية لمجلس حقوق الإنسان منذ إنشائه في 2006”.

إنجازات في 7 سنوات

وُلدت الحملة الدولية من أجل شارة لحماية الصحفيين انطلاقا من فكرة أطلقتها هدايت عبد النبي، التي تعمل مراسلة لوكالة الأنباء الكويتية في سويسرا منذ عام 1999، وتجندت لها نخبة من الصحفيين المعتمدين في جنيف يشكلون حاليا مجلس إدارة الحملة.

وعن الدوافع وراء إطلاق هذه الحملة، تقول الإعلامية المصرية “لما كنت رئيسة لاتحاد صحفيي الأمم المتحدة في جنيف روّعني مقتل عدد من الصحفيين في حرب العراق في مارس 2003، وبالأخص مقتل الصحفي مازن دانا أمام سجن ابو غريب لاعتقاد القوات الأمريكية أن الكاميرا التي كانت بحوزته عبارة عن سلاح. وهذا ما دفعنا الى الشروع في تنظيم حملة للترويج لإمكانية التوصل إلى شارة معترف بها لحماية الصحفيين في مناطق النزاعات على غرار شارة الصليب الأحمر”.

الخطوة الثانية في تاريخ هذه الحركة كانت بدعم من منظمة العفو الدولية التي ساندت الحملة الدولية من أجل تنظيم اجتماع على هامش مجلس حقوق الإنسان في 19 ابريل 2004، وكان ذلك بمثابة ميلاد الحركة الدولية من أجل شارة لحماية الصحفي التي “سرعان ما انظم إليها 35 من الاتحادات الصحفية أغلبها في البلدان التي تعاني من الصراعات المسلحة”، مثلما تذكر هدايت عبد النبي .

وبحلول عام 2010 كانت الحملة الدولية من أجل شارة لحماية الصحفيين تجتاز عائقين مهمين: الأول بحصولها المبدئي على الصفة الإستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وهي الخطوة التي ستكتمل في شهر يوليو القادم. وهو الإطار الذي يسمح للمنظمات غير الحكومية بالمشاركة في الإجتماعات الأممية. أما الإنجاز الثاني فتمثل في قرار مجلس حقوق الإنسان الرامي إلى تنظيم نقاش بين كل الشركاء في دورته المقبلة لشهر يونيو.

دعم يأتي في الوقت المناسب!

مشروع القرار الذي صادق عليه مجلس حقوق الإنسان يوم الجمعة 26 مارس 2010 بخصوص مناقشة موضوع حماية الصحفيين في مناطق الصراعات تبنته ثلاث دول نامية هي مصر وبنغلاديش والمكسيك. وتشير هدايت عبد النبي إلى أن “مصر التي تقدمت بالمشروع ، اهتمت بالموضوع لأنها هي التي تتبنى عادة قرار حماية المدنيين في مناطق النزاعات العسكرية داخل مجلس حقوق الإنسان، وقد ضمت إليها كلا من بنغلاديش والمكسيك التي لها علاقة تقليدية مع الحملة الدولية لشارة حماية الصحفي وهذا منذ حوالي 3 سنوات وقد عملت معنا من أجل تعبئة المجتمع الدولي في جنيف”.

وفي معرض تقييمها لذلك، تقول رئيسة الحملة الدولية “بصراحة هذه خطوة طيبة جدا من الدول الثلاثة خصوصا وأنها تمثل دولا من 3 قارات هي إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا”.

يضاف الى ذلك أن هذه الخطوة حصلت على دعم من منظمات مهنية للدفاع عن الصحفيين إما كانت مترددة أو معارضة لتحرك الحملة الدولية من أجل شارة لحماية الصحفيين، ونوهت هدايت عبد النبي إلى أن منظمة مراسلين بدون حدود حيت في الاجتماع التحضيري جهود الحملة الدولية وعبرت عن شعورها بالسعادة لكونها تمكنت من تحقيق ما طالبت به مرارا المقرّر الخاص المعني بحرية الرأي والتعبير”.

لكن هذا الدعم (المتأخر) لا يُنسي أن عدد من المنظمات المهنية المعنية بالدفاع عن الصحفيين قابلت فكرة الحملة الدولية من أجل شارة لحماية الصحفيين بكثير من النفور والإنتقاد متعللة بأن وضع شارة في مناطق الصراعات قد يُعرّض الصحفي للخطر أكثر من حمايته. وترى هدايت عبد النبي أن هذا النفور “كان من أفراد وليس من المنظمات ككل”.

وفي سياق المحاولات التي جرت لإقناع هؤلاء المترددين ممن يدافعون عن حقوق الصحفيين (سواء في الاتحاد الدولي للصحفيين أو في غيره من المنظمات المشابهة) تقول هدايت “كنا نقول لهم إن المعنيين بالأمر (أي الصحفيين العاملين في البلدان التي تعرف صراعات مسلحة) سارعوا للإنضمام للحملة لإيمانهم بأهمية الشارة”.

لكن مع ذلك – ورغبة في إرضاء الجميع – قدّم الساهرون على الحملة تنازلا يتمثل في ترك حرية الإختيار للصحفي لكي يستخدم الشارة أو لا وفقا لتقييمه للأوضاع. وفي هذا السياق، ناشدت رئيسة الحملة المنظمات الدولية المعنية بحماية الصحفيين التي لا زالت مترددة في دعم الحملة إلى أن “تُغيّر موقفها بعد اجتماع يونيو، وأن تنضم لدعم هذا الإنجاز الذي لم يتحقق منذ سنين”.

حاجة الى توحيد الشارات

ميدانيا، يُلاحظ أن الصحفيين الذين يغطون الأحداث في مناطق الصراعات يلتجؤون الى استخدام العديد من الوسائل لكتابة شارات على سياراتهم وملابسهم للتوضيح لكافة الأطراف بأنهم رجال إعلام ومراسلون. ويبرهن هذا اللجوء إلى رفع العديد من الشارات على وجود حاجة الى استخدام شارة أو علامة تساعد على توفير الحماية والأمان في مثل هذه الأوضاع الخطيرة.

لكن تعدد الشارات واختلافها يتطلب توحيدا لها كي تكون مفهومة من طرف الجميع وفي كل مكان. وفي محاولة لتجسيد أهداف الحملة الدولية اقترح الساهرون على الحملة شعارا يتمثل في شارة بها دوائر فوسفورية برتقالية، وفي الوسط خطان أفقيان كتب داخلهما كلمة “صحافة ” PRESS” إما باللون الأزرق أو الأسود (وهذا حسبما سيتم الاتفاق بشأنه فيما بعد).

أما الإطار القانوني الذي سيحدد شروط حماية الصحفي في مناطق النزاع والصراعات فهو ما سيتمخض عن المناقشات التي ستدور في مجلس حقوق الإنسان بمشاركة الدول الأعضاء والحملة الدولية من أجل شارة لحماية الصحفيين وباقي منظمات المجتمع المدني والمنظمات المدافعة عن الصحفيين.

وفيما تؤكد هدايت عبد النبي أنه “عند وجود إطار قانوني، وشارة موحدة معترف بها، فإن هذا سيعمل على تعريض من يعتدي على الصحفي للمحاسبة والمتابعة”، تشير إلى أن “اجتماع يونيو سيكون فرصة لكي نفاتح الدول المعنية بإمكانية الدفع نحو معاهدة دولية لحماية الصحفيين في مناطق النزاعات، ولكن ذلك لم يتم بعد”.

في سياق متصل، تعتزم الحملة من أجل شارة لحماية الصحفي في مناطق الصراعات الإستفادة من الخبرة التي اكتسبتها منظمات المجتمع المدني التي أطرت معاهدة أوتاوا لمنع استخدام الألغام المضادة للأفراد. وفي هذا الصدد، تقول هدايت عبد النبي “سنفاتح الدول الثلاثة التي تدعمنا حاليا بخصوص إمكانية التوصل الى معاهدة لحماية الصحفيين في مناطق الصراعات، وسنعتمد مبدأ معاهدة أوتاوا (أي دخول المعاهدة حيز التطبيق بمجرد انضمام ثلاث دول إليها) على أن تبقى مفتوحة في وجه انضمام الدول الباقية”.

الدول “المتحمسة لحقوق الإنسان”.. لم تكن في الموعد!

انطلاقا من تجربة حملة مناهضة الألغام، حاولت الحملة الدولية لحماية الصحفيين العثور على دولة تدعم مشروعها على غرار كندا بالنسبة لحملة الألغام. وتقول هدايت عبد النبي “كنا نأمل في أن تتبنى إحدى الدول الغربية التي تدافع عن حرية الصحافة هذا المشروع، لكن المفاجأة كانت في أن الدعم جاء من مصر… لم أكن أتوقع أن تكون دول واعدة في مناطقها لها خطوات مهمة في مجال حرية الرأي والتعبير ولكن لها أيضا مشاكلها، هي التي تقدم هذا الدعم للحملة الدولية”.

وتقول هدايت عبد النبي التي تعمل وتقيم في سويسرا منذ حوالي 20 عاما: “بصراحة كان أملي في أن تكون سويسرا هي الراعية للحملة الدولية من أجل شارة لحماية الصحفي في مناطق النزاع، لأن الحملة الدولية نشأت في جنيف العاصمة الدولية لحقوق الإنسان والتي تفتخر بها سويسرا. لكن مع الأسف لم ننجح في ذلك رغم كل المحاولات لجلب انتباه الحكومة السويسرية إلى أهمية حملة تنطلق من جنيف لحماية الصحفيين في مناطق الصراعات وهي الفكرة التي انضم إليها 35 اتحاد صحفي يمثلون أكثر من 50 الف صحفي في العالم”.

محمد شريف – جنيف – swissinfo.ch

إعلامية عربية وناشطة في مجال حقوق الإنسان في قضية محددة وهي: الدفاع عن الصحفيين.

منذ سبتمبر 2007، تقلدت منصب المنسق العام لمنظمة “العهد الدولي لحماية الصحفيين” (مقرها جنيف) التي تسعى جاهدة للتوصل إلى إقرار معاهدة دولية لحماية العمل الصحفي والصحفيين.

رئيسة الحملة الدولية لشعار-شارة حماية الصحفي- ومقرها جنيف منذ يونيو 2004-هي منظمة تعمل أيضا على حماية الصحافيين في بؤر النزاع و ظروف أخرى من خلال شارة معترف بها في شتى أنحاء العالم من خلال معاهدة دولية.

رئيسة تحرير مجلة “ما بعد” الفصلية التي تصدر عن جمعية العاملين بالأمم المتحدة بمصر.

1997 – 1999: كبيرة مسئولي الإعلام للمنطقة العربية ومنطقة وسط أسيا في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بجنيف.

1993 – 1996: نائبة مدير مركز إعلام الأمم المتحدة بالقاهرة والمنسق الإقليمي الإعلامي للأمم المتحدة في منطقة الخليج.

أبريل 2003 – مارس 2005 : رئيسة اتحاد صحفيي الأمم المتحدة.

يناير 1999 إلى أبريل 2010: مراسلة وكالة الأنباء الكويتية (كُـونا) بجنيف وسويسرا.

فبراير 1971 – مارس 1993: صحفية بالأهرام، وكان آخر منصب لها هناك رئيسة قسم شؤون الرئاسة.

مؤلفة كتاب “حوارات مع شخصيات رسمت ملامح القرن الجديد” نشر دار أخبار اليوم – فبراير 2004

ألفت أيضا كتاب “قضايا ساخنة وحالمة”، نشر المجلس الأعلى للثقافة بمصر – سبتمبر 2009

حصلت على جائزة السادات لأفضل تحقيق صحفي عن “الطيار الإيراني الهارب من جحيم الخميني” الذي نشر على حلقات بصحيفة “مايو” المصرية في عام 1980.

حصلت على الجائزة الأولي لنقابة الصحفيين المصريين للتحقيق الصحفي الخارجي عن تغطيتها لأحداث اختطاف الطائرة المصرية إلى مالطة.

حاصلة على الدرع الذهبي لنقابة الصحفيين العراقيين تقديرا لما بذلته من جهد من أجل إعلاء قضية الصحفيين العراقيين على الساحة الدولية.

حاصلة على الميدالية الفضية للمنظمة الدولية للدفاع المدني (مقرها جنيف).

2003: ظهور الفكرة مع ارتفاع عدد القتلى من الصحفيين في حرب العراق (301 صحفي قتلوا في العراق منذ مارس 2003 حسب نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي العضو المؤسس في الحملة الدولية).

2004: انطلاق الحملة الدولة فعليا من أجل التوصل الى شارة تُرفع طواعية من قبل الصحفيين في مناطق النزاعات.
وانضمام أكثر من 35 منظمة صحفية للحملة الدولية أغلبها من الدول التي تعاني من الصراعات المسلحة.

الشارة المقترحة هي عبارة عن شارة بها دوائر فوسفورية برتقالية، وفي الوسط خطان أفقيان كتب داخلهما كلمة “صحافة” PRESS” إما باللون الأزرق أو الأسود وهذا حسب ما سيتم الاتفاق بشأنه فيما بعد.

مارس 2010: إقرار مبدئي لمنح الحملة الدولية من اجل شارة لحماية الصحفي الصفة الإستشارية من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

26 مارس 2010: مصادقة مجلس حقوق الإنسان في ختام دورته الثالثة عشرة على قرار يقضي بمناقشة موضوع حماية الصحفيين في مناطق النزاعات خلال الدورة القادمة للمجلس التي تلتئم في يونيو 2010.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية