القوات الموالية لحكومة هادي تبدأ هجوما على قاعدة العند شمال عدن
شنت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الاثنين هجوما واسعا لاستعادة قاعدة العند الجوية واكبر قواعد البلاد من المقاتلين الحوثيين وحلفائهم، في حين انتشر مئات من الجنود الخليجيين في مدينة عدن لتأمينها.
وسبق الهجوم نشر مئات من المقاتلين والعسكريين في محيط القاعدة الاحد تؤازرهم الدبابات والمصفحات والعربات العسكرية المتطورة التي وفرتها قوات التحالف، وفق قائد القوات فضل حسن الذي اوضح ان طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية توفر غطاء جويا للقوات التي تقدمت من المنطقة الجبلية غرب القاعدة التي تبلغ مساحتها نحو 15 كيلومترا مربعا.
وانطلقت هذه القوات من عدن التي تمت استعادتها في منتصف تموز/يوليو بعد معارك عنيفة بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي اللاجئ في السعودية.
وترتدي معركة استعادة قاعدة العند الاستراتيجية الواقعة في محافظة لحج على بعد 60 كيلومترا شمال عدن اهمية كبيرة، لان استعادتها سيقطع امدادات الحوثيين ويؤمن عاصمة الجنوب ويوسع المناطق التي تم استرجاعها منذ بدء عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية قبل اربعة اشهر.
وسقطت قاعدة العند في اذار/مارس بايدي المقاتلين الحوثيين الذين باتوا يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد بما فيها العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم الواسع في تموز/يوليو 2014 انطلاقا من معقلهم في محافظة صعدة في الشمال. وقام عسكريون اميركيون متمركزون في القاعدة في اطار “مكافحة الارهاب” باخلائها.
وبعد ظهر الاثنين، قال ضابط يمني طلب عدم ذكر اسمه “لقد وصلوا الى المدخل الغربي للقاعدة والمدرج” متحدثا عن معارك عنيفة.
واضاف المصدر نفسه ان محاولة لشن هجوم عبر الجنوب لقيت “مقاومة شديدة” من قبل الحوثيين، مضيفا ان المهاجمين لم يتمكنوا من التقدم باتجاه المدخل الجنوبي للقاعدة وتجري المعارك خارج القاعدة موقعة “العديد من القتلى” من الجانبين.
ومساء، تدخل طيران التحالف دعما للمقاتلين الموالين للحكومة اليمنية في جنوب القاعدة، وفق ما افاد قيادي ميداني مؤكدا “ان الطائرات دمرت دبابتين واربع آليات للمتمردين”.
وافادت مصادر موالية ان نحو 70 حوثيا قتلوا خلال هذه المعارك كما اسر 10 اخرون، في حين قتل 24 عنصرا من القوات الموالية للرئيس اليمني واصيب 23 اخرون.
وفي تطور آخر، اكدت مصادر عسكرية ان القوات الموالية لهادي استعادت الحوطة مركز محافظة لحج وطريق الرباط شمال عدن بعد مواجهات مع الحوثيين.
في هذه الاثناء، نشر الاثنين “مئات من الجنود العرب الخليجيين” الذين نزلوا الاحد في ميناء عدن مع العشرات من الدبابات والمدرعات في محيط مدينة عدن “لتأمينها”، وفق مصدر عسكري.
ورفض المصدر اعطاء مزيد من التفاصيل حول العسكريين والبلدان التي ينتمون اليها مكتفيا بالقول انها “اكبر قوة ينشرها التحالف على أرض اليمن” منذ بدء الحملة الجوية التي يشنها على قوات الحوثيين وحلفائهم في اليمن في اذار/مارس الماضي.
ولكن صحيفة الحياة العربية التي تصدر في لندن ذكرت الاثنين انه تم ارسال 1500 جندي نزلوا في عدن معظمهم من الامارات العربية المتحدة.
وتمت الاشارة مرارا الى وجود جنود من دول التحالف العربي في عدن منذ ان استعادت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي الموجود في المنفى في السعودية السيطرة عليها في منتصف تموز/يوليو.
ويشن التحالف العربي منذ 26 اذار/مارس حملة جوية ضد المتمردين الحوثيين اسهمت في استعادة عدن ومطارها ومينائها.
وبعد الهزيمة التي مني بها الحوثيون في عدن، اعلن زعيمهم عبد الملك الحوثي الاثنين انه مستعد للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع.
وقال عبد الملك الحوثي في كلمة بثتها قناة المسيرة الناطقة باسم حركة “انصار الله” الحوثية ان “الحلول السياسية متاحة وممكنة” لوقف النزاع، وانه يرحب “بكل جهد ومسعى” من اي طرف عربي محايد او دولي.
واضاف ان “الحلول السياسية كانت ولا تزال متاحة وممكنة (…) نحن في هذا السياق نرحب بكل جهد ومسعى في هذا السياق من أي طرف من الاطراف العربية المحايدة او الاطراف الدولية”.
وقلل الحوثي من اهمية سيطرة القوات الموالية للرئيس هادي على عدن.
وقال ان “الخرق الذي حققه العدو في عدن سيفشل (انه) عارض وقتي سيزول مهما كانت الاموال السعودية ومهما كان لديهم من مرتزقة في العالم”.
وجاء خطاب عبد الملك الحوثي عشية اجتماع الاثنين في الدوحة بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظرائه في الدول العربية الخليجية تم فيه البحث في الاتفاق الدولي حول الملف النووي الايراني والوضع الاقليمي بما في ذلك الازمة في اليمن.
ورفض زعيم حركة انصار الله تصريحات المملكة النفطية التي تبرر تدخلها العسكري بضمان الامن على حدودها.
وقال ان ” ضمان امنكم ان يكون هناك حسن جوار (…) غير انكم تثبتون بما تعملون وترتكبونه من جرائم أنكم تشكلون خطرا على اليمن”، مؤكدا ان “لليمنيين الحق في الامن (…) ومن حق الشعب اليمني ان يطلب ضمانات من السعودية التي اثبتت انها الخطر عليه وليس العكس”.
وخلفت الحرب الدائرة في اليمن خلال اربعة اشهر اربعة الاف قتيل نصفهم من المدنيين حسب الامم المتحدة. ويحتاج القسم الاكبر من سكان اليمن للمساعدات الغذائية العاجلة. وفي حين امكن انزال شحنات من المساعدات في عدن بعد استعادتها، الا انها لا تزال غير كافية كما ان توزيع المساعدات يسير ببطء وفق منظمات الاغاثة.
من جهتها، طلبت جيبوتي مساعدة المجتمع الدولي بعد وصول 216 لاجئا يمنيا اليها عبر البحر خلال الايام الماضية في حين سجلت تراجعا في اعداد النازحين بعد 10 تموز/يوليو.
وقال نجيب علي طاهر المتحدث باسم رئاسة جيبوتي ان “اللاجئين القادمين فقدوا كل شيء بين ليلة وضحاها. معظمهم في حالة صمة ويحتاجون للمأوى والغطاء والرعاية الصحية والنفسية”.
واضاف ان “تدفق اللاجئين مستمر” معربا عن خشيته من تدفق كثيف لللاجئين مع تكثف المعارك.
ويفصل اليمن عن جيبوتي 30 كيلومترا عبر باب المندب. وجيبوتي هي من الدول القليلة التي فتحت ابوابها للاجئين واستقبلت نحو عشرة الاف خلال اربعة اشهر وفق المفوضية العليا للاجئين.