مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

120 مهرجانا سينمائيا في الهواء الطلق

تقترح منظمة Pro Natura المعنية بحماية الطبيعة عروضا سينمائية صيفية في مواقع طبيعية خلابة مثل مُجمد أليتش pronatura.ch

لا يوجد ريب في أن السويسريين يحبون مشاهدة (وإعادة المشاهدة في معظم الأحيان) أشرطة سينمائية تحت النجوم خلال فصل الصيف. ففي ظرف 10 أعوام تضاعف عدد مهرجانات الهواء الطلق خمس مرات.

وفي هذه السنة، تنظم ما لا يقل عن 120 مدينة وبلدة في سويسرا عروضا سينمائية في الهواء الطلق.

قبل عشرة أعوام فحسب، لم يكن عدد المهرجانات السينمائية في الهواء الطلق في سويسرا يزيد عن 18 تظاهرة حسب معطيات المكتب الفدرالي للإحصاء. أما في عام 2005 فتؤكد الأرقام أن عددها وصل إلى 91 أي أنها تضاعفت خمس مرات في الأثناء.

ويوضح أومبرتو تيديسكي، المسؤول عن دائرة في المكتب الفدرالي للإحصاء أن “السينما شهد نموا قويا ما بين عامي 1990 و 2002 وبما أن المهرجانات التي تقام في الهواء الطلق كانت ناجحة جدا فقد انتبه البعض إلى الفرصة واغتنموها”.

ويذهب تيديسكي إلى أنه يمكن تفسير الظاهرة أيضا بالحاجة إلى “استعادة الحرفاء” خلال فصل الصيف. فمن الناحية العملية نجد أن معظم منظمي العروض السينمائية في الهواء الطلق هم من أصحاب القاعات السينمائية التي يتقلص عدد روادها في موسم الصيف.

هذا التفسير لا يلقى القبول لدى شركة “أوروبلكس” التي تساهم في تنظيم مهرجان سينما الهواء الطلق في لوزان- بيلريف. ويبين مديرها التنفيذي تيودور تيودوروشكو أنه “في السنوات القليلة الماضية، تمت برمجة العروض الأولى لأعمال سينمائية ضخمة في شهري يوليو وأغسطس من أجل التخفيف من حجم التراجع” الذي يسجل في فصل الصيف.

ويضيف محاورنا “في السنوات الماضية كان الأمر يقتصر على توفير بديل عن قاعات العرض التقليدية خلال الصيف” وهو البديل الذي لقي نجاحا ل ايصدق. فعلى سبيل المثال ينتظر مهرجان سينما الهواء الطلق في لوزان- بيلريف أن يتابع حوالي 33 ألف متفرج العروض التي يقترحها في 45 سهرة.

البحث عن الطرافة

قد يكون مبرر هذا النجاح أن مهرجان لوزان لا يواجه منافسة مباشرة من أي كان على عكس المدن الكبيرة في الشطر المتحدث بالألمانية من البلاد. ففي زيورخ مثلا، لا يقل عدد التظاهرات المماثلة التي تتوالى من منتصف يونيو إلى نهاية أغسطس عن ثمانية!

وفي مثل هذه الظروف، يصبح من المفروض على المنظمين البحث عن سبل التميز. لذلك يراهن البعض على برمجة متفردة مثل سينما متحف الفنون الجميلة في برن الذي قرر أن يعرض من 14 إلى 17 يوليو أربعة أفلان للمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون.

البعض الآخر يلعب على وتر موقعه الجغرافي. فعلى سبيل المثال، تقوم منظمة Pro Natura المعنية بحماية الطبيعة والبيئة ببث أشرطة سينمائية في أروع المناطق الطبيعية بسويسرا مثل مجمد أليتش (في كانتون فالاي) والمحمية الطبيعية في زيرناز (كانتون غراوبوندن) أو في موقع فونتس قرب بلدة شارماي (كانتون فريبورغ).

أما في مودون (كانتون فُـو) فيراهن مهرجان الهواء الطلق هناك على خاصية أخرى فريدة في سويسرا الروماندية تتمثل في تمكين المشاهدين من متابعة الشريط السينمائي وهم جالسون في سياراتهم، أما الصوت فيستمعون إليه مباشرة من مذياع سياراتهم.

وفي حالات أخرى، يكفي التسلح بالبساطة. ففي مالوراي في الجورا البرناوي، يُنظم مهرجان سينما الهواء الطلق منذ 10 أعوام ويجتذب حوالي ألفي شخص من بين إجمالي سكان المنطقة الذي يقدر باثنين وعشرين ألف شخص. ويعود سبب هذا النجاح – حسب قول المنظمين – إلى الجو اللطيف وشبه العائلي الذي يصاحب التظاهرة.

الإنتاج الأمريكي “الضخم”

من ناحية البرمجة، تمنح معظم مهرجانات سينما الهواء الطلق الصيفية الأولوية لعرض الأشرطة الضخمة التي تنتجها السينما الأمريكية أو للأفلام التي حظيت بإقبال واسع خلال ألشهر الماضية أو للعروض الأولى لبعض الأشرطة الجديدة من أجل اجتذاب الجمهور.

في المقابل، يظل الشريط السويسري عملة نادرة في عروض الهواء الطلق باستثناء بعض المهرجانات التي قررت إعادة عرض بعض الأشرطة التي لقيت نجاحا جماهيريا في القاعات السويسرية في السنة الجارية.

سويس إنفو مع الوكالات

في سويسرا، لا تتوزع مهرجانات السينما في الهواء الطلق بشكل متوازن بين المناطق اللغوية الثلاث (الألمانية والفرنسية والإيطالية)

في عام 2005، من بين 91 تظاهرة شهدتها سويسرا، نظمت 78 منها في المناطق المتحدثة بالألمانية مقابل 11 في سويسرا الروماندية واثنتين فقط في التيتشينو المتحدث بالإيطالية

يُرجع المكتب الفدرالي للإحصاء الذي ينشر هذه الأرقام سبب التفاوت القائم بين الأنحاء المتحدثة بالألمانية وبالفرنسية إلى توزع السكان وقاعات السينما

أما في كانتون تيشينو الجنوبي، فيرى المكتب الفدرالي للإحصاء أن العديد القليل جدا قد يعود إى تأثير مهرجان لوكارنو الدولي للسينما الذي تجتذب عروضه في الساحة الكبرى وسط المدينة عشرات الآلاف من المشاهدين كل صيف.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية