مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فوز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في انتخابات جنوب إفريقيا

رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا يحيي الناخبين في 8 أيار/مايو 2019 afp_tickers

أعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة في جنوب إفريقيا رسمياً السبت فوز المؤتمر الوطني الإفريقي في الانتخابات التشريعية رغم تراجع عدد الأصوات التي فاز بها، ما يعطي الرئيس سيريل رامافوزا تفويضا هشا لإخراج البلاد من الأزمة.

وبعد فرز الأصوات في مكاتب الاقتراع الـ22925، تبيّن أن حزب المؤتمر الوطني حصل على نسبة 57% من الأصوات، ما يؤمن له غالبية 230 مقعداً في مجلس النواب البالغ عدد أعضائه 400.

وهذه أسوأ نتيجة لحزب نيلسون مانديلا بعد 25 عاماً من الحكم. وحصل الحزب في عام 2014 على نسبة 62,1% من الأصوات و249 نائباً.

ويتقدّم المؤتمر الوطني بفارق كبير على التحالف الديموقراطي الذي يرأسه موسي ميمان (وسط) والذي حصل على نسبة 20,7% من الأصوات أي 84 مقعداً مقابل 22,2% في عام 2014 و89 مقعداً.

وحلّ في المركز الثالث حزب مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية (يسار راديكالي) برئاسة يوليوس ماليما، محققاً تقدماً واضحاً بحيازته نسبة 10,7% من الأصوات أي 44 نائباً مقابل 6,5% في عام 2014 و25 نائباً فقط.

ومتحدثاً كرئيس للجمهورية، رحّب رامافوزا بـ”انتصار الديموقراطية”.

وأضاف “شعبنا قال كلمته بوضوح وحزم. قال كلمته من أجل افريقيا جنوبية موحدة ومجتمع أكثر عدالة”.

واحتفل نوابه بدورهم بشكل جلي بفوزهم في الانتخابات، رغم التراجع الذي منيت به شعبية حزبهم.

-“خشبة انقاذ”-

وتراجع المؤتمر الوطني إلى أدنى مستوياته في الانتخابات المحلية قبل عامين، إذ حصل على 54% من الأصوات على المستوى الوطني.

وقال رئيس الحزب غويدي مانتاشي “لقد رمى لنا الناخبون خشبة انقاذ (…) لقد انتشلنا من كارثة (انتخابات عام 2016) ونأمل بأن نواصل سيرنا إلى الأمام”.

وأكدت نائبة الأمين العام للحزب جيسي دوارتي “لقد سمعنا صوت كل الجنوب افريقيين (…)التفويض واضح: يريدون اقتصاداً أكثر نمواً ومزيداً من فرص العمل (…) يريدون حكومة تعمل لأجلهم، حكومة فعالة وخالية من الفساد”.

وجرت الحملة الانتخابية على مدى أشهر على وقع غضب واستياء قسم متزايد من السكان حيال الفساد والبطالة البالغة 27% واستمرار الفروقات الاجتماعية الصارخة.

ووعد سيريل رامافوزا (66 عاما) المعتدل والبراغماتي بإصلاح الأخطاء التي ارتكبها الحزب في عهد سلفه جاكوب زوما الضالع في سلسلة من الفضائح السياسية والمالية.

وبعد شهرين من انتخابه زعيما للمؤتمر الوطني الإفريقي في نهاية 2017، أرغم رامافوزا الرئيس على الاستقالة وتولى زمام البلاد.

ويؤكد النقابي السابق في ظل الفصل العنصري قبل أن يصبح من أثرى رجال الأعمال في العالم، أنه عازم على استئصال الفساد وإنعاش الاقتصاد.

ويرى المحللون أن خطابه أتاح للحزب الاحتفاظ بالعديد من الناخبين الخائبين حيال إدائه.

-“ولاية هشّة”-

وقالت المحللة سوزان بويسين من جامعة ويتواترسراند في جوهانسبورغ لفرانس برس “صحيح أن المؤتمر الوطني الإفريقي تراجع (…) لكنه وصل إلى مستوى أعلى بكثير مما كان وصل إليه لو كان زوما لا يزال في السلطة”.

كذلك رأى فيكيلي مبالولا العضو في اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الإفريقي أن رامافوزا “بدل الوضع”.

لكن سوزان بويسين أشارت إلى أن نتيجة 57,5% التي تعتبر أدنى إداء للحزب في انتخابات تشريعية، تمنح الرئيس “تفويضا هشا”.

ويتوقع المحللون أن تواجه خططه الإصلاحية مقاومة شديدة داخل قيادة الحزب الذي يعتبر مركز السلطة الفعلي، حيث يحتفظ أنصار الرئيس السابق بنفوذ كبير وهم عازمون على الدفاع عنه.

وسبق أن تكهن زعيم التحالف الديموقراطي موسي ميمان بفشله وقال الجمعة “نجح الحزب الحاكم في تركيز سائق جديد في حافلة محطمة”.

ورأى المحلل ريتشارد كالاند من جامعة الكاب أن “على رامافوزا أن يستخدم انتصاره ليحول القاعدة الإصلاحية التي يعد بها منذ سنة إلى منطلق للنمو الاقتصادي واستحداث الوظائف”.

وتابع “وإلا (…) فإن الناخبين سيقولون له +كفى+ وسيديرون ظهورهم للمؤتمر الوطني الإفريقي” في انتخابات 2024 التشريعية.

وأنقذ موقف الحزب الحاكم أيضاً في الانتخابات المحلية التي حافظ فيها على غالبيته في ثماني من المحافظات التسع في البلاد، خصوصاً في محافظة خاوتينغ الرمزية (50,19%) التي تضمّ مدينتي جوهانسبرغ وبريتوريا.

وحافظ حزب الاتحاد الديموقراطي من جهته على الغالبية في محافظة كيب الغربية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية