وزيــرة سويسـريـة جديــدة
انتخب البرلمان السويسري ميشلين كالمي راي، وزيرة جديدة في الحكومة الفدرالية خلفا لوزيرة الداخلية روت درايفوس.
خمس جولات من التصويت كانت ضرورية لحسم الانتخاب واختيار ميشلين كالمي راي، إحدى المرشحتين اللتين قدمهما الحزب الاشتراكي، والتي حصلت على 131 صوتا مقابل 68 لمنافستها روت لوتي.
عندما قدم الحزب الاشتراكي مرشحتين لخلافة وزيرة الشؤون الداخلية روت درايفوس، أثار في الأوساط السياسية السويسرية انتقادات عديدة، ليس بسبب قدرة وكفاءة المرشحتين، لكن بسبب انتماء كل منهما الجهوي. فالانتماء الثقافي والجهوي يكتسي أهمية كبيرة في الحفاظ على المعادلة السياسية السويسرية المعروفة باسم “الصيغة السحرية”.
هذه الصيغة السحرية تعود إلى عام 1959، وتعتمد، في تشكيل الحكومة الفدرالية، على التوافق بين الأحزاب السياسية الاربعة الكبرى في سويسرا، وهي الحزب الراديكالي والحزب الديموقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي وحزب الشعب السويسري أو اتحاد الوسط الديموقراطي، وهو الحزب الذي يوجد على يمين الخارطة السياسية في سويسرا.
ووفق “الصيغة السحرية”، فإن الائتلاف الفدرالي يضم اليوم 7 وزراء ينتمي 2 منهم إلى الحزب الراديكالي و2 إلى الحزب الديموقراطي المسيحي، و2 إلى الحزب الاشتراكي و1 إلى حزب الشعب السويسري.
وينتخب البرلمان السويسري أعضاء الحكومة. كما يحق لأعضاء البرلمان أن يمنحوا أصواتهم لأي مرشح لمنصب وزاري، حتى وإن لم يكن مرشحا رسميا لحزبه. كما ينتخب البرلمان رئيس الكنفدرالية ونائب الرئيس.
جلسة خاصــة ووداع مؤثــر
بدأ البرلمان جلسته في حدود الساعة الثامنة صباحا بحضور أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب لاختيار خلف لوزيرة الشؤون الداخلية روت درايفوس، التي قررت الانسحاب من الساحة السياسية الفدرالية.
وقد بدأت الجلسة بخطاب مؤثر ألفته السيدة درايفوس، المناضلة العريقة في صفوف الحزب الاشتراكي والنقابية السابقة، ظلت فيه وفية لأفكارها الإنسانية، حيث أكدت في توديعها زملاءها في الحكومة والبرلمان، أنها تؤيد المنافسة، وهي أساسية لاقتصاد السوق، لكنها، كما قالت، لا يجب أن تكون على حساب القيم الإنسانية.
وأشاد رئيس البرلمان، ايف كريستن، بالسيدة درايفوس وقال إنها قادت حملة لا تكلّ من أجل أن تكون سويسرا منفتحة ومتسامحة، وقد وقف أعضاء البرلمان جميعا تحية للوزيرة المنسحبة.
انتخابات بالجملــة
وكان الحزب الاشتراكي الذي تنتمي إليه السيدة درايفوس رشّح سيدتين لخلافة الوزيرة المنسحبة، عملا بالتقليد الذي يتمسك به الاشتراكيون في الحفاظ على سيدتين ضمن الأعضاء السبعة في الحكومة الفدرالية.
وقد احتاج البرلمان الى خمس جولات من التصويت لتفوز ميشلين كالمي راي Micheline Calmy Rey، أصيلة كانتون فالي والمقيمة في كانتون جنيف، حيث تشغل منصب وزير المالية في حكومة الكانتون بـ 131 صوتا على المرشحة الأخرى للاشتراكيين روت لوتي Ruth Lüthi عضوة حكومة كانتون فريبورغ، والتي أثيرت ضجة في وسائل الاعلام الروماندية حول حقيقة انتمائها، إذ أنها تنحدر من أسرة وكانتون ناطقين بالالمانية، وتقيم منذ 30 عاما في كانتون يعتبر رومانديا، رغم أن كانتون فريبورغ معروف بازدواجيته اللغوية، حيث أن سكانه من الناطقين بالالمانية ومن الناطقين بالفرنسية.
وإلى جانب انتخابهم الوزيرة الفدرالية الجديدة ميشلين كالمي راي، انتخب أعضاء البرلمان رئيس الكنفدرالية لعام 2003. وقد حصل وزير الشؤون الاقتصادية باسكال كوشبان على اغلبية الأصوات وتم انتخابه منذ الدور الأول. كما انتخب النواب نائب رئيس الكنفدرالية للعام المقبل، وآل هذا المنصب الى وزيرة العدل والشرطة روت ميتسلر.
ويذكر ان الأعضاء السبعة في الحكومة الفدرالية يتداولون على منصب الرئاسة، الذي يتواصل عاما واحدا، وهو في سويسرا منصب فخري لا تكون فيه للرئيس صلاحيات تنفيذية، لأن النظام الفدرالي السويسري ركيزته التمثيل البرلماني. ويحُلّ السيد كوشبان بداية من 1 يناير المقبل محلّ وزير المالية كاسبار فيلغر، الذي تولى الرئاسة عام 2002.
ولا يعرف حتى الان الحقيبة الوزارية التي ستتولاها السيدة كالمي راي في الحكومة الفدرالية، حيث سيتم ذلك يوم 11 ديسمبر عندما يجتمع أعضاء الحكومة لإعادة توزيع المناصب بين الأعضاء السبعة.
سويس انفو
المقاعد الوزارية مقسمة على 4 أحزاب رئيسية وفق صيغة تعود الى عام 1959 وتسمى الصيغة السحرية
انتخبت ميشلين كالمي راي في الجولة الخامسة من التصويت
انتخب البرلمان وزير الاقتصاد باسكال كوشبان رئيسا لسويسرا لعام 2003
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.