مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قصف عنيف على صنعاء فيما الرياض تندد بدعم ايران وطهران تحذر

يمني يتفقد الاضرار داخل منزله في صنعاء في 31 اذار/مارس 2015 afp_tickers

تعرضت العاصمة اليمنية صنعاء قبل فجر الثلاثاء لاعنف غارات جوية منذ بدء عمليات القصف التي يشنها تحالف عربي بقيادة السعودية على مواقع المتمردين الحوثيين الذين تندد الرياض بدعم ايران لهم.

وقد ركزت هذه الغارات الشديدة العنف على مواقع الحرس الجمهوري قوات النخبة في الجيش التي بقيت موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي اصبح اليوم حليفا للحوثيين.

وحذرت ايران الثلاثاء من ان “الهجوم السعودي” على اليمن يمكن ان يعرض الشرق الاوسط باكمله للخطر ودعت الى “وقف فوري” للعمليات العسكرية.

وقال مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان على هامش مؤتمر المانحين لسوريا المنعقد في الكويت ان ايران تعتبر التدخل في اليمن “عدوانا خارجيا” سيؤجج التطرف في المنطقة. واضاف ان “نيران الحرب” ستدفع “كل المنطقة الى اللعب بالنار”، مضيفا ان “العمليات العسكرية يجب ان تتوقف فورا”.

الا ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انتقد الثلاثاء بعبارات شديدة المتمردين وصالح وايران واعتبرهم مسؤولين عن النزاع في اليمن.

وقال الأمير سعود الفيصل في كلمة له نشرها الحساب الرسمي لمجلس الشورى في تويتر، “ان ميليشيا الحوثي والرئيس السابق (علي عبد الله صالح) وبدعم ايران ابت الا ان تعبث باليمن وتعيد خلط الأوراق”.

واضاف “ان المملكة ليست من دعاة الحرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها”.

وشنت صحيفة الوطن السعودية هجوما شرسا على ايران محذرة الدول العربية من رد فعل محتمل من البلد الجار على العملية العسكرية في اليمن.

وكتبت الوطن ان العملية تشكل “اقوى صفعة لايران منذ عقود”، مضيفة ان الحملة العسكرية تبعث “الامل في نجاح عربي تاريخي بافشال مخططات احد اهم اعداء العرب: الدولة الفارسية”.

وكان الحوثيون انطلقوا من معقلهم صعدة في شمال اليمن وتدفقوا الى العاصمة صنعاء –التي سيطروا عليها بالكامل في شباط/فبراير– كما سيطروا على مناطق في الوسط والغرب والجنوب وهددوا الاسبوع الماضي مدينة عدن الكبرى ما ادى الخميس الى شن ضربات التحالف العربي بقيادة الرياض.

وفي صنعاء افاد عدد من السكان عن شن غارات ليلية عنيفة جدا.

وقال احد السكان ويدعى عاصم الصبري لوكالة فرانس برس “شهدنا الغارات الاعنف” في صنعاء منذ بدء عملية التحالف العربي الخميس. واضاف “سمع دوي انفجارات قوية طوال الليل. كان امرا مريعان لم يغمض لنا جفن”.

قال عمرو العمراني (30 عاما) “لم اشهد ابدا انفجارات بمثل هذا العنف” فيما تشهد العاصمة صباحا هدوءا نسبيا.

وقال اخر “كل معسكرات الحرس الجمهوري في محيط صنعاء وكذلك مطار العاصمة تعرضت للقصف طوال الليل”.

والى جانب صنعاء، تواصلت الغارات الجوية حتى الساعة 6,30 (3,00 ت.غ) واصابت مواقع للحرس الجمهوري ومواقع دفاعات جوية في عدة مناطق باليمن بحسب سكان.

وفي تصريحه الصحافي مساء الاثنين اقر المتحدث باسم قوات التحالف العربى المشترك “عاصفة الحزم” العميد ركن أحمد عسيرى ضمنيا بمسؤولية التحالف في الغارة التي اوقعت اربعين قتيلا على الاقل ومئتي جريح الاثنين في مخيم النازحين في المزرق شمال غرب اليمن.

وقال ان “التحالف استهدف من قبل ميليشيات من منطقة سكنية واضطر طيران التحالف للرد” في اتجاه مصدر النيران وذلك ردا على سؤال حول ضربة ضد مخيم المزرق.

وفي الجنوب قتل 40 شخصا على الاقل غالبيتهم من المدنيين في هجمات عديدة واعمال عنف بحسب مصادر مختلفة.

وقرب لحج اصيبت مقبرة بقذائف لم يعرف مصدرها ما ادى الى سقوط 20 قتيلا في صفوف العمال كما قال مسؤول في هذه المنطقة الصناعية.

وافادت حصيلة لمصدر طبي ان 13 شخصا اخرين قتلوا خلال الليل الفائت في عدن بنيران القذائف، وهم ستة مدنيين وسبعة مجندين في الجيش مؤيدين للرئيس عبد ربه منصور هادي اللاجىء في السعودية.

وهنا ايضا لم تتوضح مصادر اطلاق النار فيما يسود الغموض في كبرى مدن الجنوب التي تسلل اليها متمردون.

واصابت قذيفة اخرى لم يعرف مصدرها ليلا منزلا في زنجبار بمحافظة ابين ما ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين بحسب بعض السكان.

وفي محافظة شبوة الجنوبية قتل اربعة مدنيين خلال الليل في هجوم طائرة بدون طيار اخطأت هدفها كما ذكر مصدر عسكري.

وفي بيحان بالمحافظة نفسها قتل اربعة متمردين وثلاثة افراد احدى القبائل بعد ظهر الاثنين في غارات للتحالف. وقد اصيب الثلاثة الاخيرون خطأ بحسب مصادر قبلية.

واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء انها لم تحصل على ضمانات امنية ضرورية كي تحط طائرة محملة بالمواد الطبية في اليمن، فيما قتل موظف في الهلال الاحمر اليمني الاثنين.

واطلقت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان نداء كي يتمكن العاملون في المجال الانساني من العمل في كل آمان، بعد ان “قتل المتطوع في الهلال الاحمر اليمني علي عمر حسام الاثنين في محافظة الضالع الجنوبية فيما كان يقوم باجلاء جرحى”.

واوضحت اللجنة ومقرها في جنيف، في بيان “ان شحنة من المواد الطبية للجنة الدولية للصليب الاحمر تكفي لمعالجة 700 الى الف شخص يفترض ان تصل بالطائرة الثلاثاء لتوزيعها على المستشفيات في سائر ارجاء البلاد” بغية ان تتمكن من معالجة الجرحى.

لكنها اسفت لان الجهود للتفاوض بشأن وصول الطائرة بكل آمان لم تتكلل بالنجاح حتى الان”.

ويتوزع فريق للجنة الدولية للصليب الاحمر مؤلف من ثلاثمئة شخص بين مدن صنعاء وصعدة وتعز وعدن.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية