يهود سويسرا يتهمون…!
ندد رئيس اتحاد الجاليات اليهودية السويسرية بمواقف الحكومة ووسائل الاعلام السويسرية واتهمها بالمحاباة. جاء ذلك خلال مؤتمر الاتحاد يوم الاربعاء في مدينة مونترو.
“ان اليهود لا يشعرون بالامان في سويسرا”، هذا الاقرار الخطير صدر عن السيد الفريد دونات رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في سويسرا في الخطاب الذي القاه امام الجمعية العامة للاتحاد، واكد إقراره هذا في حديث لسويس انفو.
يرى السيد دونات ان “شريحة هامة من المجتمع السويسري تأمل في تخلي اليهود عما يميزهم وفي انصهارهم اكثر في النسيج الاجتماعي، انهم يريدون منا التخلي عن هويتنا الذاتية”.
كلام السيد دونات هنا يشير الى الجدل وردود الفعل التي احاطت بقضية ذبح المواشي حسب الطقوس اليهودية والاسلامية، وهو مشروع تخلت عنه الحكومة السويسرية تحت الضغط عندما رفضت تعديل القانون الخاص بحماية الحيوانات… لكن الاهم ليس هنا!
يعتقد السيد الفريد دونات ان شعور الرفض تجاه الجاليات اليهودية في سويسرا يتصاعد من جراء مضاعفات النزاع الفلسطيني الاسرائيلي في اوروبا، التي يقول السيد دونات، انها قارة “انغمست في معاداة السامية”. ولا يستثني السيد دونات سويسرا فيما يتعلق بشعور معاداة اليهود. فهو يؤكد “ان الاجواء المعادية لاسرائيل والتي تغذيها وسائل الاعلام السويسرية، من شانها ان تزيد في انتشار شعور معاداة السامية، وان ذلك قد يؤدي يوما ما الى انزلاقات خطيرة”.
ويقول الفريد دونات في حديثه لسويس انفو، “ان الصحافة السويسرية قد وقفت الى جانب الفلسطينيين”. ويرى ان هذا الموقف الذي يعتبره محابيا واحادي الجانب قد اتخذته ايضا وزارة الخارجية السويسرية، التي يؤكد السيد دونات ” انها تساهم في توفير مناخ غير ملائم يساعد على انتشار معاداة السامية.
وفي هذا الصدد، يرى الفريد دونات ان “ادانة سويسرا دولة اسرائيل من جانب واحد، وتهديدها بقطع علاقاتها التجارية معها وتمويلها الكتب المدرسية الداعية الى كره اليهود، تؤدي الى تهميش سويسرا”.
وزارة الخارجية السويسرية تفنّد
لم تعقب وزارة الخارجية على خطاب رئيس اتحاد الجاليات اليهودية، لكنها ذكرت انها لم تثر ابدا مسالة فرض عقوبات اقتصادية على الدولة العبرية. واوضحت الوزارة انها اعلنت يوم العاشر من ابريل الماضي قرارا باعادة النظر في جزء من اتفاقيات التعاون مع اسرائيل، خصوصا في المجال العسكري.
هذا القرار السويسري نابع مما ينص عليه القانون الانساني الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة، وهي معاهدة مؤمنة لدى الكنفدرالية. لذا، فان الحكومة السويسرية لم تتردد في التنديد بالانتهاكات المرتكبة من طرف الاسرائيليين وكذلك من طرف الفلسطينيين.
ولعل آخر تنديد يتجسد في الموقف الصارم الذي اعربت عنه وزارة الخارجية السويسرية في ادانة العملية الانتحارية الفلسطينية التي وقعت مساء الثلاثاء في ضاحية ريشون ليتزيون وادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى، حيث اكدت الكنفدرالية ان “العمليات الانتحارية ضد المدنيين تمثل انتهاكا لقواعد القانون الانساني الدولي” مضيفة انه “لا يوجد ما يبرر اطلاقا الاستعمال العشوائي للعنف”.
تاييد غير محدود لشارون
توضيحات وزارة الخارجية السويسرية قد لا تغير في مواقف اتحاد الجاليات اليهودية السويسرية، خاصة في الوقوف وراء دولة اسرائيل وتاييد سياساتها. وقد تجلى ذلك في خطاب رئيس الاتحاد الفريد دونات، الذي اكد قائلا “يجب علينا تاييد اسرائيل، تاييد الدولة وقادتها المنتخبين ديموقراطيا.. مهما فعلوا، بميزاتهم واخطائهم، بصرامتهم واغلاطهم، ببأسهم وانتهاكاتهم…”
لكن هذا الموقف لا يجد أي تاييد لدى الشخصيات اليهودية السويسرية التي كانت مؤخرا وراء اصدار ميثاق مشترك بين عرب ويهود سويسرا. وهو ما اكده بيير هزان، احد الموقعين على هذا الميثاق عندما قال: “ان التضامن مع اسرائيل لا يعني الاندفاع غير المشروط وراء تاييد سياسة ارييل شارون.. بالعكس يجب ان تكون لدينا الشجاعة للقول بانه مخطئ في خياراته”.
ويضيف السيد هزان قائلا: “يتعين علينا (كيهود) ان نحافظ على برودة اعصابنا. فمن حسن حظنا ان اوروبا لم تنغمس في معاداة السامية. كما ان الحكومة السويسرية ووزارة الخارجية لا تقومان بتغذية الكره والحقد ضد اليهود”.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.