جيلٌ ثانٍ… جيلٌ جرئ!
اختارت مجموعة من الجيل الثاني من المهاجرين في كانتون زيورخ الرد على الجدل الدائر في الساحة السياسية السويسرية بطريقة مبتكرة.
مجموعة Second@s plus ستشارك في الانتخابات البرلمانية لكانتون زيورخ بقائمة مكونة كلياً من الجيل الثاني من الأجانب.
كل المرشحين الثلاثة والثلاثين، المدرجة أسماؤهم على قائمة الجيل الثاني من المهاجرين، سويسريون. لكن أياً منهم لم يُولد سويسريا!
خلفيات المرشحين متنوعة ومختلفة، ولا غرابة في ذلك خاصة وأن أصولهم تشمل 17 جنسية منها الصينية والتركية والصومالية.. الخ.
وجمعيهم حصلوا على الجنسية السويسرية إثر تأهلهم لشروطها أثناء إقامتهم في الكونفدرالية.
ولأنهم أدرى بما تعنيه كلمة الأجنبي، فإنهم يشددون على أن هدفهم هو تمثيل كل الأجانب في سويسرا، بما في ذلك أولئك الذين لا يحوزون على جواز سفر سويسري أو حق التصويت.
“لقد وعدت الحكومة السويسرية بتخفيف قوانين الحصول على الجنسية بالنسبة للجيل الثالث من المهاجرين. لكننا نعتقد أن ذلك الوعد قليل للغاية.. ومتأخر للغاية “، يوضح منظم الحملة روبيرتو رودريجوز.
تلقائية الحصول على الجنسية!
وبصورة أكثر تحديداً، يوضح السيد رودريجوز قائلا:”نريد منهم أن يمنحوا الجيل الثاني من المهاجرين حق الحصول على الجنسية بصورة تلقائية، وكذا تخفيض فترة الانتظار لغيرهم من الأجانب إلى خمس سنوات. إضافة إلى ذلك، نحن نود أن يتم تحديد إجراءات وقواعد التجنس على المستوى الفدرالي لا المحلي”.
ما هو مثير للاهتمام في هذه الحملة هو أن معديها يصرون على المشاركة في الانتخابات باعتبارهم مستقلين، ذلك على رغم الدعم الجزئي الذي تناله من قبل الحزب الاشتراكي.
أما سبب ذلك فيعود إلى إحباطهم المتزايد من سياسات الأحزاب السويسرية الرئيسية.
“من الأفضل أن نمثل أنفسنا بأنفسنا، بدلا من ترك الساحة لسياسيين سويسريين كي يتحدثوا باسمنا”، يشدد السيد رودريجوز.
ويضيف:”مرشحونا الثلاثة والثلاثون لم يطلعوا على أوضاع المهاجرين من خلال تقارير اجتماعية. لقد عايشوها بأنفسهم من خلال تجاربهم الشخصية”.
حمى ملصقات إعلانية مثيرة للجدل..
وجه اندرو كاتومبا، السويسري من أب أوغندي وأم أوكرانية ، أصبح معروفاً ليس فقط في كانتون زيورخ بل في سويسرا بأسرها. والفضل في ذلك يعود إلى ملصق إعلاني لمجموعة Second@s plus .
يبرز الملصق السيد كاتومبا ذي البشرة الداكنة وهو يغمز بعينه للكاميرا، وأسفل الصورة عبارة:”إذا كان المزيد من السويسريين يشعرون بأنهم زنوج، فالأحرى إذن أن ينظم زنجي حقيقي إلى البرلمان السويسري”.
قد يبدو هذا الأسلوب الدعائي جريئاً، إن لم يكن فيه قدر من التجاوز، لكنه في الحقيقة لا يزيد عن ردٍ على ملصق دعائي (وُصف بالعنصرية) لفرع حزب الشعب السويسري اليميني المتطرف في سانت جالين، أعتبر فيه أن السويسريين يشعرون بأنهم “زنوج”.
وبسبب هذه الخلفية فإن قبول السيد كاتومبا بالوقوف في الملصق لم يكن قراراً سهلاً. يقول:”عندما طرحوا علي الموضوع، كان علي التفكير في المقترح ملياً بسبب الكلمات المستخدمة فيه، ولأنه يعتمد على دعاية ملصق أخر عنصري”.
ورغم التردد جاء رده بالموافقة. لماذا؟ يجيب:”كان من المهم الرد بصورة مباشرة على حملة حزب الشعب، وقد جاءتنا بعد ذلك ردود فعل إيجابية من كل أنحاء سويسرا”.
في حالة فوزه في الانتخابات، سيصبح السيد كاتومبا أول عضو برلمان سويسري من أصل إفريقي.
هناك أمل…
احتمالات حدوث ذلك تظل مشجعة. فعلى الرغم من أن الأحزاب الصغيرة عادة ما تجد صعوبة في الحصول على مقاعد نيابية في الانتخابات البرلمانية العامة، إلا أن مجموعة الجيل الثاني من المهاجرين تأمل في الحصول على أصوات الشباب ونظرائهم من السويسريين من أصول أجنبية.
وينبه السيد رودريجوز إلى أمر أساسي: “ليست هناك أرقام محددة عن أعداد المهاجرين ممن يحملون جوازات سفر سويسرية. فحصولهم على جواز السفر يعني آلياًَ أنهم لم يعودوا أجانب”.
لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الصورة ضبابية، فهو يردف:”أنا أعرف أن هناك نحو 18 آلف سويسريا من أصل إيطالي يعيشون في زيورخ. وإذا صّوت نصفهم فقط لصالحنا، فإن الأمر سيكون كافياً كي نحصل على مقعد أو مقعدين”.
الجدير بالذكر أن جماعة الجيل الثاني من المهاجرين لا تنفرد في دعوتها الخاصة بالمهاجرين. فقد اصدر حزب “القائمة البديلة”، ذي الميول اليسارية المتطرفة، قائمة انتخابية من 33 سويسري من أصول أجنبية.
راج في سويسرا استخدام مصطلح “Secondos” للدلالة بصورة “مهينة” على الجيل الثاني من المهاجرين.
منذ ذلك الحين تبنى المهاجرون في كانتون زيورخ المصطلح باعتباره إيجابيا.
استخدمت حملة Second@s plus علامة@ للإشارة إلى المرشحين من الذكور (Secondos) والإناث ( Secondas).
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.