11 عاما لاختراق نفق لوتشبرغ
نقلت التلفزيونات السويسرية مباشرة صبيحة الخميس تفجير آخر الحواجز الصخرية وسط نفق لوتشبرغ الذي تم اختراقه كاملا من كانتون برن إلى كانتون فالي.
وجرت المراسيم داخل ما يوصف بـ”ورشة القرن” أمام زهاء 1200 شخص تقدمهم وزير النقل موريتس لوينبرغر وسلفه أدولف أوغي الذي يُعتبر أب المشروع.
تطلب الاختراق النهائي لنفق لوتشبرغ تفجيرين صباح الخميس لربط كانتوني برن وفالي عبر جبال الألب، الأول تم في الساعة 10:52 والثاني في 11:56.
وقد أعطى طفلان مولعان بالسكك الحديدية إشارة الانطلاق للتفجير على الطريقة التقليدية عبر تحريك مُدورة بيديهما الصغيرتين. وتم استدعاء الطفلين جويل (8 سنوات ونصف) وسيلفان (تسع سنوات ونصف) من طرف وزير النقل السويسري موريتس لوينبرغر شخصيا.
وبين التفجيرين، كان على المدعوين الذين قارب عددهم 1200 شخص – من ضمنهم نخبة من الشخصيات السياسية والصحفيين- التحلي بالصبر داخل النفق. كذلك الشأن بالنسبة لمشاهدي القنوات التلفزيونية السويسرية التي نقلت الحدث مباشرة، حدث وصفته وسائل الإعلام بـ”التاريخي”.
وقد شكر السيد لوينبرغر بحرارة العمال على إنجازهم الذي تطلب 11 سنة من الجهد في ظروف عمل صعبة. ويُذكر أن عمال لوتشبرغ كانوا قد قاموا بإضراب عن العمل لمدة 24 ساعة يوم 18 أبريل 2002 للاحتجاج على تلك الظروف القاسية.
وحضر أيضا مراسيم الاحتفال باختراق النفق الوزير السابق أدولف أوغي، أب مشروع نفق لوتشبرغ وعدد من المسؤولين على مستوى الكنفدرالية وكانتوني برن وفالي المعنيين بالمشروع.
أما فرق العمال الذين كانوا يقومون بأعمال الحفر من جهة كانتون فالي فالتقوا بزملائهم القادمين من جهة كانتون برن. وبعد تسلق كم الصخور التي تم تفجيرها، تصافح الفريقان على نغمات موسيقى الألب التقليدية.
أكثر من 90 كيلومترا تحت الجبال
انطلقت أولى الورش في نفق لوتشبرغ عام 1994 باختراق دهليز في “فروتيغن” وآخر في “ميثولز” جنوب كانتون برن. أما أولى أمتار النفق الرئيسي فلم يتم تفجيرها إلا في عام 1999. وقد حفر العمال أكثر من 90 كيلومترا من صخور جبال الألب.
ويتكون معظم مسار نفق لوتشبرغ الذي يربط فروتيغن (كانتون برن) وراروني (كانتون فالي) من قناتين. وستظل إحداهما على حالها إلى أن يتم إنهاء الأشغال فيها لاحقا.
وقد جرى اختراق النفق انطلاقا من خمسة مواقع في آن واحد. فعدا طرفي النفق من جهتي فروتيغن وراروني، تم حفر ممرات للخروج، اثنين في كانتون فالي وواحد في كانتون برن.
ويتواجد في كل من راروني (فالي) وميثولز (برن) مخازن إدارة التجهيزات والمعدات الخاصة بزهاء 16 مليون طن من الصخر الذي تم استخراجه بعد الحفر.
حرارة ورطوبة
وقد تم حفر قرابة 20% من النفق بنقابات ضخمة، فيما تم تفجير 80% المتبقية بالديناميت على الطريقة التقليدية.
ويشارك في تنفيذ المشروع حوالي 2500 من 16 جنسية. ويعمل ما بين 1600 و1800 منهم تحت الجبل بالمداومة على مدار اليوم، إذ تستمر كل دورية لمدة 8 ساعات.
أما ظروف العمل فتظل مُضنية إذ يستقر معدل الحرارة في 42 درجة مئوية. ويمكن أن يرتفع أحيانا بسبب الحرارة المنبعثة من الآلات. لذلك تم تجهيز الورش بمكيفات للهواء من أجل خفض درجة الحرارة إلى أدنى من 28 درجة. أما نسبة الرطوبة في الهواء داخل النفق فتصل إلى 80%!
وبالإضافة إلى الحرارة والرطوبة، يواجه العمال خطر الموت في الورش إذ لقي خمسة عمال حتفهم في حوادث مختلفة منذ انطلاق أشغال الحفر.
وضع أولى الخطوط الحديدية
في كانتون فالي، بدأ وضع أولى أمتار السكك الحديدية في ديسمبر 2004. أما في كانتون برن فستبدأ نفس العملية في عام 2006. وحسب الجدول الزمني لتنفيذ المشروع، سيُفتتح النفق رسميا في عام 2007. وتشير آخر التقديرات إلى أن تكاليف لوتشبرغ سترتفع إلى حوالي 4,2 مليار فرنك.
وجدير بالذكر أن الشعب السويسري كان قد صادق في استفتاء شعبي عام 1998 على تخصيص 13,6 مليار فرنك للمرحلة الأولى من مشروع “السكك الحديدية الجديدة عبر جبال الألب” (NLFA) في غوثارد ولوتشبرغ. لكن التكاليف الإجمالية قفزت منذ ذلك التاريخ إلى 16,3 مليار فرنك، وقد تتجاوز 17 مليار في أسوأ الحالات.
أول ربط سريع بين الشمال والجنوب
وسيتم ربط نفق لوتشبرغ الرئيسي الجديد بالشبكة الدولية للقطارات الفائقة السرعة. ومن ميزات النفق أن ارتفاعه لا يفوق بكثير مستوى الشبكة، خلافا للنفق القديم الذي فُتح في عام 1913 والذي كان يُجبر القطارات على اختراق مسافات على ارتفاع أعلى بكثير، الشيء الذي كان يبطئ الرحلات بطبيعة الحال.
أما نفق لوتشبرغ الرئيسي، فسيسمح بتقليص الرحلة بين برن وبريغ -التي تستغرق حاليا ساعة ونصف- بثلث المدة. في المقابل، سيتواصل نقل السيارات على السكك الحديدية عبر النفق القديم.
وسيصبح نفق لوتشبرغ الرئيسي، بفضل قناتيه، أول ربط سريع بين الشمال والجنوب عبر الألب. ويشار في الأخير إلى أن مشروع “السكك الحديدية الجديدة عبر جبال الألب” يعد من ضمن المشاريع الحديدية الأربعة الكبرى في سويسرا والهادفة إلى رفع تحديات تحرير القطاع والمنافسة التي تمثلها المواصلات الطرقية. أما المشاريع الثلاثة الأخرى فهي “ريل 2000” وربط السكك الحديدية بشبكة القطارات الفائقة السرعة ومحاربة الضجيج.
سويس انفو مع الوكالات
يبلغ طول نفق لوتشبرغ الرئيسي 34,6 كيلومترا.
يمتد من فروتيغن جنوبي كانتون برن إلى راروني شمالي كانتون فالي.
تقدر تكاليفه الإجمالية بـ4,2 مليار فرنك سويسري.
بدأت أشغال اختراق الدهليز الرئيسي عام 1999
لقي خمسة عمال حتفهم منذ انطلاق الأشغال.
تقرر فتح نفق لوتشبرغ في عام 2007.
سيصبح أطول نفق للسكك الحديدية في سويسرا والثالث على المستوى العالمي.
حاليا، يوجد أطول نفق للسكك الحديدية في العالم في سايكان باليابان (53,9 كلم)، أمام “أوروتونيل” الذي يربط فرنسا وإنجلترا (50,5 كلم)
27 سبتمبر 1992: وافق الناخبون السويسريون بنسبة 64% على مشروع “السكك الحديدية الجديدة عبر جبال الألب” (NLFA) التي تشمل محاور غوتارد ولوتشبرغ.
12 أبريل 1994: انطلقت أعمال الحفر في دهليز كادرتال بفروتيغن جنوب كانتون برن.
29 نوفمبر 1998: صادق الناخبون بنسبة 63,5% على تخصيص 13,6 مليار فرنك لمشروع (NLFA).
5 يوليو 1999: انطلاق أولى التفجيرات لحفر النفق الرئيسي من لوتشبرغ إلى ميثولز (جنوب فروتيغن).
2 مايو 2002: انتهى حفر نصف نفق لوتشبرغ.
من أبريل إلى سبتمبر 2004: تسببت مشاكل جيولوجية في إبطاء تقدم الأشغال من جهة كانتون فالي، لكن دون تأخير موعد اختراق النفق بأكمله.
1 أبريل 2005: أعلن المكتب الفدرالي للنقل أن التكاليف الإجمالية للمشروع تتراوح بين 16,3 و17,4 مليار فرنك.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.