توقيف زعيم انفصالي للسيخ في الهند بعد مطاردة استمرت شهرا
اعتقلت الشرطة الهندية الأحد زعيما انفصاليا للسيخ يثير قلق السلطات بعد مطاردة استمرت أكثر من شهر وأدت إلى احتجاجات وأعمال تخريب من قبل أتباعه في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة.
اشتهر أمريتبال سينغ في ولاية البنجاب بشمال البلاد، حيث دعا إلى وطن منفصل للسيخ باسم خالصتان، وهو صراع تسبّب بأعمال عنف دامية في الهند في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت سينغ حوالي الساعة 06,45 (01,15 ت غ) بعد محاصرتها قرية على إثر تلقيها معلومات استخبارية تفيد بوجوده في معبد غوردوارا (معبد السيخ).
وقال المسؤول في الشرطة سوخشين سينغ جيل للصحافيين “عندما أدرك أنه ليس لديه طريق للفرار وأنه محاصر، تم اعتقاله”.
ويؤكد سينغ (30 عاما) أنه يسير على خطى جارنايل سينغ بيندرانوالي أحد زعماء حركة خالصتان الذي قُتل عندما اقتحم الجيش الهندي المعبد الذهبي في أمريتسار، وهو موقع رئيسي للسيخ، في 1984.
وهو يعتمر مثله عمامة زرقاء، وتردّد إنه سافر إلى جورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، العام الماضي لإجراء جراحة تجميلية ليصبح أكثر شبها ببطله.
وهاجم سينغ وأنصاره المسلحون بسيوف وسكاكين وبنادق، مركزًا للشرطة في شباط/فبراير بعد اعتقال أحد مساعديه بتهمة الاعتداء ومحاولة الاختطاف.
وحاولت السلطات بعد ذلك اعتقال سينغ في منتصف آذار/مارس، لكنه تمكن من الفرار على دراجة نارية بعد تغيير ملابسه في غوردوارا.
وبعد نشر آلاف من العناصر في المطاردة، قطعت السلطات الإنترنت عبر الهاتف المحمول لأيام في البنجاب وأغلبية سكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة من السيخ، أثناء عمليات البحث عنه.
وتم اعتقال أكثر من مئة من أتباعه ونقلهم إلى سجون على بعد مئات الأميال. كما حظرت السلطات التجمعات لأكثر من أربعة أشخاص في بعض المناطق.
وبعد معلومات عن ظهوره في نيودلهي وأماكن أخرى، نشر سينغ تسجيل فيديو في أواخر آذار/مارس سخر فيه من السلطات ووصف عملية الشرطة بأنها “هجوم على مجتمع السيخ”.
وقال “لم أكن خائفًا من الاعتقال في وقت سابق ولا الآن. معنوياتي عالية ولا يمكن لأحد أن يؤذيني. هذا بفضل الله”.
– احتجاجات في الخارج –
أثارت العملية احتجاجات من قبل السيخ أمام القنصليات الهندية في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة. وحطم المتظاهرون النوافذ في سان فرانسيسكو وأسقطوا العلم الهندي عن مبنى المفوضية الهندية العليا في لندن.
كما أفادت تقارير عن قيام محتجين بتخريب تمثال غاندي في أونتاريو.
واستدعت الهند دبلوماسيين أميركيين وبريطانيين وكنديين للاحتجاج والضغط لتحسين أمن بعثاتها في بلدانهم.
ونُشر فيديو سينغ على تويتر في حسابات في بريطانيا وكندا وأزالته شركة التواصل الاجتماعي في الهند بطلب من الحكومة، حسب معلومات نشرتها صحف.
كما حجب موقع تويتر للمستخدمين الهنود حسابات العديد من الكنديين السيخ البارزين الذين انتقدوا الحملة القمعية بمن فيهم النائب جاجميت سينغ وعدد من الصحافيين، حسب المصادر نفسها.
– مذبحة –
وهزت حركة انفصالية عنيفة من أجل خالصتان في الثمانينات وأوائل التسعينات ولاية البنجاب التي يشكل السيخ 58 بالمئة من سكانها والهندوس 39 بالمئة، مما أسفر عن مقتل الآلاف.
وأدى هجوم فاشل سمي “عملية النجم الأزرق” في 1984 في أمريتسار إلى اغتيال رئيسة الوزراء الهندية إنديرا غاندي على يد حراسها السيخ بعد بضعة أشهر.
وأفضى ذلك بدوره إلى مذبحة واسعة ضد السيخ في نيودلهي وأماكن أخرى استمرت أياما خلّفت آلاف القتلى وبينهم أطفال، سقطوا بالرصاص والضرب والحرق حتى الموت.
واتهم معارضون حزب المؤتمر الهندي الحاكم في ذلك الوقت بالتغاضي عن عمليات القتل مع بعض الشخصيات من الحزب التي يُعتقد أنها لعبت دورًا نشطًا في أعمال العنف.
وعبرت الهند مرارا عن استيائها من نشاط السيخ المقيمين في الخارج معتبرة أنه يمكن أن ينعش الحركة الانفصالية بفضل مساعدات مالية ضخمة.
وقال رئيس وزراء البنجاب باغوانت مان في خطاب بالفيديو الأحد “حاول بعض الناس ضرب السلام والأخوّة في البنجاب بأمر من أعداء البلاد”.
واضاف “أريد أن يحصل شباب البنجاب على أعلى الشهادات وأن يفوزوا بميداليات في الأحداث الوطنية والدولية وألا يضلوا الطريق مع بعض العناصر الأنانيين المعادين للوطن”.