مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنظيم الدولة الاسلامية خطف 36 سيدة وطفلاً خلال هجوم الأسبوع الماضي على السويداء

صورة وزعتها وكالة الانباء السورية لمراسم جنازة جماعية لقتلى سقطوا في هجمات انتحارية على السويداء في 25 تموز/يوليو 2018 afp_tickers

خطف تنظيم الدولة الاسلامية 36 مدنياً بين نساء وأطفال من محافظة السويداء في جنوب سوريا خلال الهجوم الذي شنه قبل خمسة أيام وأوقع أكثر من 250 قتيلاً، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الأربعاء مسؤولية الهجوم الواسع الذي تخللته عمليات انتحارية في محافظة السويداء، التي بقيت منذ اندلاع النزاع بمنأى عنه الى حد كبير.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن التنظيم “خطف 36 سيدة وطفلا أثناء هجومه الأربعاء، تمكنت أربع سيدات منهم من الفرار في وقت لاحق فيما عثر على جثتي اثنتين أخريين، احداهما مصابة بطلق ناري في رأسها والأخرى مسنة” رجح أن تكون “توفيت جراء التعب خلال سيرها”.

وبالتالي، فإن 30 شخصاً ما زالوا محتجزين لدى التنظيم، وفق المرصد الذي أكد أن مصير 17 رجلاً آخرين ما زال مجهولاً.

وأفادت شبكة “السويداء 24” المحلية للأنباء على موقعها الإلكتروني أن جميع المخطوفين من قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي، وهم “20 سيدة تراوح أعمارهن بين 18 و60 عاماً، إضافة الى حوالى 16” طفلاً وطفلة.

ويتحدر معظم المخطوفين من عائلتين رئيسيتين في القرية المتاخمة للبادية السورية، حيث يتحصن الجهاديون.

وقالت الناشطة الاعلامية في السويداء نورا الباشا لفرانس برس “المواجع كثيرة والمجازر كبيرة، هناك عائلات اندثرت كما هي” جراء الهجوم.

وأوضحت أن أحد معارفها في قرية الشبكي فقد “والده وشقيقه في الهجوم، وفُقدت والدته قبل أن يجدوها منذ يومين على قيد الحياة قرب القرية، أما بنات عمه فمن بين المخطوفات”.

وأوضحت سيدة في ريف المحافظة الشرقي رفضت الكشف عن اسمها إن المختطفين كانوا “في عداد المفقودين إلى أن تأكدنا الأحد أنهم مع داعش”.

وطاولت الهجمات الى جانب مدينة السويداء سبع قرى في ريفها الشرقي، اندلعت فيها اشتباكات عنيفة بين مقاتلي التنظيم ومسلحين محليين غالبيتهم من المدنيين الذين حملوا السلاح الى جانب قوات النظام للدفاع عن مناطقهم.

وأجبرت المعارك الجهاديين على التراجع إلى نقاط تواجدهم في بادية السويداء عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية، بعدما خطفوا هذا العدد من المدنيين من قرية الشبكي.

– مفاوضات –

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات أنباء محلية في السويداء شريط فيديو قالوا إن التنظيم المتطرف نشره، تظهر فيه سيدة برداء ووشاح أبيضين، اعلنت فيه أنها لدى تنظيم الدولة الاسلامية بينما بدا وراءها في خلفية مظلمة عدد من السيدات وطفل على الأقل. ونقلت السيدة مطالب التنظيم مقابل الافراج عنهم تحت طائلة قتلهم.

ولم ينشر التنظيم على حساباته المعروفة على تطبيق تلغرام هذا الفيديو، الذي لا يمكن التحقق من صحته. لكن مدنيين وناشطين محليين تعرفوا الى السيدة وقالوا انها من قرية الشبكي وهي في عداد المفقودين.

وقال مدير شبكة “السويداء 24” الصحافي نور رضوان لفرانس برس من مدينة السويداء، إن “التنظيم يتواصل مع عائلات المخطوفات عبر الهاتف ويرسل الصور والفيديوهات لهم”، مشيراً الى أنه بعد ورود أول اتصال “بدأ مشايخ ورجال دين التفاوض معهم”.

ويطالب التنظيم وفق رضوان قوات النظام “باطلاق سراح معتقلين للتنظيم، يتم التفاوض على عددهم، إضافة الى وقف حملة النظام على حوض اليرموك”، مقابل الافراج عن المخطوفين.

وقال مصدر محلي مواكب لقضية المخطوفين في السويداء رفض كشف اسمه لفرانس برس إن “المخطوفين كانوا لا يزالون حتى الأحد في البادية، ويتم التفاوض مع داعش من خلال مشايخ العقل”، في اشارة الى الرؤساء الدينيين للطائفة الدرزية.

ويعد حوض اليرموك آخر جيب تحت سيطرة التنظيم في غرب محافظة درعا المجاورة ويتعرض لهجوم من قوات النظام بدعم روسي منذ نحو أسبوعين.

وتمكنت هذه القوات الاثنين من السيطرة على بلدة الشجرة لتتقلص سيطرة التنظيم الى ثلاث قرى فقط.

واعلن المرصد السوري مساء الاثنين ان ثمانية مدنيين قتلوا الاثنين بينهم خمسة نساء في غارات استهدفت هذه المنطقة، من دون ان يعرف ما اذا كانت الطائرات التي شنت الغارات سورية او روسية.

– اطلاق نار وذبح –

وتمكن التنظيم وفق رضوان من “خطف دفعة أولى من المدنيين من منازلهم بعدما لم يلق مقاومة على غرار القرى المجاورة، كون أهلها بغالبيتهم من الفلاحين ولا يملكون أكثر من سلاح صيد. ثم اقتادهم شرقاً نحو البادية وفق شهادات الناجين منهم”.

وأسفر الهجوم الأربعاء، وفق حصيلة للمرصد السوري، عن مقتل أكثر من 250 شخصاً بينهم 139 مدنياً على الاقل، قضى أكثر من ستين منهم في الشبكي، بعدما عمد التنظيم خلال هجومه إلى اقتحام منازل المواطنين وإطلاق النار عليهم أو ذبحهم بالسكاكين.

ويعد هذا الاعتداء الأكبر الذي تتعرض له الأقلية الدرزية في سوريا والتي تشكل ثلاثة في المئة من إجمالي السكان قبل الحرب، كما أنه من بين هجمات التنظيم المتطرف الأكثر دموية في سوريا.

وتسيطر قوات النظام على كامل محافظة السويداء، معقل الدروز الأبرز في سوريا، فيما يقتصر وجود مقاتلي التنظيم على منطقة صحراوية عند أطرافها الشمالية الشرقية.

وبعد طرده من مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، لا يزال التنظيم قادراً على التسلل من الجيوب والمناطق الصحراوية التي يتحصن فيها لتنفيذ هجمات دموية.

وخلال السنوات الماضية، شكلت الأقليات هدفاً للتنظيم خصوصاً المسيحيين الذين هجروا من بلدات عدة بينها مدينة القريتين في سوريا وقراقوش في الموصل العراقية.

وفي آب/اغسطس 2014، شنّ التنظيم هجوماً واسعاً على منطقة سنجار في العراق خطف خلاله آلاف النساء والفتيات الايزيديات. وفي شباط/فبراير 2015، خطف التنظيم المتطرف 220 مسيحياً اشوريا بينهم نساء وأطفال من محافظة الحسكة (شمال شرق).

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية