مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شركات طيران تعلن عن تفاديها التحليق فوق مضيق هرمز بعد إسقاط طائرة استطلاع أميركية

طائرة بوينغ 737 الجيل القادم خلال رحلة فوق تولوز جنوب فرنسا في 27 أغسطس/آب 2018 afp_tickers

أعلنت شركات طيران عالمية بارزة من ضمنها الخطوط الجوية البريطانية وطيران الإمارات و”كي ال ام” ولوفتهانزا الجمعة عن وقف تحليق طائراتها فوق مضيق هرمز على خلفية تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة بعد إسقاط طائرة مسيرة أميركية.

ويأتي هذا القرار بعدما أطلقت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية تحذيراً يمنع شركات الطيران المدني الأميركية من التحليق في أجواء الخليج وخليج عمان.

وقالت سلطة الطيران المدني الأميركية في بيان إنّ هذه القيود مردّها إلى “ازدياد الأنشطة العسكرية وتزايد التوترات السياسية في المنطقة، مما يشكّل خطراً غير مقصود على عمليات الطيران المدني الأميركي”، وذلك فيما تخوض الولايات المتحدة وايران حرباً كلامية بعد إسقاط إيران الخميس لطائرة مسيرة أميركية.

وينطبق القرار الأميركي فقط على الطائرات المسجلة في الولايات المتحدة. وقالت شركة “يونايتد ايرلاينز” إنها ستعلق رحلاتها بين نيوارك وبومباي تنفيذاّ للقرار.

لكن شركات أوروبية وآسيوية وعربية أكدت بدورها وقف التحليق فوق مضيق هرمز.

وأكدت متحدثة باسم الخطوط الجوية البريطانية “فريق السلامة والأمن الخاص بنا ينسق باستمرار مع السلطات-من ضمنها إدارة الطيران الاتحادية الأميركية-حول العالم في إطار تقييمه الشامل للمخاطر لكافة المسارات التي نحلق فيها”.

وأعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية بدورها وقف تحليق طائراتها فوق مضيق هرمز.

وانضمت الخطوط الجوية الإماراتية ومقرها دبي إلى هذا المنع بإعلانها أنها ستغير مسارات طائراتها لتفادي “مناطق النزاع المحتملة”. واكدت الشركة لوكالة فرانس برس “نظراً للوضع الحالي، طيران الإمارات اتخذت تدابير وقائية خصوصاً تفادي التحليق فوق مناطق النزاع المحتملة”.

واكدت شركة “الاتحاد للطيران” من جهتها أنها تتابع “الوضع عن كثب” ووضعت “خطط طوارئ”. وقالت شركة “فلاي دبي” بدورها إنها “عدّلت بعض مسارات الطيران القائمة كإجراء وقائي”.

وقالت شركة “كي ال ام” الهولندية من جهتها في بيان إن “حادثة الطائرة المسيرة هو سبب لعدم التحليق فوق مضيق هرمز حالياً. هذا إجراء وقائي”. وتابعت أن السلامة هي “الأولوية المطلقة” للشركة.

وزاد التوتر بين طهران وواشنطن بعد إسقاط إيران للطائرة المسيرة التي تؤكد انها اخترقت مجالها الجوي فيما تقول واشنطن إنها كانت تحلق في الأجواء الدولية، وذلك بعد سلسلة هجمات على ناقلات نفط في الخليج نسبتها الولايات المتحدة إلى إيران.

– مشكلة باكستان-

ولا تزال هولندا تتعافى من كارثة تحطّم طائرة الرحلة “ام اتش 17” التابعة للخطوط الماليزية التي أسقطت في عام 2014 فوق منطقة النزاع المسلح في شرق أوكرانيا الانفصالي بصاروخ روسي. وقتل 283 شخصاً في الكارثة، بينهم 196 هولندياً و15 من طاقم الطائرة.

ووجه محققون دوليون الأربعاء التهم بالقتل لثلاثة روس وأوكراني في قضية إسقاط الطائرة التي كانت متوجهة من أمستردام إلى كوالالمبور.

وأجبرت الحادثة الخطوط الجوية على تغيير مسارات طائراتها بين أوروبا وآسيا لتفادي المجال الجوي الأوكراني.

وبعد التوترات الأخيرة بين طهران وواشنطن، أكدت الخطوط الجوية الماليزية بدورها أنها ستتجنب منطقة مضيق هرمز، موضحةً أن “السلامة لها أهمية كبرى” بالنسبة لها.

وأعلنت شركة كوانتاس الأسترالية أيضاً عن اتخاذها تدابير في هذا الإطار. وأكدت لوكالة فرانس برس “نحن بصدد ضبط مسارات الطيران فوق الشرق الأوسط لتجنب مضيق هرمز وخليج عمان حتى إشعار آخر”.

وقال من جهته متحدث باسم الخطوط الجوية السنغافورية “بسبب التوترات القائمة، بعض رحلاتنا قد تأخذ مسارات أطول بقليل لتجنب مضيق هرمز”.

وأكدت “اير فرانس” من جهتها أن هذه القرارات لا تعنيها حيث ان طائراتها لا تحلق أصلاً في هذه المنطقة.

وواجهت الرحلات بين أوروبا وآسيا اضطرابات منذ شباط/فبراير بعدما أغلقت باكستان مجالها الجوي عند حدودها الشرقية مع الهند بعد مواجهات عسكرية اقتربت من حرب واسعة بين البلدين النوويين.

وبحسب مدونة على موقع تعقب الطيران “فلايت رادار 24” فإن خطوة باكستان “دفعت حركة المرور جنوباً، قرب المناطق التي منعت الطائرات الأميركية حالياً من التحليق فيها”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية