ماذا لو؟ جسد المرأة بين مفاهيم الهوية الدينية واللائكية
هذا هو السؤال الذي تتلاعب به بشرى المتوكل، المصورة اليمنية في مقارباتها الفوتوغرافية حول الرموز الدينية ودلالتها وما تفجره على خطوط التماس بين الثقافة الغربية والشرقية وفي تحريض على إعادة التفكير في الإسقاطات الوطنية والثقافية على جسد المرأة بكل أشكالها.
ماذا لو تم قلب الأدوار الذكورية والأنثوية عبر الأزياء وماذا لو تغيرت مظاهر المرأة الخارجية بالحجاب أو النقاب، وهي بذلك توقع الناظر/ة في تساؤل ذاتي عن تغير رؤيته للآخر بأشكاله المتعددة.
بصورها لذات المرأة بمظاهر مختلفة، تعيد بشرى المتوكل تفكيك المفاهيم السائدة عن معايير الجمال والتدين والأنثوية وجدلية إضفاء الطابع الموحد على المرأة “عبر معايير الجمال المتمثلة في الجسد النحيل الضعيف”، كما توضح.
أما صور النساء اليمنيات في أزياء الرجال التقليدية (كما يُرى في معرض الصور المرافق) فتنوه إلى وجود معايير اجتماعية أيضا مفروضة على الرجال من الاحتشام وارتداء الملابس الفضفاضة وتغطية الرأس وتتساءل بشرى المتوكل، هل يمكن أيضا للمرأة أن ترتدي هذه الملابس، فهي أيضا محتشمة. وتوضح بشرى المتوكل أنها بعد تصويرها هذه المجموعة تنبهت إلى رموز الامتيازات الاجتماعية والسلطة المرتبطة بأزياء الرجال التقليدية “مع ارتداء المرأة مع هذه الثياب، فإنها تتبني أيضا أدوات ورموز السلطة والقوة في المجتمع اليمني، كالتزين بالسيف أو عباءة القاضي أو الإمام، التي ترتبط بوضع اجتماعي وطبقي أيضا”.
وبصورها للمسلمات المحجبات في الغرب، تطرح بشرى سؤال عن مفاهيم الهويات المتعددة وتلاقي الدين وقيم المجتمعات الغربية والوطنية وتتحدى “شمولية القيم اللائكية التي تفرض مفهوم اللادين عبر إقصاء كل ما هو ديني وترسخ الهوية الفردية عبر منع اختلاف الأفراد”. وبالنسبة لبشرى فإن “التنوع والاختلاف وإتاحة فرص الاختيار تعني القدرة على التحرر من التحرر ومن مفاهيم الحرية العلمانية”، كما تقول لـ swissinfo.ch.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.