The Swiss voice in the world since 1935

80 قتيلا في أكثر الغارات الأميركية دموية ضد الحوثيين في اليمن

afp_tickers

أعلن الحوثيون الجمعة ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية الليلية على ميناء نفطي في محافظة الحديدة في غرب اليمن إلى 80 قتيلا، في أكثر الغارات دموية في الحملة الجوية المكثفة التي أطلقتها واشنطن قبل شهر.

أعلن الجيش الأميركي الخميس أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى في إطار قطع الإمداد والتمويل عن المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على مساحات واسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وتأتي الغارات، الأخيرة في سلسلة غارات قاتلة بدأت الشهر الماضي بأوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عشية استئناف واشنطن المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي في روما.

ونشرت قناة المسيرة التابعة للمتمردين مقاطع فيديو تظهر ألسنة اللهب تضيء السماء فوق الميناء مساء الخميس.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أنيس الأصبحي في بيان إن فرق الإنقاذ لا تزال تعمل للتعرف على مفقودين والبحث عن ضحايا.

ومساء، أوردت قناة المسيرة التابعة للمتمردين نقلا عن مكتب الصحة في الحديدة  “لرتفاع عدد الضحايا إلى 80 شهيدا و150 جريحا في حصيلة غير نهائية للعدوان الأميركي”.

ونقلت المسيرة عن مؤسسة موانىء البحر الأحمر اليمنية أن القصف “تسبب في أضرار كبيرة بميناء رأس عيسى النفطي وأدى إلى تعطيل نشاطه الحيوي” مؤكدة أن هذا  القصف “سينعكس سلبا على حركة الملاحة والإمدادات النفطية”.

وتبنى المتمردون الجمعة هجمات على إسرائيل وحاملتَي طائرات أميركيتين، متوعدين بـ”مزيد من عمليات التصدي والاستهداف”.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في كلمة أثناء تظاهرة في صنعاء إنهم نفذوا “عمليةً عسكريةً استهدفتْ هدفاً عسكرياً في محيطِ مطارِ بن غوريون في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ”، كما نفذوا “عمليةً عسكريةً مزدوجةً استهدفتْ حاملتيِ الطائراتِ الأمريكيتينِ +ترومان+ و+فينسون+ والقطعَ الحربيةَ التابعةَ لهما في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ وذلك بعددٍ من الصواريخِ والطائراتِ المسيرة”.

وأشار إلى أنه “الاستهدافُ الأولُ للحاملةِ فينسون منذُ وصولِها إلى البحرِ العربي”

كما توعد سريع بـ”المزيدِ من عملياتِ التصدي والاستهدافِ والاشتباكِ والمواجهة” رغم استمرار الغارات الأميركية القاتلة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في “عدة مناطق”.

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.

وتتعرض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضد المتمردين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 آذار/مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.

ومنذ 15 آذار/مارس، استأنف الحوثيون أيضا هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية على منصة إكس أن “قوات أميركية تحرّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يشكل) مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات”.

أضافت القيادة المركزية الأميركية أن السفن “استمرت في إمداد الوقود عبر ميناء رأس عيسى” رغم تصنيف واشنطن هذا العام للمتمردين كمنظمة إرهابية أجنبية، دون تحديد مصدر الوقود.

– “لم يتركوا مكانا إلا وضربوه” –

وفي لقطات بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين فجر الجمعة وقدمتها على أنها “أولى صور العدوان الأميركي” على الميناء النفطي، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن، بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما يبدو أنه حريق.

وقال أحد الناجين من الضربات على الميناء لقناة المسيرة “كنا نعمل وفوجئنا بالصواريخ فوقنا من العدوان، كنا نهرب والصواريخ تلاحقنا، لم يتركوا مكانا إلا وضربوه”.

بدأت الضربات الأميركية على الحوثيين في كانون الثاني/يناير 2024 في عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكنها استؤنفت وتضاعفت في عهد ترامب.

والحوثيون جزء من “محور المقاومة” الإيراني، الذي يضم أيضًا حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وكلاهما تضرر بشدة من الحروب مع إسرائيل واغتيال كبار قادته. وصفت إيران الضربات بأنها “همجية”، بينما نددت بها حماس ووصفتها بأنها “عدوان غاشم”.

السبت، ستواصل الولايات المتحدة وإيران محادثاتهما الهادفة إلى كبح جماح البرنامج النووي الإيراني، عقب تحذيرات من أنها تقترب أكثر فأكثر من التوصل لسلاح نووي.

وقال محمد الباشا، وهو مستشار مقيم في الولايات المتحدة، فرانس برس إنّ “العمليات العسكرية في اليمن ترسل إشارة واضحة إلى طهران”.

وأضاف: “الرسالة اليوم لا لبس فيها: الولايات المتحدة لا تستهدف فقط الأصول والأفراد العسكريين الحوثيين، بل أيضًا بنيتهم التحتية الاقتصادية”.

وكانت آخر حملة أميركية اندلعت ردا على تهديدات الحوثيين باستئناف الهجمات على الشحن الدولي احتجاجا على منع إسرائيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مرة جديدة صباح الجمعة اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في “عدة مناطق”.

– “الموت لأميركا!” –

وفي صعدة، معقل الحوثيين في شمال اليمن، هتف مئات الأشخاص “الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل!” في احتجاجات نظمها المتمردون، وفق ما أظهرته لقطات بثتها قناة المسيرة.

على صعيد منفصل، اتهمت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس بأن “شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية (…) تدعم بشكل مباشر الهجمات الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران على المصالح الأميركية”. 

ولم تقدم بروس في البداية تفاصيل عن طبيعة دعم الشركة للمتمردين، لكنها أشارت لاحقا إلى “شركة صينية تقدم صور أقمار اصطناعية للحوثيين”.

وأدت هجمات الحوثيين إلى شلل حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي تمر فيه عادة حوالى 12% من حركة الملاحة العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.

كما كبد مصر خسائر فادحة إذ انخفضت عائدات قناتها بنسبة 60 في المئة، ما يمثل خسارة مقدارها 7 مليارات دولار.

ود-ايه-هت/شي/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية