40% من المجندين لا يصلحون للخدمة العسكرية
للعام الثاني على التوالي، بلغت نسبة الشبان المجندين المستبعدين من أداء الخدمة العسكرية 40%، طِـبقا لما أعلنته وزارة الدفاع السويسرية.
وقال مسؤولون، إن هذه النسبة قد تضاعفت خلال العشرية الماضية، بسبب تشديد عملية الاختيار وتنامي المشاعر المعادية للجيش وتراجع اللياقة البدنية لدى الشبان.
طِـبقا لمعطيات صادرة عن وزارة الدفاع، فشل أكثر من 40% من المجندين المدعوين للقيام بالخدمة العسكرية (عددهم 33 ألف)، وهي إجبارية لكل الرجال السويسريين ابتداءً من سن العشرين، في اختبارات عام 2005.
13 ألف تقريبا اعتُـبروا غير صالحين لأداء الخدمة بعد يومين من الاختبارات البدنية والطبية والنفسية، في حين استُـبعد 1500 آخرون بعد فترة وجيزة من التحاقهم بمدارس المجندين.
ومع أن الإحصائيات النهائية لعام 2006 لم تتوفّـر بعد، إلا أن وزارة الدفاع أكّـدت أن ثلث حِـصة المجندين في العام الماضي (36 ألف شاب)، قد سقطت في الاختبار الأول، في حين لا يتوقع أن يتمكن 7% من العدد المتبقي من إكمال فترة التدريب الأساسي (21 أسبوع).
رغم كل شيء، يقول الجيش السويسري إن الإحصائيات تُـظهر أن الإصلاحات التي بدأ تطبيقها قبل ثلاثة أعوام (وهي تشمل اختبارات دخول أكثر صرامة)، تعمل بشكل “جيد جدا”.
وقال المتحدث فيليكس إندريخ لسويس انفو: “إن نسبة تسريح المجندين خلال فترة التدريب، تقل عن نصف النسبة المسجلة في عام 2002 (18%)، وهو ما يعني توفير مبالغ كبيرة من أموال دافعي الضرائب ومستوى أفضل للجنود”.
وأضاف إندريخ أن “الاختبارات أصبحت أكثر تفصيلا، كما أضحى من الأيسر معرفة ما إذا كان الشاب مؤهلا، ذهنيا وبدنيا، لاستكمال فترة التدريب الأساسي”.
لهذا السبب، يضيف المتحدث العسكري “ارتفعت نسبة المقصيين بعد عملية الانتداب، في حين تم تقليص هذه النسبة أثناء دورة التدريب. لقد وفّـرنا حوالي 15 مليون فرنك في السنة من خلال عدم تدريب أشخاص يُـستبعدون فيما بعد”.
الاستنكاف الضميري
طِـبقا للدستور السويسري، يتم استدعاء جميع الشبان، الذين يبلغون العشرين من العمر لأداء الخدمة العسكرية، لكن الذين يفشلون في اجتياز الاختبارات لدخول الجيش، يلتحقون بخدمة الحماية المدنية.
في المقابل، يُـجبر المستنكفون الضميريون (الذين يرفضون أداء الخدمة العسكرية لأسباب سياسية أو دينية أو أخلاقية)، على القيام بالخدمة المدنية، التي تشمل العمل الاجتماعي في بيوت العجزة والمسنين والمستشفيات أو غيرها من المؤسسات.
إثر الانتهاء من التدريب العسكري الأساسي، الذي يتواصل لفترة تتراوح بين 18 أو 21 أسبوعا، يتوجّـب على الجنود القيام بالخدمة العسكرية على مدى 260 يوما تُـوزع على فترات قصيرة (3 أو 4 أسابيع في كل عام)، بعد الانتهاء من ذلك، يتم الإبقاء عليهم في صفوف الاحتياط إلى حين بلوغهم سن الثلاثين.
التراجع المسجّـل في عدد الشبان الذين يؤدون الخدمة العسكرية، لا يرتبط فقط بتشديد مقاييس الاختيار، إذ يعترف إندريخ بأن التطورات الاجتماعية والجغرا – سياسية، وخاصة انهيار الشيوعية، قد لعبت دورا في حدوث هذه الظاهرة، ويقول “إن موقف الشبان تجاه قضايا الدفاع والجيش نفسه، قد تبدلت. لقد شهدنا تغييرا كاملا في الظروف المحيطة بسياستنا الدفاعية: فلم يعد لدينا الاتحاد السوفياتي ولم يعد هناك وجود لجدار برلين، لقد انهار المعسكر الشرقي تماما”.
إضافة إلى ذلك، “شهد المحيط الاجتماعي للشبان تغييرا شاملا، فلم يعودوا متعودين على العيش في مجموعات كبيرة أو على الانضباط، وهناك أيضا الصحة البدنية للشبان، ففي السبعينات والثمانينات، كان الشبان في وضع أفضل مما هم عليه الآن. كل هذه العوامل، تؤثر على النتائج التي سُـجلت”.
عامل آخر يتمثل في تراجع وضع الخدمة العسكرية في أعيُـن السكان، ففي السابق، كان الحصول على رتبة ضابط في الجيش السويسري يمثل ضمانة حقيقية لآفاق المستقبل المهني، أما اليوم فقد تغيّـر الحال، إذ أن الفوائد الناجمة عن القيام بالتدريب العسكري استُـبدلت بالشهادات الجامعية العليا وبإمكانيات أخرى لربط العلاقات والانضمام إلى الشبكات.
سويس انفو – آدام بومون
(ترجمه من الإنكليزية وعالجه كمال الضيف)
تشهد سويسرا في كل عام ثلاث دورات تدريبية، تستمر ما بين 18 و21 أسبوعا، وهي تنطلق في مارس ويوليو وأكتوبر.
يمكن للمجندين القيام بالخدمة العسكرية مرة واحدة على مدى عام كامل (300 يوم)، هذا الخيار يقتصر على 15% من المجندين في السنة الواحدة على ألا يتجاوز 3000 شخص.
المستنكفون الضميريون يتوجّـب عليهم إجراء اختبار لإقامة الدليل على قناعاتهم المسالمة، وهو إجراء يحاول بعض البرلمانيين إلغاءه.
تقول وزارة الدفاع، إن من الفوائد الناجمة عن تشديد المقاييس المعتمدة في عملية الانتداب، إضفاء قدر أكبر من التلاؤم بين متطلبات الخدمة العسكرية ومهارات المجندين.
1994: 14،3% أثناء عملية الانتداب و7% خلال فترة التدريب.
1999: 14،3% و9%
2002: 22% و18%
2005: 39% و4،5%
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.