يأخُذك في رحلة ساحرة عبر التاريخ..
انه اكبرُ وأبهى وافخر متحفٍ للأثريات في سويسرا على الإطلاق. افتتحَ أبوابه يوم الجمعة على ضفة بُحيرة Hauterive في مدينة نوشاتيل. يدعوك إلى رحلة جذابة بالصوت والصورة للتعرف على 500 قرن من تاريخ كانتون نوشاتيل. تنطلقُ الرحلةُ من عصر الانترنيت وتصل بك إلى الحقبة الثانية من عصر الحديد في الحضارة السَّلتية الأوربية..
طال انتظار افتتاح متحف « Laténieum » للأثريات في نوشاتيل..لكن الصبر أثمر جوهرة حقيقية سيتباهى بها سكان المنطقة ويستمتع بها عشاق علم الأثريات والجمهور بصفة عامة.
يمتد هذا المتحف المُميز على مساحة ثلاث هكتارات خُصص 2500 متر مُربع منها لعرض القطع الأثرية التي رسمت للعلماء ملامح الحقب التاريخية المختلفة لكانتون نوشاتيل منذ اكتشاف أولى الآثار البشرية إلى يومنا هذا. ويقع المتحف قبالة موقع La Tène الأثري الذي اكتُشفت فيه أولى القطع الأثرية للحقبة التي تحمل اسم هذا الموقع، أي الحقبة الثانية من عصر الحديد في الحضارة السلتية الأوربية.
أما جوهرة المتحف فيظل البهو الواسع الذي يوصل الزائر إلى بركة تربية الأسماك ليكتشف قاربا طوله 20 مترا يجسد حياة سكان غاليا الرومانية ببلدة Bevaix العريقة جدا في كانتون نوشاتيل. هذه البلدة كانت موطئا لقدم البشرية ابتداء من عام 3900 قبل ميلاد المسيح عليه السلام حسب علماء الأثريات.
الزائر لمتحف ” لاتينيوم ” يعيشُ لحظات شبيهة بالحُلم في فضاء يمزج بين الحداثة والماضي العريق. المؤثرات الضوئية بألوانها المختلفة قد تطفي على رحلتك عبر التاريخ طابعا فنيا وشبه خيالي، لكن محطات الزيارة ستزودك بلا شك بحقائق ومعلومات غنية حول ماضي المنطقة وسكانها.
عندما سَئلت “سويس انفو” مديرَ متحف ” لاتينيوم” السيد ميشيل ايغلوف (Michel Egloff) عن القطع الأثرية التي يفتخر المتحف بإيوائها، أجاب أن المشرفين على المتحف لا يتباهون بتفصيل واحد فحسب بل بكل مكونات المتحف وقال: ” اكثر ما نفتخر بإيوائه يتمثل في مراحل الحوار المختلف بين الإنسان والطبيعة على مدى آلاف السنين.”
ليس متحفا فحسب!
تعود حكاية نشأة متحف الأثريات في نوشاتيل إلى عام 1979 عندما تقدمت حكومة كانتون نوشاتيل بمذكرة لانجاز المشروع. وفي عام 1996، صوت الناخبون في كانتون نوشاتيل لصالح تخصيص مبلغ 26 مليون فرنك من اجل بناء المتحف. وأضافت جمعية La Tène خمسة ملايين على هذا المبلغ كي يرى المتحف النور أخيرا.
لكن النتيجة فاقت كل التصورات. الـ” لاتينيوم” ليس متحفا فحسب، بل يضم أيضا المعهد الجامعي لدراسات ما قبل التاريخ وورشا لاصلاح وترميم القطع الأثرية وورشا للتعرف عن تاريخ الأشجار بالإضافة إلى مخزن لآلاف القطع الأثرية المعروضة على الجمهور.
وعند اختتام الزائر لرحلته عبر التاريخ داخل المتحف، يمكنه تأمل جمال المناظر الطبيعة المحيطة به على رصيف مقهى المتحف وحتى التسوق في المتجر المتواجد في المتحف. خلاصة القول، أنت تضرب عصفورين بحجرة لدى زيارتك لمتحف ” لاتونيوم”، فهو يوفر لك فرصة لقضاء رحلة استثنائية ومفيدة عبر التاريخ والاستمتاع بجمالية الموقع والطبيعة المحيطة به مع إمكانية للاستجمام وتناول مشروب على ضفة البحيرة.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.