حركة حماس تدرب في مخيماتها الصيفية الفتيان والشبان ليكونوا “جيل التحرير”
يخرج مقاتلون حاملين رشاشات كلاشينكوف من نفق ويهاجمون موقعا عسكريا اسرائيليا: الا ان الهجوم ليس حقيقيا ومنفذوه فتية وشبان تتراوح اعمارهم بين 15 و20 عاما يشاركون في مخيم صيفي تنظمه كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في غزة.
وجهاد (16 عاما)، من سكان حي الشجاعية في شرق مدينة غزة، واحد من عشرة فتية يستخدمون نفقا بنيت جدرانه من كتل اسمنتية جاهزة للتدرب على تنفيذ اقتحام موقع عسكري بهدف اسر جنود قرب الحدود بين قطاع غزة واسرائيل.
في موقع “اليرموك” التابع للقسام في الشجاعية الذي يبعد نحو 1500 متر عن الحدود مع اسرائيل، يشمل التدريب انشطة اخرى، مثل النزول بالحبال من على برج يصل ارتفاعه الى عشرين مترا، والقفز فوق حواجز تحتها نيران.
ويشارك نحو ثلاثين الف فتى في مخيمات “طلائع التحرير” التي اطلقتها القسام في القطاع الذي تديره حماس ويخضع لحصار اسرائيلي مشدد منذ عشر سنوات.
ويقول القيادي البارز في حماس خليل الحية “العدو دمر البيوت على اصحابها وفرض الحصار ظنا منه ان الناس سينفضون عنا، واذا بالشعب يزداد التفافا حول المقاومة والقسام ويدفع بابنائه للمخيمات”.
ويشدد الحية على ان “لا خيار الا هذه البندقية”، مشيدا ب”التدريبات التي يتلقاها المشاركون على ايدي نخبة من القسام ثبتوا معادلة الردع واسروا الجنود الصهاينة”، في اشارة الى الجنديين اورون شاؤول وهادار غولدين اللذين قتلا في حرب 2014 وتعتقد اسرائيل ان حماس تحتفظ بجثتيهما.
الا ان منظمات حقوقية ترفض هذه التدريبات.
ويقول مدير مركز “ميزان” لحقوق الانسان عصام يونس لوكالة فرانس برس “نحن ضد هذه المخيمات العسكرية للاطفال. الطفل يجب ان يتمتع باللعب والمرح والانتاج الفكري ويجب ابعاده تماما عن اجواء العنف وكل ما يمس بطفولته”.
ويقول مرشد تربوي رفض الكشف عن اسمه ان المخيمات الصيفية “تعد اطارا تربويا مهما لاكساب الاطفال والفتية قسطا من الرفاهية ولتعزيز القيم الخلاقة”، لكن “الفصائل وحماس (…) تقيم مخيمات للاولاد تاخذ طابعا عسكريا لان الوضع في القطاع استثنائي”.
ويتلقى المشاركون على مدى اسبوع تدريبات عسكرية تشمل تنفيذ هجمات وخطف، بالاضافة الى التمارين الرياضية والدروس الثقافية والدينية والتربوية.
ويقول مسؤول في القسام يشرف على المخيمات “نريد لهؤلاء الشبان والفتية ان يكونوا نواة حقيقية لمشروع التحرير القادم”.
ويزور الاطفال المشاركون في المخيم معرضا تقيمه كتائب القسام في حي الشجاعية وتعرض فيه قذائف واسلحة متنوعة وعتادا عسكريا وصواريخ الى جانب نموذج طائرة “ابابيل” كتب عليها “من صنع القسام”.
ويقول محمد البيطار (15 عاما) انه يشارك في “المخيم لاتعلم كيف نقاتل العدو، اريد ان اكون استشهاديا مثل كتائب القسام”.
ويضيف الفتى وهو يشير الى قنابل يدوية معروضة على طاولة، “اريد ان اقتل بها العدو”.
في موقع تدريب آخر تابع للقسام في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة، يدرب عناصر ملثمون من القسام مئات الفتية على فنون القتال. ويقول احدهم “اليوم في ميادين التحرير وغدا على ابواب القدس”.
– “الثأر لوالدي وشقيقي” –
ويروي فتى ان والده دياب حميد قتل في حرب 2008 وان شقيقه الاكبر هو “الاستشهادي طارق، منفذ عملية الثأر” لاغتيال الشيخ احمد ياسين، مؤسس حركة حماس في 2004.
ويضيف الفتى وهو في السادسة عشر من عمره “انضممت للطلائع لانها طريقنا لنحرر بلادنا من دنس الاحتلال وسننتقم لدماء ابي واخي”.
على الموقع الالكتروني لكتائب القسام، مقاطع فيديو لتدريبات عسكرية في المخيمات ومقابلات مع مشاركين، يقول شاب عشريني في احداها “انا ابن الشهيد عبد الناصر ابو كويك” الذي قتل في الحرب الاخيرة و”اشارك للمضي على خطى والدي”.
ويقول فتى آخر في الخامسة عشر من عمره انه “ابن الشهيدة سميحة حماد” التي قتلت في حرب 2008 و”اتيت لاتعلم الفنون القتالية لاعيد ارض اجدادي، ولن اسمح للعدو ان يدخلها مرة اخرى”.
خلال جولة في المخيمات، قال النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي التابع لحركة حماس في قطاع غزة احمد بحر ان “اشبال طلائع التحرير هم من سيقود معارك تحرير فلسطين، المعركة القادمة مع الاحتلال ستكون معركة التحرير”.
في المخيم، وعلى وقع اغان واناشيد حماسية، يسير مئات الفتية وهم يحملون اسلحة اتوماتيكية او نماذج لاسلحة خشبية، خلال استعراض وهم يهتفون “الله اكبر”.
داخل المخيمات، يمكن رؤية لافتات كتب عليها قسم “سلاح الجو” و”سلاح المشاة” و”سلاح القنص” و”سلاح المدفعية”.
وفتحت القسام هذا العام الباب امام الكبار لمرافقة ابنائهم في المخيمات.
ويقول ابو مصعب (50 عاما) الذي يرتدي قميصا اسود كتب عليه “طلائع التحرير”، “اريد ان اشجع اولادي ليتعلموا فنون القتال”.