يومٌ وطني للتضامن مع ضحايا الفيضانات
تنظم "سلسلة السعادة" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية في 31 أغسطس يوما وطنيا للتضامن مع ضحايا الفيضانات الأخيرة التي عصفت بعدد من أرجاء البلاد.
وقد بلغت بعدُ الوعود بالتبرعات لفائدة المناطق المنكوبة 6,1 مليون فرنك. وكان سخاء المواطنين قد ناهز 74 مليون فرنك في عام 2000 لمساعدة ضحايا فيضانات كانتون فالي.
أثبتت أيام التضامن التي نظمتها سلسلة السعادة في السابق أن السويسريين يتحلون بكرم وسخاء كبيرين عندما يتعلق الأمر بإسعاف ضحايا الكوارث الطبيعية، وخاصة عندما تعصف هذه الأخيرة ببلادهم.
ففي عام 2000، ضربت فيضانات عارمة جزء من كانتون فالي، وخاصة بلدة غوندو التي أغرقتها المياه. وبعد عرض شاشات التلفزيون لصور الكارثة التي أثرت بعمق في الرأي العام، لم يتردد السويسريون في مد أيديهم إلى جيوبهم لمساعدة المُتضررين إلى أن بلغت التبرعات 74 مليون فرنك.
تأثير القرب الجغرافي
وبصفة عامة، تحظى حملات التضامن لفائدة المناطق السويسرية المنكوبة بدعم الجمهور. وفي هذا السياق، قالت السيدة كاترين بو-لافينْيْ، المسؤولة عن حملات سلسلة السعادة في حديث مع سويس انفو “لقد قمنا أيضا بتجميع التبرعات إثر الانزلاقات الثلجية التي ألحقت أضرارا كبيرة بكانتون فالي وفي إطار إعصار لوتار (ديسمبر 1999). كما جمعنا أيضا التبرعات لفائدة الأشخاص المتضررين من الأزمة الاقتصادية في سويسرا. وتمت تلك العملية بشكل جيد أيضا”.
ومن المنطقي أن تحظى عمليات تجميع التبرعات لفائدة مشاريع تُنجز في سويسرا بدعم أكبر من الرأي العام لأن المواطنين يتجاوبون أكثر بحكم القرب الجغرافي.
لكن رقم التبرعات القياسي الذي سجلته سلسلة السعادة لم يكن لـفائدة سويسرا بل لآسـيا. ففي ديسمبر الماضي، منح الجمهور مجموع 225 مليون فرنك لضحايا كارثة موجة المد البحري “تسونامي” التي اجتاحت عددا من الدول المطلة على المحيط الهندي.
ويُفسرُ ذلك المبلغ الكبير بالتأثير القوي الذي أحدثته عظمة الكارثة في نفوس المشاهدين والخسائر البشرية التي تجاوزت 300 ألف قتيل. لكن “تأثير القرب”، ولئن لم يكن الجغرافي، كان له أيضا دور هام.
وأوضحت السيدة بو-لافيني بهذا الشأن أن السويسريين شعروا بنوع من القرب من المنطقة المنكوبة لأن تايلاندا وسريلانكا والهند من البلدان التي يعرفها السويسريون ويحبون قضاء عطلهم فيها. واستطردت قائلة “فضلا عن ذلك، راح أكثر من 100 سويسري ضحية تلك الكارثة وأعتقد أن هذه الحصيلة كان لها تأثير أكيد على نتيجة تجميع التبرعات”.
الرومانديون أكثر ترددا
يبدو واضحا أن تبرعات يوم 31 أغسطس التضامني لن تضاهي السخاء السويسري إزاء ضحايا تسونامي. وكان الرقم القياسي الأخير الذي سُجل على المستوى الوطني هو مبلغ 74 مليون فرنك الذي تبرع به المواطنون لضحايا فيضانات كانتون فالي عام 2000.
ولا يتوقع منظمو اليوم التضامني الوطني أن تقترب الحملة الجديدة من ذلك الرقم، إذ قالت السيدة بو-لافيني “نتصور أننا سنحصل على أقل مما جمعناه لفائدة بلدة غوندو. السبب الأول هو ببساطة أن عددا كبيرا من المناطق المانحة هي التي تضررت الآن من الفيضانات، وبالتالي ستركز بالدرجة الأولى على الكارثة التي حلت بها. أما السبب الثاني فيكمن في أننا نواجه صعوبة أكبر بعض الشيء لتحميس السكان الرومانديين (المتحدثين بالفرنسية). أعتقد أن الوضع أصعب شيئا ما في سويسرا الروماندية لأن الجدل حول الوقاية أخذ بسرعة بُعدا أكثر عقلانية”، وذلك في إشارة إلى الانتقادات الحادة التي وجهت للسلطات حول الإجراءات الوقائية من الفيضانات.
ويرتبط السبب الثالث والأخير الذي أشارت إليه السيدة بو-لافيني بالتبرعات الهائلة التي قدمها السويسريون في إطار التحرك الدولي لمساعدة ضحايا تسونامي، والتي ربما استنفذت ميزانيتهم المخصصة للتبرع. وقالت بهذا الصدد: “ربما يرصد الناس ميزانية سنوية معينة لدعم منظمات التعاون. وقد كانت التبرعات لفائدة ضحايا تسونامي كريمة جدا، مما يدفع إلى الاعتقاد بأنهم قد يقدمون مبالغ أقل هذه المرة”.
التوقعات مستحيلة
ورغم هذه التخوفات، يستحيل في الوقت الراهن معرفة ما إذا كان السويسريون سيثبتون كرما أكثر أو أقل من عام 2000. وتعتقد المسؤولة عن حملات التبرع في سلسلة السعادة “أنه من الصعب توقع المبلغ”، مضيفة “ما يمكن القول هو أن التبرعات التي توصلنا بها بعدُ والوعود بالتبرعات لا تقل عن التبرعات السابقة (في هذه المرحلة من الحملة)”. ويذكر أن التبرعات وصلت (إلى حين إعداد هذا التقرير) إلى 6,1 مليون فرنك.
وعما إذا كانت الأزمة الاقتصادية ستؤثر على سخاء الجمهور، قالت السيدة بو- لافيني “من الصعب أيضا توقع ذلك. فغالبا ما نصادف أشخاصا يجتازون ظروفا مالية صعبة ويحرصون مع ذلك على مد يد المساعدة ولئن كان المبلغ متواضعا”.
واختتمت حديثها بالقول “لا نعرف أبدا بشكل مُسبق كيف ستتطور الأمور. يجب انتظار نهاية يوم 31 أغسطس لمعرفة ما إذا كان السويسريون قد تحلوا بالكرم إزاء مواطنيهم في هذه المحنة”.
يشار إلى أن الخسائر المادية الناجمة عن الفيضانات القوية التي ضربت سويسرا مؤخرا قد تصل إلى ملياري فرنك حسب آخر تقديرات لشركات التأمين.
أوليفيي بوشار – سويس انفو
(نقلته للعربية إصلاح بخات)
تأسست “سلسلة السعادة” في عام 1946 بمبادرة من ثلاثة عاملين في إذاعة سويسرا الروماندية (الناطقة بالفرنسية).
لا تعد “سلسلة السعادة” منظمة للتعاون بل هي نظام لتجميع التبرعات عبر وسائل الإعلام السويسرية، وهو نظام تابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.
لحين إعداد التقرير المرافق، بلغت التبرعات لفائدة ضحايا الفيضانات الأخيرة التي عصفت بسويسرا 6,1 مليون فرنك (من تبرعات ووعود بالتبرعات).
يمكن التبرع عبر موقع “سلسلة السعادة” على الانترنت أو على الحساب البريدي 6-15000-10 (مع إشارة Intempéries en Suisse).
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.