وللمَغرب العربي نصيبٌ أيضا..
حدّدت دائرةُ التعاون والتنمية السويسرية في مؤتمرها الصحفي السنوي أولوياتها خلال عام 2002. إعادةُ إعمار أفغانستان وتنميةُ المناطق الجبلية تتصدر اهتمامات الدائرة لكنَّ منطقة المغرب العربي ستحظى أيضا بنصيب من المساعدات السويسرية.
بمُناسبة انعقاد مُؤتمرها الصحفي السنوي، كشفت دائرةُ التعاون والتنمية التابعة لوزارة الخارجية السويسرية يوم الخميس في العاصمة الفدرالية بيرن عن أولوياتها وأهم البرامج التنموية التي ستُشرف عليها خلال عام 2002 في مختلف أنحاء العالم وكذا عن حجم المساعدات التي ستمنحها لبعض المناطق المتضررة من الحرب أو الكوارث الطبيعية أو الفقر…
تركيز على ضحايا الحرب في افغانستان وبركان الكونغو والنزاع في الشرق الاوسط
إعادةُ بناء ما دمرتهُ الحربُ في أفغانستان ودعمُ حكومته الانتقالية الجديدة يتصدرُ، ولا غرابة، أولويات دائرة التنمية والتعاون السويسرية التي التزمت بمنح الشعب الأفغاني مساعدات تتراوح قيمتُها ما بين 30 و35 مليون فرنك لمُدة سنتين.
مديرُ الدائرة السيد فالتر فوشت الذي عاد لتوه من اليابان حيث شارك في مؤتمر الدول المانحة لاعادة اعمار أفغانستان، صرح يوم الخميس في بيرن أن حجم المُساعدات السويسرية قد يبدو ضعيفا مُقارنة مع ما تعهدت دولٌ أخرى بتقديمه للشعب الأفغاني. لكنه ذكَّر في المقابل انه إذا ما نظرنا إلى التعداد السكاني لسويسرا فإنها تظل من بين أكبر الدول المُساهمة في إعادة بناء أفغانستان.
ومن ضمن المستفيدين أيضا من المُساعدات السويسرية لعام ألفين واثنين نجد منطقة الشرق الأوسط والأراضي الفلسطينية بالذات حيث تساهم دائرة التعاون والتنمية السويسرية في تمويل جملة من المشاريع التنموية والصحية والتعليمية والاجتماعية والإنسانية لفائدة الشعب والقيادة الفلسطينيين مثل مساهمتها في تجهيز مكتب الإحصاء الفلسطيني الذي دمرته القوات الإسرائيلية قبل نهاية العام المنصرم.
كما حرصت الدائرة السويسرية في برامجها لعام 2002 على مساعدة ضحايا ثوران بركان نياراكونغو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية والذين سيستفيدون من مساعدات بقيمة مليون ومائتي ألف فرنك سويسري سيتم إنفاقها على ما يلزم سكان المنطقة المنكوبة من مساعدات طبية وغذائية وإنسانية بصفة عامة.
من ناحية أخرى، تعتزم دائرة التعاون والتنمية السويسرية التركيز هذا العام على التنمية المستديمة في المناطق الجبلية بمناسبة احتفال الأمم المتحدة هذه السنة بعام الجبال وسكان المرتفعات. وتفتخر الدائرة بما أنجزته طيلة أربعين سنة في دولة النيبال والتي تجسدت فيها المساعدات السويسرية بتحول تدمير الموارد الطبيعية خلال العقد الماضي الى مشاريع تنمية مستديمة ساهمت في تحسين ظروف عيش شعب النيبال.
ولم تغفل دائرة التعاون والتنمية السويسرية في جدول أعمالها لسنة 2002 تنفيذ مشاريع وقاية من النزاعات في منطقة آسيا الوسطى.
انفتاح سويسري جديد على المغرب العربي
من جهة أخرى، قررت الحكومة الفدرالية في إطار رؤيتها الجديدة للسياسة الخارجية في المنطقة المتوسطية تنشيط دور دائرة التعاون والتنمية في المغرب العربي. وتستعد الدائرة للبدء في التخطيط لبرنامج تعاون إقليمي مع المغرب العربي ومع الجزائر والمغرب بوجه خاص حسب تأكيد السيد فالتر فوست مدير
لكن السلطات السويسرية لم تحسم بعد خياراتها حول القطاع (أو القطاعات) التي سيتركز عليه الاهتمام في المستقبل. وعدد السيد فوست بعض المجالات من بينها دولة القانون والتنمية الاقتصادية وحماية الموارد الطبيعة والطاقة والزراعة. وشدد السيد فوست على أن المُقاربة السويسرية ستنطلق من القاعدة أي “من أسفل لأعلى وليس من أعلى لأسفل” حسب تعبيره.
ويبدو أن سعي سويسرا إلى الحد من تدفق المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين وما ينجم عن ظاهرة الهجرة السرية من مشاكل وتعقيدات، وحرصها على العمل على تحسين ظروف عيشهم في مواطنهم، من بين الأسباب الرئيسية التي تحثها على الاهتمام ببلدان مثل دول المغرب العربي لعل تحسين الأوضاع فيها تنمويا واجتماعيا قد يعود بالنفع على الجهة المانحة والأخرى المُستفيدة خاصة في مجال تعزيز المُبادلات الاقتصادية بين الجانبين.
سويس انفو مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.