هل تأمر سويسرا باعتقال أحمد إدريس نصر الدين؟
أحمد نصر الدين هو رئيس الجمعية الإسلامية الموجود مقرها في كانتون تيتشينو جنوب سويسرا، وهو رجل أعمال في الثالثة والسبعين من العمر، يحمل الجنسيتين الكويتية والإيطالية ومن مواليد إثيوبيا.
افادت صحيفة تاغس أنتسايغر الصادرة في زيوريخ يوم الاثنين أن اسم أحمد نصر الدين قد ذكر بصلة تأييد الإرهاب والهجمات الانتحارية التي وقعت يوم الحادي عشر من سبتمبر الماضي ضد أهداف في الولايات المتحدة الأمريكية، على ضوء صلاته بجمعية “التقوى” التي كانت موضعا للتحقيقات في سويسرا بصلة “القاعدة” والهجمات ضد الولايات المتحدة.
فقد أدت هذه الشبهات لتحقيقات وعمليات تفتيش بوليسية واسعة النطاق ضد مؤسستي ” التقوى” و “ندا” في كانتون تيتشينو يوم السابع من نوفمبر الماضي. لكن البوليس الفدرالي السويسري رفض حينذاك تأكيد أو نفي ما إذا كانت تلك العمليات قد استهدفت أيضا رئيس الجمعية الإسلامية في التيتشينو أم لا.
تزامن الأحداث.. ملفت للانتباه!
وتقول تاغس أنتسايغر، إن المدعي العام الفدرالي السويسري قد رفض يوم الأحد أيضا، أن يؤكد أو ينفي ما إذا كان منزل أحمد إدريس نصر الدين أو مكاتبه في مدينة لوغانو بالتيتشينو، قد تعرضت للتفتيش البوليسي في إطار عمليات التفتيش التي تمت في كل من كانتوني التيتشينو والغريزون يوم الثامن عشر من شهر ابريل الماضي.
لكن الصحيفة تستغرب لحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية قد قامت بعد يوم واحد من ذلك التاريخ بوضع اسم أحمد إدريس نصرالدين على القائمة السوداء إلى جانب عدد من أسماء جديدة لأشخاص اتّهموا بتأييد الإرهاب.
والمعروف أن لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي قد فعلت الشيء نفسه بعد خمسة أيام من ذلك، ووضعت اسم رئيس الجمعية الإسلامية في لوغانو على قائمة الأشخاص المطلوبين بصلة تأييد الإرهاب. ومن المرجح أن تقتدي سويسرا بذلك قريبا، كما قال يوم الاثنين ناطق بلسان لجنة العقوبات لدى وزارة الاقتصاد الفدرالية السويسرية.
لكن المعروف أيضا هو أن مؤسسة “التقوى” المالية قد نفت نفيا شديدا أية علاقة “بالقاعدة”، كما نفت تقارير الاستخبارات التي لا توجد أية أدلة عليها حتى هذه الساعة، والقائلة بأن بنك “التقوى” قد صرف الأموال لحساب “القاعدة” بين مايو وأكتوبر من عام 1999، على سبيل المثال.
والملاحظ أن الشبهات تتفاقم حول شخصية رجل الأعمال أحمد نصر الدين المقيم حاليا بمدينة ميلانو الايطالية، لنشاطاته الواسعة في سويسرا والخارج، إذ يرأس الجمعية الإسلامية وتنظيم ميغا الماليزي السويسري في التشينيو، كما يرأس غرفة الخليج وإفريقيا، إلى جانب تمويله لعدد من المؤسسات والمراكز الثقافية الإسلامية خاصة في سويسرا وإيطاليا.
اتهامات.. ولا إثباتات قاطعة عليها
أحمد إدريس نصر الدين كان من أوائل المساهمين في مؤسسة “التقوى” المالية وفي بنك “التقوى” الذي كان مقره الرئيسي مسجلا في جزر الباهاماس، وكان إلى جانب عدد من أبرز أعضاء مؤسستي “التقوى” و”ندا” من أمثال يوسف ندا، وعلي غالب هِمّت، موضعا للتحقيقات البوليسية الفدرالية السويسرية بصلة الشبهات الأمريكية بالتواطؤ مع “القاعدة” وتمويل هجمات الحادي عشر من أيلول ضد الولايات المتحدة.
وعلى ضوء رفض المدعي العام الفدرالي السويسري لتأكيد أو نفي أية تحقيقات في قضية أحمد إدريس نصر الدين، تتساءل تاغس أنتسايغر ما إذا كان اسمه سيضاف للقائمة السويسرية السوداء أيضا بعد منعه من دخول الأراضي السويسرية وتجميد حساباته وإيداعاته المتواجدة في هذا البلد. لكن الناطق بلسان لجنة العقوبات لدى وزارة الاقتصاد رجّح هذا الاحتمال يوم الاثنين.
وبالفعل، قررت وزارة الإقتصاد السويسرية يوم الثلاثاء إضافة عشرة أسماء جديدة إلى قائمة الأشخاص والهيئات المرتبطة بأسامة بن لادن أو بتنظيم القاعدة أو بحركة طالبان الأفغانية. ويأتي هذا التعديل في إطار تفعيل سويسرا القرار الذي اتخذته لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة المعنية بأفغانستان في الخامس والعشرين من شهر أبريل نيسان الماضي.
وبذلك أضيفت إلى القائمة الأسماء التالية: منظمة العلماء للعون وأحمد إدريس نصر الدين وعبد القادر محمود السيد وخالد الفواز وأبو حمزة المصري والأسعد بن هنية ومحمد بن بلقاسم العوادي ومختار بوشوشة وطارق الشرابي وسامي بن خميس الصيد.
ويعني هذا القرار عمليا حظرا لبيع أي مواد حربية إلى هؤلاء الأشخاص ومنعا لدخول أو عبور أي واحد منهم للأراضي السويسرية إضافة إلى تسليط عقوبات مالية عليهم.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.